على رغم تعليمات وزارة التربية والتعليم وإجراءاتها المشددة لضمان انتظام الطلبة والطالبات، ومنعهم من الغياب في يومي الدوام الأخيرين قبل بدء أية إجازة أو أداء الاختبارات، إلا أن الطلاب يضربون بتلك التعليمات عرض الحائط، فيظل غياب هذين اليومين كأنه فرض عليهم، ويمتلآن بالبهجة والسرور، كما لو كان إجازة رسمية. ورصدت"الحياة"العديد من المدارس في منطقة الباحة حول هذه القضية، فوجدت أن الفصول خلت أمس من الطلاب الذين بلغت نسبة غيابهم في آخر يوم دراسي قرابة 100 في المئة في معظم مدارس المنطقة، ولم يختلف الحال في مدارس البنات, التي شهدت أيضاً غياباً بالنسبة نفسها. وعبّر العديد من أولياء أمور الطلاب عن استيائهم من المعلمين بدعوى تحريض أبنائهم على الغياب، فيما يتهم آخرون أولياء الأمور أنفسهم بالإهمال، ليصبح الغياب عادة لدى المعلمين والطلاب معاً. وسجل مركز الإشراف التربوي في بلجرشي غياباً في أوساط المعلمين، فضلاً عن غياب الطلاب. وأوضح مدير مركز الإشراف التربوي عبدالله بن سعيد الخازم ل"الحياة"أن تقارير المشرفين سترفع إلى المدير العام للتربية والتعليم في منطقة الباحة لتطبيق الأنظمة بحق المتغيبين. وبرر عدد من الطلاب الذين التقتهم"الحياة"عدم انتظامهم باستحالة تطبيق عقوبة جماعية على الطلاب المتغيبين كافة الذين قد يصل عددهم إلى نحو 20 ألف طالب في الباحة، وقالوا:"إن العقوبة للترهيب وليست للتطبيق". وقال عدد من المشرفين التربويين:"إن هناك إحصائية بعدد الغائبين من الطلاب، وكذلك بأسماء المعلمين الغائبين، ولكن للأسف لم تسع الجهود في حل ومعالجة تلك القضية. ويقول خالد خير الله الغامدي ولي أمر:"يقع على عاتق أولياء الأمور الحمل الكبير، إذ يهملون التشديد على انتظام الدوام، وعدم الحرص على حضور أبنائهم ويتجاهلون الأنظمة ومنهم من يأمر ابنه بالغياب بحجة أنها أيام لا دراسة فيها". ارتباط قضية غياب الطلاب بالعلاقة بين المنزل والمدرسة كبير، فالمدرسة تتحمل الجزء الأكبر من جوانب عدة، تشمل علاقة المدرسة بالمنزل، التي تكاد تكون ضعيفة جداً، ولا تفعيل لها، على رغم دورها الايجابي المهم، فالمدرسة تتجاهل أهمية تعاون البيت معها، وخصوصاً توجيه أولياء الأمور بأهمية الحضور إلى المدرسة بشكل مستمر لمتابعة سير وتحصيل أبنائهم الدراسي، إضافة إلى أن كثيراً من الآباء لا تأتيه أخبار ابنه بشكل صحيح، أو تأتيه مغلوطة، إما من طريق معلم صديق له، أو اتصال هاتفي، على رغم أن هذا الاتصال لا يستغني عن الحضور. كما يتجاهل بعض مديري المدارس ومعلميها تطبيق لائحة السلوك والمواظبة، ومن بنودها أنه"إذا تغيب الطالب في الأسبوع قبل الإجازة تحسم عليه درجتان عن كل يوم"علاوة على أن كثيراً من المعلمين يتركون الأسبوع الأخير من الدراسة للمراجعة، ولا يقومون بتفعيل الخطة الدراسية، أو المشاركة في الأعمال المدرسية كالأنشطة مثلاً فيه، خلافاً لتلميح الكثير من المعلمين للطلاب بالغياب غداً، باعتباره أمراً طبيعياً، ومن فاته الدرس والشرح فستتم إعادة شرحه بعد الإجازة.