الانضباطية التكتيكية التي رسمها مدربا فريقي الهلال كليبر والاتحاد ميتسو في آخر مبارياتهما التي اشرفوا فيها على الفريقين، قد تلقي بظلالها السلبي على مستوى مباراة الغد من الناحية الفنية والجمالية، وهذا الحق المشروع لمدربي الفريقين وبحثهما عن الفوز بأي طريقة وبأي ثمن قد يؤثر في محبي مشاهدة المتعة والمهارة واللعب المفتوح، الذي تتوافر فيه مبادلة الهجمات من الطرفين، خصوصاً إذا كان الطرفان في هذا اللقاء هما الهلال والاتحاد، اللذان يزخران بالكثير من نجوم الدوري المحلي، ويضمان في صفوفهما أفضل اللاعبين الأجانب، علاوة على وجود البديل الذي لا يقل مهارة وخبرة عن اللاعب الأساسي. فالهلال الفائز بنتيجة كبيرة على ضيفه ماشال الاوزبكي في مشواره الآسيوي اتخذ مدربه كليبر خطوة جريئة عقب إراحته مجوعة كبيرة من لاعبي الفريق، يتقدمهم الدعيع والخثران والتمياط والقحطاني وتهيئتهم بالشكل المطلوب لمباراة غد القوية، وإبعاد أي احتمال قد يطاولهم جراء إصابة مفاجئة أو إرهاق بدني، فلذلك استخدم سلاح البدلاء في المباراة وكان النجاح عنواناً له بالفوز بخمسة أهداف، تناوب في تسجيلها ثلاثة لاعبين من الفريق، وهذا ما ترك للبقية من نجوم الفريق متسعاً من الوقت لالتقاط الأنفاس مجدداً، إثر الانجاز الأخير بالفوز بكأس ولي العهد، إذاً الحسابات بدت باكراً من كليبر وعلى مخططاته التكتيكية. فالمنهجية التي سيعتمد عليها الفريق"الأزرق"في مباراة الاتحاد ستعتمد على ثوابت عدة، أهمها الحرص والمحافظة على مرمى محمد الدعيع طوال المباراة قدر المستطاع، وعدم منح الفرصة للكرات المرتدة التي يتميز فيها فريق الاتحاد بفضل السرعة الفائقة لمهاجميه برنس وكالون وخلفهما محمد نور، وهو ما يجعل الدفاع يبدأ من منطقة الوسط، تحديداً من محوري الارتكاز عزيز والغامدي اللذين يجيدان أداء هذه المهمة على أكمل وجه، معتمدين في ذلك على القراءة الجيدة وقوة الالتحام، وهذا ما يسهل من مهمة تفاريس والمفرج اللذين سيتعرضان لحرج كبير من مهاجمي الفريق"الأصفر"، وسيكون كامل موسى في مواجه قوية مع أحمد الدوخي على الطرف الأيسر، والخثران ستكون أدواره مركزة على منطقته، ولن يبالغ في مساندة الهجوم، خصوصاً في وجود خماسي الوسط كماتشو والتمياط والشلهوب، إلى جانب محوري الارتكاز، ويعتبر هذا الثلاثي خطراً متى ما أجاد لاعبوه التحرك من دون كرة وأعطوا المساحة الكافية التي تمكنهم من التصويب أو التمريرات البينية القصيرة، وكثيراً ما استفاد هذا الثلاثي من القحطاني المهاجم الوحيد الذي يبذل جهداً في إشغال المدافعين، وهو بذلك يقدم خدمة كبيرة لهذا الثلاثي. وفي الجهة المقابلة، فإن الفوز الأخير المعنوي لفريق الاتحاد على نده التقليدي الأهلي وبنتيجة كبيرة سيكون سلاحاً كبيراً في يد الإدارة والمدرب ميتسو في مباراة غد، التي سيعتمد فيها على مبروك زايد في حراسة المرمى، والذي طمأن الاتحاديين على الحراسة، عقب المستوى اللافت في المباراة الماضية، وعلى رغم الهفوات التي وقع فيها مدافعا الاتحاد المنتشري وتكر في المباراة الماضية، إلا أن اقتصار أدوارهما في مباراة الليلة على مراقبة القحطاني وعمل حراسة مشددة عليه ستقلل من هذه الهفوات، وسيكون الدوخي أمام مهمتين في آن واحد، سواء بالمحافظة على منطقته الدفاعية يميناً بتغطية مساندة كامل موسى للشلهوب، أم المساندة الهجومية وإرسال الكرات العرضية المنخفضة لبرنس وكالون ونور، خصوصاً أن الكرات العالية ستجد الدعيع بالمرصاد, وسيكون الدوخي أكثر تألقاً لو تم الزج بالظهير الأيسر عدنان فلاتة على حساب مشعل السعيد، الذي وضح عليه البطء والارتباك في المباراة الماضية، وعدم تفاعله الايجابي مع طريقة اللعب. وتكمن قوة الفريق الاتحادي في وسط الملعب الذي يتمركز فيه محور الارتكاز الوحيد سعود كريري وعلى يمينه إبراهيم سويد ومناف أبو شقير على اليسار، وهذا الثلاثي يتميز بالانضباطية في وسط الملعب، خصوصاً أن المجهود الكبير الذي يتميز بمحمد نور وحرية تنقلاته في أرجاء الملعب طريقة تعود عليها لاعبو الفريق"الأصفر"وأصبحت نقطة قوة للفريق. ويبرز اسما كالون وبرنس كأخطر مهاجمي الدوري السعودي متى ما وجدا المساحات أمامهما أو في الكرات رجل لرجل، خصوصاً لتفوقهما المهاري وتميزهما بالتحرك بكرة أو من دون كرة معتمدين في ذلك على سرعتهما الفائقة.