بسم الله الرحمن الرحيم سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنت بخير: بكل أسى وحزن تابعت في عدد (الجزيرة) 15339وتحديداً في صفحة متابعة خبر تعرض أربعينية في جازان للتعذيب من زوجها بماء مغلي، هذا الخبر الذي آلمني كثيراً كما آلم غيري، وجعلني أتساءل: إلى متى سيستمر مسلسل العنف الأسري الذي نطالعه كثيراً عبر الصحف وكافة وسائل الإعلام من رجال لا يخافون الله ولا يرقبون في مؤمن ولا مؤمنة إلاً ولاذمة ممن نزعت الرحمة من قلوبهم وممن اتصفوا بالإرهاب بالاعتداء على زوجاتهم أو أولادهم بعنف دون رحمة ولا خوف من الباري؟ ثم لماذا يترك لهؤلاء الحبل على الغارب للقيام بمثل هذه الأعمال السيئة التي تخالف شرع الله وكل قانون وصفة الرحمة التي أمر الله بالتحلي بها، وتدل على سوء أخلاق أصاحبها وحقدهم وقساوة قلوبهم، ولؤمهم وحقارتهم؟! وهل يعقل أن رجلاً يخاف الله ويتمتع بالأخلاق الطيبة ويتميز بالعقل يفعل هذه الأفعال المشينة التي لا تصدر من رجل يستحق كلمة الرجولة وفيه ذرة من عقل، ناهيكم عن أنه رجل مسلم دينه يأمره بالرفق والرحمة بمن يعول وبالتعامل معهم بالاحترام والتقدير واللين والمعاشرة للزوجة بالمعروف كما ورد ذلك في كتاب الله ثم يخالف ذلك ويضرب به عرض الحائط؟! إن الأمر خطير إن استمرت تلك الظاهرة بين أوساط الرجال دون أن يكون هناك رادع يمنع هؤلاء من القيام بالعنف الأسري مع الزوجات والأبناء، وكم من مصيبة خلفها هؤلاء الرجال المتهورون المتخلفون المعتدون على زوجاتهم وأبنائهم ظلماً وعدوانا، عندما أصيبت الزوجة فلانة وفلانة بتشوّه في جسمها أو عاهة أو إعاقة بسبب اعتداء زوجها عليها، وكذلك الأبناء المساكين الذين ينتظرون من آبائهم أو ممن لهم القوامة عليهم الحب والحنان والرحمة والشفقة وإذا بهم يجدون القسوة والعنف والاعتداء بالضرب دون رحمة. وعبر جريدة الجزيرة الغالية أناشد دولتنا حفظها الله ممثلة بالجهات الأمنية وكل جهة مسؤولة عن ردع هؤلاء وإيقافهم عند حدهم ومعاقبتهم أشد العقاب حتى لا يتمادوا بعنفهم، ونجد هذه الظاهرة المقيتة وقد اختفت من مجتمعنا، وكلي أمل باختفائها في القريب العاجل بعد إنزال أشد العقوبة على كل من يعتدي على زوجته أو أي أحد من أهل بيته، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.