تضم الأحساء أكثر من 230 مكاناً ترفيهياً ما بين استراحة ومزرعة للتأجير اليومي، خصوصاً بعدما حوّل أصحاب المزارع نشاطهم من الزراعة إلى الاستثمار في الاستراحات، ما جعلها من أنشط استثمارات المناسبات. ويضم الاستثمار في هذا الجانب ثلاثة مستويات تحدد أجور هذه الأماكن، والاستراحات والمزارع المصنفة ضمن الفئة الممتازة والتي تحوي خدمات عدة وبناء حديثاً، وديكورات وأجهزة خاصة تتراوح أسعار إيجارها اليومي بين 1200 و 1800 ريال. وتتراوح أسعار الفئة الجيدة بين 500 و 800 ريال، أما التي توفر خدمات أقل من سابقتها فتحوي بنياناً حديثاً وخدمات أساسية، بينما تبدأ أسعار الاستراحات والمزارع المتواضعة من 250 ريالاً إلى أكثر من 450 ريالاً لليوم الواحد. وحرصت العائلات على تمضية ظهر أمس وحتى وقت متأخر من الليل في أجواء طبيعية، بعيداً عن ضوضاء الشوارع والمدن والقرى، فيما اختارت مجموعات أخرى اليوم الثاني للعيد ليكون الوقت المناسب للحجوزات، وأصبحت هذه الظاهرة من العادات التي تتمسك بها عائلات عدة في العيد. ويقول محمد الشطيب صاحب استراحة إن الأعياد من المناسبات التي نعدها انتعاشاً لاستثمارنا، وللحقيقة هي من أنشط الفترات إلى جانب فترة الزواجات خصوصاً الجماعية منها، وبحسبة بسيطة لا يمكن أن تجد خاسراً بين أصحاب الاستراحات، بل إنها أصبحت أخيراً رافداً أساسياً من روافد الانتعاش السياحي في المنطقة، لذا كانت ولا تزال قبلة للقادمين إلى الاحساء من خارجها وإلى جانب أهلها. ويشير المواطن عبدالله الغوينمي إلى أن"الحجوزات أغلقت مبكراً قبل اقتراب العيد بأسبوع، ففي العام الماضي بحثنا طويلاً عن استراحة ولم نجد إلا واحدة متواضعة وبسعر مرتفع، ما يعني أن المجتمع يجد فيها متنفساً كبيراً، وأنا على يقين تام بأن الحجوزات الآن لليومين الأول والثاني أُغلقت، ولن يجد الراغبون في الحجز سوى اليوم الثالث وما بعده وبأسعار مرتفعة أيضاً". ويضيف"ظهرت في الآونة الأخيرة منتجعات فخمة تجاري الاستراحات الكبرى، وهي بحق أماكن تستحق المشاهدة بروعة تصميمها، ويمكن تسميتها بأنها منتجعات للنخبة فقط لارتفاع أسعار حجوزاتها اليومية، لكنها تستحق ذلك ويجب تشجيعها من جهات عدة حتى تتسع وتصبح واجهة سياحية مهمة في الاحساء التي تتمتع بمزايا جيدة في هذا الاستثمار". واتخذت استراحات عدة نظاماً خاصاً لخدمة الزبائن، ومن أبرزها التعاقد مع مطاعم خاصة توفر الوجبات المطلوبة وبحسب الطلب، وذلك باتفاق مسبق للاستراحات والمطاعم وذلك بأخذ نسب معينة على الطلبات، وظاهرة البوفيهات المفتوحة تعد الأبرز. ويشير المواطن طلال البريه إلى أن"عائلات كبرى أصبحت تحتفل بالعيد داخل الاستراحات والمزارع وفق طقوس خاصة من أهمها الطبخ واللعب والترفيه، وهذا ما حرصت إدارة الاستراحات على تلبيته، إلا أنني أرى ان الأسعار مبالغ فيها في بعض الأحيان".