يقال إن الأصلع من الأمام يفكر كثيراً في المستقبل، والأصلع من خلف الرأس يفكر كثيراً في الماضي، أما الأصلع من الوسط فهو يفكر في حاضره فقط، لكن الأصلع بشكل كامل لا يزال يفكر حتى الآن في كيفية استغلال المساحات الفارغة من صلعته... هل أنت أصلع؟ لا تحزن، فكل ما عليك أن تفعله هو أن تتحسس صلعتك لتتعرف على النموذج الذي تنتمي إليه. فالصلعان منذ القدم كانوا محل تندر وتهجم، فالبعض يتهمهم بالذكاء، وعلمياً لم يثبت ذلك إلا لو أردنا أن نسلم بما يقوله البعض عن دورة التهوية التي تصيب الجمجمة، وأن الشعر قد يشكل عائقاً لتلك الدورة من خلال استنزافها، وشخصياً ارفض تلك التهمة لأنه لو كان ذلك صحيحاً لما كان الصلع سبباً في غنى بعض أصحاب الشعور ممن يملكون شركات مستحضرات تجميل، لا هم لها سوى خداع هذه الفئة المغلوبة على أمرها، وهجوم الصلعان على تلك المستحضرات لا يدل بأي حال على ذلك الذكاء الذي يتقمصونه، لا سيما انه لم يساعد في إعادة إنبات شعر أي منهم! لكن على رغم ذلك للصلع فوائد لا يمكن نكرانها، فلو عدنا إلى أسباب الصلع لوجدنا انه يعود إلى ثلاثة أسباب، أولها وراثي"وهي شماعة الأطباء"، وثانيها"السن"، وهذه"لا حول لنا فيها ولا قوة"، وثالثها ارتفاع الهرمون الذكوري"لاندروجين"، ولهذه دلالة جيدة، إذ لا يمكن أن يشكك في رجولة الأصلع مادام يتسلح بذلك الهرمون، وبخلاف ذلك فالأصلع لا يعاني من القشرة ولا من تساقط الشعر، ولن يهتم إذا ما أصابته"الثعلبة"، لذلك فمن الضروري القول أيضاً أن الوصفات الشعبية والاستسلام لها لا يدل على ذلك الذكاء المفترض، فقد أثبتت الدراسات انه لا علاقة للقشرة بالصلع، ولا الفيتامينات أيضاً، ولا الدم المتدفق إلى الرأس، وعلى رغم ذلك نجد الكثيرين يلجأون إلى التدليك حتى أثناء صلاته، فيما لم تنبت له شعرة واحدة، وأيضاً كثرة استخدام الفيتامينات تفسر زيادة الوزن التي تسيطر على نسبة كبيرة من الصلعان، فهم يتدافعون على التهامها من دون أي نشاط جسدي يذكر، فيتحول معظمهم إلى مخازن فيتامينات متحركة. ويعاني من الصلع 25 في المئة من الذكور عند سن ال25، ويتطور ليتخذ أشكالاً متعددة، منها ما يكون دائرياً أو بيضاوياً أو على شكل"حدوه"، وعادة ما يبدأ الصلع بتساقط الشعر تدريجياً من مقدم الرأس ثم يتجه إلى الخلف... بقي أن نشير هنا إلى أن الصلعان وجدوا لهم مخرجاً عندما درجت موضة التصلع لدى الشباب، ويدينون في ذلك إلى اللاعب رونالدو الذي كان من أوائل المشهورين الذين ابتدعوا ذلك التوجه، ليتوالى من بعده المشاهير ومن ثم شبابنا ليأتي ذلك كالمنقذ. وهنا تحضرني قصة احد الزملاء الذين يعانون من الصلع وسط الرأس، وهو من المحبين للمشاهير لاسيما نجوم كرة القدم، ويتأثر بشكل كبير بتقليعاتهم. فقد كان صاحبنا كثيراً ما يتردد في حلاقة الشعيرات الجانبية التي يملكها والمنسدلة على كتفيه، وكنا غالباً ما ننصحه بالحلاقة لكنه كان يرفض بشدة وهو يمسك تلك الخصلات في دلال، لكنه فاجأنا ذات مرة بصلعة تخطف الأبصار، وعند استفسارنا عن خطوته تلك أفضى إلينا أن ديفيد بيكهام شجعه على ذلك بعد أن تصلع، طبعاً تصلع بيكهام بدأ قبل أكثر من عام وأطال شعره وتصلع غير مرة منذ ذلك الوقت، فيما صاحبنا لا يزال يبحث منذ ذلك الوقت وحتى الآن عن مستحضر يعيد شعره المفقود. [email protected]