بسم الله الرحمن الرحيم من "وداد" إلى من تأخرو عن الزواج! "تزوجونا.. استرونا.. ارحمونا من نار العنوسة .. لا نريد مالاً ولا جاهاً ولا قصوراً ..نريد زوجاً " كلمات كتبتها " وداد " جعلتني أعدل عن الكتابة عن العنوسة التي تصيب الرجال والنساء , هذه الرسالة تحكي سبب تأخر زواجها وكيف وصل بها الحال اليوم , أترككم مع كلماتها والرسالة لا تحتاج لتعليق! تقول الأخت وداد: (عندما اقترب عمري من العشرين كنت أحلم كأي فتاة بشاب صاحب دين وأخلاق , وكنت أتخيّل الحياة وآمالي فيها تتحقق، كيف سنعيش! وكيف سنربي أطفالنا، وعلى أي حال نسافر! ونقضي أسعد الأوقات! ..و..و إلخ! أموت حرقةً عندما أرى زوجا ممسكاً بكل رحمة ومحبة يد زوجته ، تتهيج مشاعري أن أكون مثلها! كنت أطلب مواصفات زوج الخيال والأحلام ! كما أحارب تعدد الزوجات، وكنت أقاتل دوماً أن التعدد ظلم للمرأة ؟! بل أحيانا أتسبب في مشكلة بين زوج وزوجته –عفا الله عني – لأنه يريد أن يتزوج عليها , فأقوم بتحريض زوجته عليه , حتى تثور ثائرتها وتقلب حياته جحيماً! كما يفعل إبليس الرجيم! مرت الأيام وأنا أنتظر فارس أحلامي , انتظرت كثيرا وكثيراً ! لكنه تأخر أكثر! صحوت فجأة وعمري طعن في الثلاثين! أنظر لوجهي في المرآة أراه تجعّد من سنوات الانتظار! وعينيّ ساورها اليأس! وجهي يذبل من الخواء العاطفي والنفسي!وجسمي أنهكه الهمّ ! يا إلهي ماذا أفعل؟ هل أصرخ: أبحثوا لي عن عريس؟ لا أستطيع، سيقولون امرأة لا تستحي ، إذاً ماذا أفعل ؟ هل أصارح أبي أو أمي ! لا لا ليس من الأدب أن أطلب زوجاً ! رجعت انتظر مرة أخرى بنفَس أطول. وفي يوم ما ,, صَفَقَت ولطمت كلمة في أذني بكل قسوة وصلافة! قالوا:(وداد مسكينة عنّست)! قلت في نفسي مسكينة تلك العانس! ولكني تنبهت … وداد هي أنا وهو اسمي! آهٍ آه! يا إلهي ! أنا العانس , صدمة جارحة ومدويّة و قوية جداً مهما وصفت فلن تستشعروها ، أنا فقط من أحس بالألم! أصبحت أمام الأمر الواقع أنا عانس. عندئذٍ بدأت أراجع حساباتي ماذا أفعل؟ الوقت مضى والأيام تمرّ مسرعة بلا رحمة أن تتوقف لي أنتظر! أريد أن أنادي: أريد زوجاً , أريد رجلاً , أريد من أستظل في ظله, يعينني , يقضي حاجاتي ، يشاركني هموم الحياة , ويتقاسم معي أفراحها وأتراحها , أريد أن أعيش, أن أنجب , أن أتمتع بحياتي , وأنتظم في منظومة هذا المجتمع الذي لا يرحم من لا يتزوج! ذات يوم همس في أذني أخي الأكبر: وداد جاءك اليوم خاطب فرددته ، ومن غير شعور مني قلت له لماذا؟ حرام عليك ، قال لي لأنه يريدك زوجة ثانية على زوجته! وأنا أعرف أنك ضد التعدد؟ فصرخت في وجهه: لماذا لم توافق؟! أنا راضية أكون زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة!! بس أتزوج! أيها البنات: الآن أدركت حكمة الله في المبادرة بالزواج وألاّ أطلب المواصفات المثالية أو المهر الغالي أو التكاليف المظهرية , وان أرفق بفارس أحلامي كما اقتنعت أن تعدد الزوجات حكمة من الله , جعلتني أقبل به؟ اللهم اغفر لي ذنبي فقد كنت جاهلة! وهذه كلمة أوجهها إلى الشباب أقول لهم: يا شباب: لا تتأخروا في خطبة النساء فتؤخرونهن بالعنوسة , تزوجوا لا نريد مالاً ولا جاهاً , تزوجوا واحدة ثم ثانية وثالثة ورابعة , بشرط (القدرة والعدل)، أنقذونا من نار العنوسة المحرقة, فنحن بشر مثلكم نحس ونتألم، استرونا ارحمونا , فنحن خلقنا لكم وأنتم خلقتم لنا. أختكم / وداد العانس ) انتهت رسالتها بكل معانيها النفسية والعاطفية الجياشة بمشاعر ندم ورجوع للعقل والتفكير بواقع الحياة البسيطة التي لا تتطلب منا تعقيدها بالمثالية المستحيلة.