نتيجة للإعداد الجيد إدارياً ولتشكيل المثالي من المدرب نيبوشا، جاءت الترجمة فعلية من لاعبي الأهلي داخل المستطيل الأخضر، واستحقوا التغلب على منافسهم التقليدي فريق الاتحاد في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد بنتيجة كبيرة قوامها ثلاثة أهداف من دون رد، فلاعبو الأهلي ومن الدقائق الأولى كشفوا عن نواياهم وأهدافهم من هذه المباراة، حينما فاجأوا منافسهم بكرات مباغتة، جاءت أولاها بواسطة"المشاغب"مالك معاذ، كجرس إنذار لم يلتفت له دفاع الاتحاد المكوَّن من فلاته والمنتشري وعيد الشمري وطارق المولد، ولاعبا الارتكاز فيصل سيف وسعود كريري، لذلك جاءت الضربة الموجعة 4 من مالك معاذ بسرعة، واستقرت تسديدته داخل شباك مصطفى ملائكة هدفاً باكراً جداً في مثل هذه اللقاءات الحاسمة. التشكيل الذي زَّج به نيبوشا كان مثالياً من جوانب عدة يأتي في مقدمها ترابط الصفوف، وتكامل الأدوار بين جميع الخطوط، إضافة إلى التركيز والهدوء في التعامل مع أجواء المباراة، وكانت البداية من الحارس ياسر المسيليم الذي برهن عن مقدرته حماية مرمى الأهلي، حين تعامل مع الكرات بكل بسالة وشجاعة، قرنها بحسن توقيته وتوقعه لجميع الكرات المرسلة من مسافات طويلة لمنطقة الثمانية عشرة سواء عن طريق الأطراف أم عن طريق العمق، هذا التعملق للمسيليم تحول وانتقل أيضاً لرباعي الدفاع بقيادة الخبير التونسي خالد بدرة ورفيقه وليد عبدربه اللذين شكلا سداً منيعاً أمام المسيليم، وتفرغ وليد لشل حركة الغيني السريع الحسن كيتا وراقبه كظله، حتى اضطره للهرب إلى مناطق الوسط ولأطراف الملعب، لذلك تفرغ بدرة لعمل التغطية الخلفية وتوجيه ظهيري الجنب إبراهيم هزاري ومحمد مسعد اللذين نجحا في عمل مباغتات متبادلة، فحينما تجد الهزازي مسانداً للهجوم ينتقل مسعد ليشكل ثالوثاً دفاعياً مع قلبي الدفاع والعكس، حضور خط الدفاع بهذه القوة والتركيز حفَّز لاعبي الوسط ليقدموا واجباتهم بأكثر راحة واطمئنان، وهم يستمدون قواهم من خط الدفاع، لهذا كانت واجبات لاعب الارتكاز صاحب العبدالله دقيقة في حماية الجدار الدفاعي الأهلاوي، وإبطال مشروع بناء أية هجمة اتحادية، مع منح القريب منه تيسير الجاسم حرية الانطلاق مع الهجمة والعودة بسرعة أثناء افتقاد الفريق للكرة، حتى يسد بعض الثغرات التي ربما يستفيد منها لاعبو الاتحاد، هذا الحضور المميز للاعبي الارتكاز أراح لاعبي الوسط الأيمن كايو والايسر تركي الثقفي اللذين وجدا المساحة خلف وسط الاتحاد، وحاولا النفاذ في بعض الهجمات والتمرير لرأسي الحربة مالك معاذ وهيكل قمامدية، وأصابت إحداها في هز شباك الاتحاد، والبقية سببت الكثير من الخطورة على مرمى ملائكة. هذا التناغم والتفاهم والهدوء من لاعبي الأهلي قابله توتر ونرفزة وعصبية من لاعبي الاتحاد، اضطر معها حكم المباراة الإسباني لإشهار جملة من البطاقات الملونة، نتيجة للانفلات العصبي الذي سيطر على غالبية لاعبي الفريق، خصوصاً وهم يرون منافسهم يتفوق عليهم نتيجة ومستوى وعدداً داخل أرضية الملعب، عقب استبعاد الحكم للاعبين من فريقهم بالبطاقة الحمراء 62، في الوقت الذي كان الفريق"الأصفر"يجاهد ويبحث عن حلول قد تمكنه من تحقيق التعادل، حالتا الطرد لملائكة وأبوشقير بعثرتا أوراق الفريق الاتحادي الذي كان مدربه أشرك حمزة إدريس على حساب لاعب الوسط الأيسر صالح الصقري، لذلك وجد لاعبو الأهلي"المنظمون"مساحات أجادوا استغلالها، فأضافوا هدفين آخرين كانتا قابلين للزيادة، لولا بحثهم في الدقائق الأخيرة عن قتل رتم المباراة وتهدئة اللعب بتناقل الكرة في ما بينهم في منطقتي الدفاع والوسط، حتى أن تغييرات المدرب نيبوشا اقتصرت في الدقائق الأخيرة على إعطاء بعض اللاعبين الصاعدين فرصة تسجيل أسمائهم في المشاركة في مثل هذه المباريات، القوية بجماهيريتها وكذلك بإعلامها. مجمل المباراة تنظيم أهلاوي مكَّنه من السيطرة على معظم أوقات المباراة، قابله توتر وعصبية من لاعبي الاتحاد، وكانت قراءة المدرب الأهلاوي نيبوشا للمباراة رائعة في ظل"التوهان"والفردية التي طغت على أداء لاعبي الاتحاد.