في غمرة من الدنيا ينصبُّ عليك نبأ الفراق الأليم ناعياً الأحبة، فيتوشج له الصدر وتندى له الأحداق وما ذاك إلا لما اقتلعه الفراق من بين أفئدتنا من غراس نما حبها زمناً ألفت النفس ازدياده وهاهو اليوم يتوجه إليك يا معلمي! أبت أكف المنون إلا أن تأتيني من قِبَلِكَ وتزعزع أركاني بفقدك. يحملك رمضان شافعاً لك بأبواب الجنة والخلائق من بعد ذلك شهود لك بالخير والإحسان شهود على أخلاق جوهرك النقي، وقسمات وجهك النوراني.. ونحن من خلفهم نشهد لك بما علمتنا، بل وسبابة كل منا تشهّد اعترافاً بوحدانية الله. هنيئاً لك.. اليوم ترثيك المنابر وتندبك المساجد، وحرمة الشهر المعظم لا يردُّك الله وأنت ابن المسجد، وخادم القرآن، ورسالة الدين إلى الأرجاء البعيدة. ما زال صوتك في أذهان طلابك لا يطغى عليه صوت ولا يمحوه زمان بكلمات تبعث على السرور، وأهازيج تطرد عن أعتابك زيف الغرور، وطلعة لها في النفس من جلال وحضور. اليوم عندما فُتحت أبواب الجنان وغلّقت أبواب النيران خفّت روحك إلى الملأ الأعلى مع الذين تناديهم الملائكة «أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون»، ذلك حال أهل الله الذين أضرَّ بهم الشوق وحَنّت لهم الجنان مع الوجوه الناعمة إن شاء الله يا شيخنا الجليل رحمك الرحمن يا راجح العقل والخلق والمسمى..