يسعى فريق الأهلي السعودي مساء اليوم لتتويج مستوياته الكبيرة في دوري أبطال العرب ببلوغ المباراة النهائية، عندما يقابل مضيفه وفاق سطيف الجزائري في عقر داره على ملعب 8 مايو في مباراة الرد في نصف نهائي البطولة، وكانت مباراة الذهاب انتهت بفوز الأهلي بهدف من دون رد، ويكفي أبناء"القلعة"التعادل للوصول إلى مبتغاهم، إلا أن ذلك لن يكون سهلاً في ظل طموحات وقوة مضيفه الساعي إلى تحقيق الإنجاز، وجاء تأهل الأهلي لهذه المرحلة عبر المجموعة الأولى عندما حل في المركز الثاني، فيما وصل سطيف من خلال تصدره لفرق المجموعة الثانية. حسابات المدرب الأهلاوي الصربي نيبوشا ستختلف تماماً عن المباراة السابقة كونه يلعب بعيداً من أعين الجماهير الخضراء، وهو مطالب بالخروج بنتيجة إيجابية تؤهل فريقه للمباراة الختامية، كما يدرك صعوبة المهمة عطفاً على عاملي الأرض والجمهور اللذين يقفان إلى جانب خصمه، ولن يجد خياراً أفضل من تكثيف منطقة المناورة بأكثر عدد من اللاعبين، وتضييق المساحات أمام خصمه مع الاعتماد على الهجوم المتوازن، ويعتمد نيبوشا على حيوية صاحب العبدالله وتيسير الجاسم في محور الارتكاز، ويتراجع الأول كثيراً لمساندة قلبي الدفاع، فيما يتحرك الثاني بحرية تامة في كل أرجاء الميدان مع تألق البرازيلي كايو وتركي الثقفي، ودائماً ما تكون الكلمة الأبرز لرباعي الوسط وهو مفتاح القوة الحقيقية للفريق، كما أن التونسي قمامدية سيتراجع لمنطقة الوسط مع التقدم للخطوط الأمامية في بعض الأحيان لمساندة المهاجم مالك معاذ، وتعوِّل الجماهير الأهلاوية كثيراً على مهارة معاذ لاستثمار الكرات المرتدة، وكتابة آخر فصول تأهل فريقه إلى المباراة الختامية، ولن يغفل نيبوشا الشق الدفاعي، إذ سيقيد ظهيري الجنب حسين عبدالغني وإبراهيم هزازي ويحد من تحركاتهما الهجومية، خشية أن يستفيد الخصم من المساحات التي سيخلفها تقدم عبدالغني وهزازي، ولدى نيبوشا عناصر شابة على دكة الاحتياط تخوله بتغيير الشكل الفني للمباراة متى ما أراد ذلك، بوجود أحمد درويش وعلاء ريشاني ومحمد مسعد وغيرهم من الأسماء الشابة. وعلى الضفة الأخرى يتطلع أصحاب الضيافة إلى تعويض الخسارة السابقة والوصول إلى الشباك الأهلاوية باكراً للعودة إلى نقطة البداية، ومن المنتظر أن يعتمد المدرب رابح سعدان على الأسلوب الهجومي الضاغط منذ انطلاق اللقاء مستفيداً من عاملي الأرض والجمهور، والفريق الجزائري من الفرق التي يصعب التغلب عليها عندما تلعب داخل قواعدها، إذ يتسلح أفراده بالحماسة والقتالية، وتساعدهم في التفوق على خصومهم أرضية الملعب الاصطناعية التي لا يجيد اللعب عليها سواهم، ولا شك أن جاهزية المهاجم الحاج عيسى ستكون دعامة قوية للفريق إلى جانب شفاء المهاجم أسعد بورحلي من الإصابة، وصفوف الفريق الجزائري عامرة بالأسماء الكبيرة القادرة على تطبيق ما يريد سعدان على أرض الميدان، إذ يتألق عبدالمليك زيايه وعزالدين بن شعيرة وسليمان رحو ومحمد يخلف وسليمان كيتا ورياض بن شادي وغيرهم من النجوم، وكان آخر لقاء للفريق في المنافسات المحلية أمام فريق المولودية، والذي كسبه وفاق وواصل تصدره للدوري الجزائري.