إلى وقت قريب كنت أعتقد أن الصلع، من دلائل العبقرية، وهو إلى ذلك، دلالة على حدة الذكاء والديناميكية، أو القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، وبسرعة متناهية، لكنني مع التقدم النسبي في السن، وامتداد الصلع، بطريقة حثيثة، لا هوادة فيها، من مقدمة الرأس إلى مؤخرته، اكتشفت أسفًا خطأ استنتاجياً، بل اكتشفت أن هذا الصلع، ربما يكون دلالة على تطاير الأفكار، وعدم ثباتها! فمع الصلع بدأ الفشل التجاري، الذي خططت له في التنامي، حتى انتهى بتسليمي مفتاح الدكان، بما فيها إلى صاحبها، سداداً لتراكم الإيجار، ولم أفطن إلا مؤخراً، أن الصلع أصبح من العورات، إلا عندما بدأت أقرأ عن عيادات تدر الملايين، من هواة مدارة عورة الصلع، وهذا ما أكد بطلان نظريتي، وتهاويها من أساسها! وقد وجدت، من واقع الخبرة! أن الصلع أنواع، بعضها مقبول، وبعضها محير، مثل ذاك الذي يختار منطقة وسط الرأس ليتمركز فيها! أو ذاك الذي يختار مؤخرة الرأس، ليبدأ منها الصعود، حتى يأتي على الرأس كله! لكن الصلع الخطير، هو الواضح، الذي يشق طريقه بهدوء وسكينة، من المقدمة، حتى مؤخرة الرأس، لهذه العينة، تم اختيار الباروكة! التي يلجأ إليها غالباً من حرصوا على بقاء لياقتهم، والباروكة، بدأت تأخذ مأخذ الشعر الطبيعي، فمنها ألوان متعددة، ومنها المغزوة بكمية من الشيب، لتتناسب، مع وقار لابسها، لكن من لديه فائض من المال، مثل نجوم السينما، ورجال الأعمال، أصبحوا يستفيدون من منجزات طبية جديدة وعالية التكلفة، تجعل ما ذهب من شعرهم، يعود إلى قواعده سالماً! ولأن لكل ساقطة من الشعر لاقطة، فإنني سوف أعرج، على بعض عادات وتقاليد بعض الشعوب، في ما يتعلق بالتعامل مع الصلعان، لعلها تساهم في رفع معنوياتهم، وتجعلهم، على الأقل، لايقلون عن ذوي الشعر الكامل، الذي لايمكن أن يؤثر فيه نقص الفيتامينات أو آفات الوراثة، يقول منشور أرسله شخص لديه عقدة من الصلع، بعد أن اكتشف أنه لا يحمل دلالة على النبوغ والعبقرية: «الصلعة في المغرب تسمى تاج الرجولة! وفي تركستان لا يسمح للرجل بأكثر من زوجة إلا إذا كان أصلعاً!، وفي البرازيل تشترط الفتاة الحسناء على خطابها الكشف على شعر الرأس لتضمن أنه ليس كثيفاً فزيادة الشعر دليل على الأنوثة!، وفي ألمانيا تم افتتاح عيادة متخصصة لتثبيت الصلع! «لقد حارت البرية في الصلع والصلعان، كما حارت في الشيب والشيبان، ويبدو أن لا حل باترًا، للصلعان أو الشيب، إلا الثقة بأن لا شيء يوقف عجلة الزمن، وكان الله في عون محبي الصلع وكارهييه، وأولئك الذين يبذلون الغالي والنفيس من وقتهم، لوقف زحف الصلع أو الشيب!