بر الوالدين من كمال الدين وحسن الإسلام، ومن أفضل العبادات وأجل القربات وأيسر الطاعات وأقصر الطرق إلى الجنات، وهو من أسباب مغفرة الذنوب وزيادة الأعمال والبركة في الأرزاق... الأبوان في هذه الدنيا هما رمز العطف والحنان وعنوان الشفقة والرحمة... الأبوان هما زينة الحياة وبهجتها وسعادة الوجود، امتداد الأنس وتمام الرعاية والعناية وحصول السكينة والرحمة، وجود الأبوين دعاء مستمر وحنان صادق ومتابعة ملازمة ورحمة نازلة في البيت. هل هناك أبهى وأحلى وأشهى من بيت فيه والدة على مصلاها ترفع يديها داعية بالبركة والحفظ والسعادة والطمأنينة، تستر السيئات وتغفر الزلات وتتغاضى عن الهفوات، إذا جاءها القليل شكرت وإن لم تعط شيئاً سكتت، يضيق صدرها عند حصول الخلاف حتى بين الأطفال، إنها البركة في البيت، فهنيئاً لكل بيت فيه زاهدة عابدة تنتقل بين غرف البيت تدعو وترجو وتخاف وتبكي استغفاراً وانكساراً ودعاء للأولاد والبنات بالهداية والصلاح والحفظ من الله، ومتى فقدهما الأولاد أو فقدوا أحدهما وحلت المصيبة امتزجت الدموع وخيم الهم وأصبح الكرب يؤرق الولد، يتذكرهما في كل بقعة وكل زاوية من البيت، يتذكر تلك الجلسات واللقاءات يتذكر متعة الحديث ولذة اللقاء، لكنه لا يملك حيال ذلك شيئاً، غفر الله لجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء والأموات. إبراهيم الهذيلي - الدلم