ليجلس كل منا برهة قصيرة يمعن التفكير ويدع عقله يبحث عن ماهية الحياة وما قيمتها إذا عشناها على سطحيتها، هل يتفتق ذهنه عن فكرة خلوده فوق الأرض؟ أبداً هو زائل، وحتماً سيواجه المصير الأخير بكل تسليم، دونما إنكار للنهاية. فكل شيء حي سيزول ولا يبقى لنا سوى عملنا الصالح وذكرانا العطرة، في ما لو أبقينا لأنفسنا ذكرى طيبة نذكر بها، فالعاقل من لا تغره دنياه ويعمل لآخرته. وستبقى له ذكرى حسنة عطرة، لذا لا تصغ إلى نفسك إذا شعرت بأنها تدعوك إلى الغرور. فمهما أوتيت من قوة وأصبت من سلطان ونفوذ فلن تجاري البحر في عظمته وجبروته. لقد وهبنا الله الجوهر العقلي كي نتصرف بواسطته في هذه الحياة، وما دمنا نملك جواهر كهذه فما بالنا نعصب أعيننا عن حقيقة دورنا؟ الدور الذي يجعل منا أناساً خليقين بتملك العقل، لتقوى أواصر المحبة والإخاء بعيداً من الحقد والكراهية وحب الذات. يجب علينا حب الناس وإنكار الذات، لان ذلك من صفات المؤمن الحق، أما الأنانية فهي من قلة الإيمان، وكثيراً ما تسيطر على البعض نزعة الأنانية المقيتة التي هي سبب المنازعات، وكثيراً ما كانت السبب الأول لخوض ونشوب الحروب التي لا تخلف سوى الموت والدمار. محمد بن صبر - أبها