في خطوة غير مسبوقة للغرف التجارية السعودية منذ إنشائها قبل 60 عاماً، سجل العام الماضي دخول المرأة السعودية"سيدة الأعمال"لمجلس عضوية غرفة تجارة وصناعة جدة عن طريق الانتخاب والتعيين، في حين تعثرت تجربة سيدات الأعمال في مختلف المدن السعودية بالفوز في انتخابات الغرف التجارية. وأكدت عضوات مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية في جدة أن السبب الرئيس في عدم وصول المرأة لعضوية مجلس الغرف يكمن في عدم دعم الرجل لهن. تقول عضوة مجلس الإدارة نشوى طاهر:"لم تفشل سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية، بل إن تجربتهن السابقة في الانتخابات أعطتهن الخبرة التي ستكون لهن عوناً في خوض تجارب أخرى أكثر نجاحاً من التجربة الماضية، ورجل الأعمال في"الشرقية"هو الذي فشل في الانتخابات الأخيرة، على رغم فوزه بمقاعد المجلس، لعدم دعمه عمل المرأة وتمكينها لتكون جزءاً مشاركاً وفعالاً في مجتمعها، ونجاح المرأة انتخابياً في جدة بسبب دعم رجل الأعمال، وتقبل المجتمع فكرة وجودها في مناصب قيادية". وتضيف:"رجل الأعمال دعمنا في انتخابات الغرفة التجارية ولا يزال، إيماناً منه بأهمية وجود المرأة إلى جانبه، لاسيما أننا كسيدات أعمال عملنا لفترات طويلة في الظل، واكتسبنا ثقة الرجل بنا في تلك الفترة، وغالبية الأصوات التي كسبناها كانت من رجال". وتتفق معها عضوة مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة جدة مضاوي الحسون:"المجتمع في المنطقة الغربية له نظرة مختلفة للمرأة السعودية، خصوصاً رجال الأعمال الذين أسهموا في دخولنا عضوية مجلس الغرفة التجارية من خلال دعمهم لنا في فترة الانتخابات، وهذا الدعم ووجودنا ضمن تكتلات رجالية أسهم في فوز اثنتين من سيدات الأعمال عن طريق الانتخابات، في حين فشلت سيدات أعمال"الشرقية"في دخول عضوية مجلس إدارة غرفتها التجارية، لعدم دعم الرجل لها رغم كفاءة سيدات الأعمال اللائي رشحن أنفسهن". ومن إنجازات سيدات الأعمال الأربع في الغرفة التجارية الصناعية في جدة خلال عام 2006، إعادة هيكلة مركز خديجة بنت خويلد، إذ عملت الدكتورة لمى السليمان ونشوى طاهر عدداً من الدراسات التي تتعلق بعمل المرأة والمعوقات التي تواجه سيدات الأعمال مع القطاعات الحكومية، إضافة إلى درس القرار 120 الخاص بعمل المرأة، وبحسب نشوى طاهر فإن القرارات ليست لها آليات للتطبيق ما يؤدي إلى عرقلة تطبيقها في الشركات والمؤسسات. عمل المرأة في الغرفة التجارية دعم المرأة وحل مشكلاتها مع القطاعات الحكومية، وفي الجانب الاجتماعي عبّر مركز خدمة المجتمع الذي تترأسه ألفت قباني ويهدف إلى تفاعل المؤسسات والشركات في القطاع الخاص مع المشاريع الاقتصادية الاجتماعية، منها"إنعاش مهنة صيد السمك"، إذ عملت الغرفة في الشهور الماضية على إنعاش تلك المهنة القديمة بالتعاون مع الضمان الاجتماعي. تقول مسؤولة قسم العلاقات العامة والدولية في غرفة جدة مضاوي الحسون:"عملنا خلال الفترة الماضية على زيادة مشاركة المرأة في لجان الغرفة التجارية، وحرصنا على حضورها الندوات والمحاضرات التوعوية لزيادة ثقافتها ووعيها". مشيرة إلى أن عمل المرأة في قسم العلاقات العامة يهدف إلى تقديم صورة جميلة عن المرأة السعودية طبقاً للمتغيرات الحديثة من خلال استقبال الوفود.