شن وزير الصحة الدكتور حمد عبدالله المانع أمس، هجوماً قاسياً على طبيب يحظى بشهرة واسعة، لم يكشف عن اسمه، بيد أنه وصفه ب"المُشعوذ"و"الدخيل على مهنة الطب"، وتابع قائلاً:"وصلنا إلى مرحلة يجب أن نقف موقفاً جدياً، وليس متفرجاً، ولن نسكت على ضحك هؤلاء على الناس"، مُعتبراً أن هؤلاء المشعوذين والدجالين"يعتمدون على التدليس والخداع، ويستغلون المريض"، مطالباً المرضى ب"الاستفسار من وزارة الصحة في حال اضطرارهم اللجوء إلى أطباء الطب البديل". وأوضح المانع أن هذا الطبيب المشعوذ"يدعي علاج 43 مرضاً، وينشر إعلاناته في وسائل الإعلام المختلفة، والأدهى والأمر انه أنشأ قناة فضائية، ويستقطب فيها المرضى الذي يتعلقون بأي شيء"، موضحاً أنه سأل"الجامعة الأميركية للاستفسار حول حصول هذا الشخص على شهادته منها، إلا أنهم نفوا معرفتهم به"، كاشفاً عن"وجود حالات وصلت وزارة الصحة للعلاج من أدوية هذا المشعوذ وغيره"، معتبراً أن"على المجتمع مسؤولية محاربة هؤلاء المشعوذين". وحكم الوزير على وزارته ب"الفشل، إذا لم تطبق ثلاثة معايير، ويكون اعتمادها على العلاج فقط"، وعدّد الوزير المعايير الثلاثة"منع المرض، واكتشافه في حال حدوثه ومن ثم معالجته"، مردداً كلمة"الوقاية خير من العلاج"ثلاث مرات، منوهاً بأن الوزارة"دأبت على تنبيه المواطنين بضرورة الطب الوقائي، واعتمدت ذلك في سياستها". وأعلن المانع أمس، في كلمة أمام حضور"المعرض السعودي الطبي الدولي الثالث"، والذي يُقام ضمن"الندوة العلمية للأمراض المزمنة"، تحت عنوان"الوقاية من الأمراض المزمنة... استثمار حيوي"، عن 12 برنامجاً صحياً ترصد الأمراض المزمنة، قال إنه:"سيتم اعتمادها قريباً، ومنها السرطان، والسكري، وأمراض القلب، وعوامل الخطورة، والعمى"، موجهاً خطاباً إلى المجتمع قائلاً:"دق ناقوس خطر الأمراض المزمنة، فهل من مجيب؟"، ضارباً مثلاً بمرض السكري التي تصل نسبة انتشاره بين السعوديين إلى 28 في المئة. وكشف وزير الصحة عن إقفال محال"الحجامة"كافة في السعودية، موضحاً أنه"سيتم إقفالها موقتاً، حتى يثبت أن هناك أسساً علمية يتم العمل بها في تلك المحال، ومن ثم يعاود فتحها"، مشدداً على أن"أي محل حجامة يعمل حالياً يعتبر خارج النظام رسمياً"، موضحاً أن وزارته"سجلت حالات إصابة ب"الإيدز"نتيجة"الحجامة". وقال:"إن أهمية وضع إستراتيجية للوقاية من هذه الأمراض المزمنة، تأتي انطلاقاً من كونها تتصدر حالياً أهم أسباب الوفيات في العالم"، لافتاً إلى"تزايد مخاطرها باضطراد على المستوى العالمي"، مشيراً إلى أن"ما يقارب 17 مليون نسمة يموتون نتيجة الإصابة بواحد من هذه الأمراض المزمنة، كالسكري، والسرطان والسكتة وأمراض القلب". ولفت إلى"اتخاذ إجراءات فعالة للوقاية من هذه الأمراض يمكن أن ينقذ حياة عشرات الملايين من الذين قد يلقون حتفهم بحلول العام 2015، كما تشير أحدث المؤشرات الإحصائية الطبية، إذا لم يتم القيام بعمل جاد للحيلولة دون حدوث هذه النهاية المأساوية"، مشيراً إلى"الآثار الاقتصادية السلبية الناجمة عن تفشي الأمراض المزمنة في المجتمعات الحديثة، وأثر ذلك على اقتصاديات الدول، وبالتالي على تفاقم المشكلة". ومن جانبه، عرض المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني، إحصاءات تبين انتشار بعض الأمراض المزمنة، كالسرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية وأمراض الكلية. وقال:"إن نحو 45 في المئة من كلفة العلاج في إقليم شرق المتوسط تذهب لعلاج هذه الأمراض، إذ يموت في بلدان هذا الإقليم ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص بسببها، مشيراً إلى أن"60 في المئة ممن يموتون حول العالم، يلقون حتفهم بسبب الأمراض المزمنة"، لافتاً إلى أن هذا الرقم"سيرتفع خلال السنوات العشر المقبلة عن المعدل الحالي بنسبة 17 في المئة، ما يعني ارتفاع نسبة الوفيات بسبب الأمراض المزمنة إلى 77 في المئة". زرع 500 عضو لمرضى سعوديين بتبرع من أحياء أعلن وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع، نجاح المستشفيات الحكومية والأهلية في برنامج زراعة الأعضاء، بزراعة نحو 500 عضو أو جزء من عضو لمرضى بتبرع من أحياء، مشيداً بارتفاع في عدد الأعضاء والأنسجة المزروعة لعام 1427ه مقارنة بالأعوامالسابقة. وأوضح نجاح زراعة 151 كلية من متوفين دماغياً، و220 كلية من المتبرعين الأحياء الأقارب، ليصل مجموع زراعة الكلى للعام الماضي 1427ه إلى 371 جراحة مقارنة ب316 جراحة في العام 1426ه. وأضاف أنه تم إجراء 13 جراحة زراعة قلب كامل، إضافة إلى الاستفادة من 52 قلباً كمصدر للصمامات القلبية وبزيادة تعادل 60 في المئة عن العام 1426ه، والأمر كذلك بالنسبة إلى زراعة الكبد، إذ أجرى في العام الماضي 49 جراحة زراعة كبد بالتبرع من المتوفين دماغياً وبزيادة قدرها 75 في المئة عن العام السابق 28 جراحة و37 زراعة جزء من الكبد من الأحياء الأقارب. وأشار إلى نجاح زراعة ثلاث رئات وبنكرياسين، وزراعة القرنيات المستأصلة محلياً التي وصل عددها إلى 44 مقارنة ب 31 في العام السابق بزياردة 42 في المئة.