أخفق لاعبو المنتخب السعودي في تطبيق المنهجية التكتيكية الهجومية التي يحاول رسمها المدرب باكيتا، أثناء المباراة الودية أمام المنتخب السوري، التي أقيمت أمس في استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله. وعلى رغم البداية الهجومية التي حاول لاعبو الوسط والهجوم في المنتخب السعودي تنفيذها بالضغط على حامل الكرة في المنتخب السوري، التي بدأت من المهاجمين ياسر القحطاني وعيسى المحياني ومن خلفهما نواف التمياط ومحمد الشلهوب وأحد محوري الارتكاز أحمد عطيف أو خالد عزيز، هذا التكتيك جاء بحسب توجيهات باكيتا الذي يرغب في تعويد لاعبيه على أن يتبعوا الأسلوب الهجومي طوال المباراة، وأن يتبعوا مبدأ الهجوم، لأن المباراة الودية مع منتخب السوري ستكون مشابهة إلى حد كبير للمباراة المقبلة أمام المنتخب اليمني، التي سيجد فيها لاعبو"الأخضر"أن الظروف متشابهة بين اللقاءين. وعلى رغم امتلاك الكثير من لاعبي"الأخضر"للخبرة الميدانية والدولية، إلا أن الملاحظ في هذا الشوط هو غياب التنوع في الهجمات، وظل لاعبو الأخضر مصرين على الاختراق من العمق بالكرات البينية، إلا أنها اصطدمت دائما بالكثافة العددية لمدافعي المنتخب السوري المتمركزين على حدود منطقة جزائهم، وشكل الظهير الأيمن احمد الدوخي قلقلاً لمدافعي ووسط منتخب سورية بإجادته التوغل بكرة ومن دون كرة في الطرف الأيمن وإرسال الكرات العرضية، إلا أن خطورتها تتلاشى بمجرد وصولها للمناطق الخطرة، بفضل البنية الجسمانية والزيادة العددية للمدافعين السوريين، ولقلة المساندة من لاعبي وسط"الأخضر"الشلهوب والتمياط. وكان اللافت بالفعل في هذا الشوط هو قيام بعض لاعبي"الأخضر"بالتصويب من مسافات بعيدة نحو مرمى رضوان الأزهر، كتصويبات الدوخي وعزيز والشلهوب الجيدة، التي ربما أنهم أجبروا عليها في ظل الوضعية الصعبة التي فرضها لاعبو المنتخب السوري، حتى أن الهدف السعودي 40 جاء من هفوة الدفاع السوري الذي أخفق في تطبيق مصيدة التسلل بحق المهاجم ياسر القحطاني وكذلك تحرر التمياط في صناعة الكرة التي عالجها بمهارة ياسر القحطاني، داخل الشباك السورية. وإذا كانت الأفضلية طوال هذا الشوط للمنتخب السعودي، إلا أن المشكلة الكبيرة التي يعاني وسيعاني منها المنتخب تتمثل في البطء في نقل الكرة وتبادل المراكز، وهذا ما سبب هدف التعادل في ظل ضعف تغطية الدوخي وتكر للاعب فراس الخطيب، وسوء التقدير من حمد المنتشري، حتى عوقبوا بولوج الكرة مرمى محمد الدعيع، وعلى رغم محاولات باكيتا في تنشيط وسط الملعب وإجرائه ثلاثة تغييرات دفعة واحدة بدخول عبده عطيف والبحري والصويلح على حساب التمياط والدوخي والمحياني، إلا أن لياقة وقوة الالتحام وسرعة الأداء لدى لاعبي سورية جعلتهم يتفوقون في كثير من دقائق هذا الشوط الذي مال كثيراً لرتابة الأداء جراء التغييرات التي أجراها مدربا المنتخبين، وخصوصاً من الجانب السعودي، بمشاركة الكويكبي ومسعد وأبوشقير بدلاء للقحطاني والخثران والشلهوب، ولم يرسم المنتخبان في هذا الشوط أي جملة تكتيكية تذكر سوى اجتهادات فردية من لاعبي المنتخبين. الخطيب: السعوديون هم الحلم العربي في "المونديال" امتدح لاعب المنتخب السوري فراس الخطيب المباراة، مؤكداً انها قوية في احداثها وأن المنتخبين قدما مستويات عالية نالت استحسان الجماهير"منتخب سورية متطور، والمنتخب السعودي قوي وممثل العرب في"المونديال"المقبل، وهو الحلم الرابع على التوالي، ويمتلك عناصر قوية، وشاطرناه على ارضه ووسط جماهيره، واعتقد ان المدربين وقفا على نقاط الضعف في الفريقين لمعالجة الخلل بحلول جيدة". واضاف الخطيب:"الاحتراف في السعودية خلق فكراً جيداً للاعب السعودي، وطور اللعبة كثيراً، وبات الدوري السعودي هو الاقوى عربياً من دون منازع، ويحظى بمتابعة اعلامية قوية، وهذا انعكس ايجاباً على اللاعبين". واستطرد:"المنتخب السعودي استعاد عافيته بعد ان تعرض لكبوة جواد في الفترة الماضية، لكنه سرعان ما توهج واستعاد عافيته، واتوقع ان يقدم عطاء رائعاً خلال الفترة المقبلة، وسيبلغ المجد من اوسع ابوابه".