هؤلاء العوانس اللاتي فاتهن قطار الزواج وتركهن على قارعة الطريق في انتظار الأحلام المستحيلة ماذا ينتظرن؟! ماذا يمكن أن تنتظر سيدة في أواخر العقد الثالث من عمرها؟ وأين هو فارس الأحلام الذي تنتظره ليأتي إليها فوق حصانه الأبيض ولم يأت؟ لم يعد ثمة فرسان، والخيول أصبحت سجينة اصطبلاتها الحديدية، ولم يعد هناك الحصان الأبيض، فقد أصبحت جميع الألوان داكنة، وأحياناً ضاربة في السواد. لا نريد أن تتحول نساؤنا إلى عوانس تملأ البيوت، ويصبحن عالة على أنفسهن وعلى مجتمعهن، ونحن نعرف أن أكثر هؤلاء العوانس هن الجانيات على أنفسهن، ويشاركهن في ذلك إلى حد كبير أهلهن، فقد أخذتهن العزة بالإثم في سنين الشباب الأولى وهن في العقد الثاني من أعمارهن، ليرفضن الزواج رفضاً قاطعاً، ظناً منهن أن الشباب سيدوم وان تدفق الخاطبين يعد أمراً لا مفر منه، إحداهن ترفض الزواج لأسباب واهية كتكملة الدراسة أو عدم الرغبة في الزواج حالياً، حتى ينصرم العمر، فتجد نفسها في موقف اليأس كما هي الحال الآن مع كثيرات منهن، وعود على بدء نقول ماذا ينتظرن؟ عليهن أن يكن أكثر شجاعة وقدرة على مواجهة النفس، فما الذي يمنع أن تقبل إحداهن برجل متزوج من امرأة أخرى ولديه أبناء أيضاً، أليس هذا مباحاً شرعاً؟ أليس ذلك خيراً من أن تظل وحيدة على الدوام سوى من همومها وانكسارها، المرأة كالوردة التي بامتداد الوقت تذبل وعليها أن تدرك ذلك. محمد بن صبر - أبها