أنتصف شهر شعبان وماهي إلا أيام قليلة تفصلنا عن سيد الشهور شهر رمضان وجميعنا في شوق عظيم وحب كبير لهذا الشهر الكريم . تصدر هاشتاق #اهلا_رمضان الأيام الأخيرة قائمة الهاشتاق في تويتر فرحا واستعداد لقدوم الضيف العزيز والزائر الكريم وبين طياته حديث عظيم يقول فيه النبي: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين. وقدومه قدوم اليمن والخير والبركات، بما يحمله من هدايا ونفحات وعطايا وهبات، ففي رحابه ترفع الدرجات وتغفر الزلات، وأهل الإيمان فيه، بين خشوع صائم ودمعة تائب وتلاوة قرآن وانتظام في ساحات القيام. «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» البقرة:185. وجميع المغردون في هاشتاق #اهلا_ رمضان يدعون المولي عز وجل, قائلين: اللهم بلغنا رمضان وليس بغريب ان يشتاقوا إلي شهر الصيام والقرآن والخيرات والحسنات وارتفاع الدرجات فهم يعلمون أن أيامه لها في نظر الإسلام مكانة سامية, وفي نفوس المؤمنين قداسة وجلال ورفعة وطهر, فهي غذاء الروح, ونقاء النفس وطهارة للقلوب . كان السلف الصالح رحمهم الله يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان، وذلك لما يعلمون فيه من الخيرات والبركات، وما يعملون فيه من الطاعات والقربات. إن الرسول الكريم كان اشد الناس شوقا إلي شهر رمضان, وكان يستعد له, ويترقب حلوله, وقد وصفه أروع وصف حين خطب في آخر شهر شعبان, فقال: أيها الناس, لقد أظلكم شهر عظيم مبارك, شهر فيه ليلة خير من ألف شهر, جعل الله صيامه فريضة, وقيام ليله تطوعا, من تقرب فيه بنافلة كان كمن أدي فريضة في سواه, ومن أدي فيه فريضة كان كمن أدي سبعين فريضة في سواه, وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة, وشهر المواساة, وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه, ومن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار, وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء.. وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.. حقا انه شهر عظيم مبارك, يستحق الشوق العظيم, والحب الكبير, والضراعة إلي الله كي يبلغه المؤمنون المخلصون, لقد نزل فيه القرآن, هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان, وتلك نعمة لا تعد لها نعمة, أخرجت الناس من الظلمات إلي النور, وأعطيتهم كل مقومات الحياة, وكل فضائل الاستقامة والرشاد.. ان المسلمين المشتاقين قد اختاروا اسمي ما يزكي الخلق, وأعلي ما يربي الضمير, وأحسن ما يحقق رضوان الله, يدعون ربهم أن يوصلهم إلي شهر رمضان, ليعلنوا الطاعة والإيمان الخالص ويسعوا إلي فوز كبير, ومغفرة واسعة, يقول المصطفي صلي الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه, ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ويقول: إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم, فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد.