في يوم من الأيام، كان هناك صبي فقير، يمشي متعباً، فرأته الفتاة الصغيرة بائعة الحليب أثناء بيعها الحليب إلى الناس، وشاهدت حالته المحزنة، فذهبت إليه وقدمت له كوباً من الحليب، ومد يديه الصغيرتين إلى الكوب وضمه بيديه وأحس بدفئه وشرب بسرعة، ثم رفع رأسه في خجل وهو ينظر إليها، وقال لها:"أنا آسف، ليس لدي مبلغ هذا الحليب لأدفع لك"، ونظرت إليه وقالت:"لا بأس"، وذهبت عنه. ومرت السنون، وأصبح الصبي مجتهداً في دراسته حتى أنهى تعليمه، وأصبح معلماً للغة العربية، وتزوج وأنجب الأطفال، وذات يوم وهو في المستشفى شاهد امرأة مريضة، وليس معها نقود لتدفع ثمن العلاج، وتفاجأ حينما اكتشف أنها تلك الفتاة التي كانت تبيع الحليب، وقرر مساعدتها وأعطاها النقود في ظرف وكتب عليه"هذا ثمن الحليب".