تقع سنغافورة في الجنوب الشرقي لقارة آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة الملايو. وتتألف جمهورية سنغافورة من جزيرة سنغافورة وبعض الجزر الصغيرة الواقعة في المضايق البحرية المجاورة لها. وأما مساحة سنغافورة فإنها تبلع 633 كيلو متراً مربعاً، والمساحة صغيرة لا تتناسب مع عدد السكان البالغ نحو ثلاثة ملايين نسمة، وعاصمة البلاد تسمى أيضاً سنغافورة. أصل السكان واللغات: السكان في سنغافورة خليط من عناصر بشرية عدة، ففيهم 75 في المئة من عناصر صينية، و14 في المئة من عناصر ماليزية، و9 في المئة من اليهود والباكستانيين والإندونيسيين، و2 في المئة من العرب والأوروبيين وغيرهم. وتنتشر بين سكانها لغات عدة، وأهمها اللعة الصينية لهجة مانداوين ثم اللغة الماليزية العامية بازارمالاي بينما يتحدث الهنود لغة التاميل الهندية ويتحدث الباكستانيون اللغة الأردية، أما اللغة الانكليزية فهي تعد لغة أساسية مشتركة بين سكان سنغافورة. المعتقدات الدينية: توجد في سنغافورة معتقدات دينية عدة، وفي مقدمها تأتي البوذية، ثم الكونفوشيوسية والطوطمية والمسيحية، ويعتنق الإسلام نحو 20 في المئة من مجموع السكان. إذ يبلغ عدد المسلمين في سنغافورة أكثر من 600 ألف نسمة، ومعظمهم من الماليزيين والإندونيسيين، والقليل منهم من الهنود والباكستانيين، كما يرجع نسب بعضهم إلى أصول عربية. وحصلت سنغافورة على استقلالها مع استقلال الملايو بحسب اتفاق لندن سنة 1957، وتكونت فيها حكومة مستقلة في سنة 1959، واتحدت مع ماليزيا في سنة 1963، غير أن هذا الاتحاد لم يستمر طويلاً، وانفصلت سنغافورة عن اتحاد ماليزيا في سنة 1965، وعرفت بعد الاستقلال بجمهورية سنغافورة. وصول الإسلام إلى سنغافورة: إن أول من نقل الإسلام إلى سنغافورة هم التجار العرب، وذلك بعد أن انتشر الإسلام بواسطتهم في القرون الأولى للهجرة، في بلاد الملايو واندونيسيا والهند، فقد انتقل الإسلام مع هجرة بعض العناصر من هذه البلاد إلى سنغافورة، واتسع انتشار الإسلام فيها في القرن التاسع الهجري، حين وصلت إلى سنغافورة جماعات مسلمة من البلدان المجاورة لها وأقامت فيها. ويوجد في سنغافورة أكثر من 85 مسجداً و75 مصلى في أنحاء مختلفة، ومن أقدمها مسجد ملقا الذي تم بناؤه في سنة 1830، ثم مسجد الحاجة فاطمة الذي بني في سنة 1845، ومن أكبر مساجد سنغافورة مسجد السلطان ومسجد شيلا، ومن أشهر مساجدها مسجد الأنصار ومسجد دار النعيم. وينتشر الدعاة في جميع أنحاء البلاد ليقدموا دروساً في القرآن الكريم والسنة النبوية، ودروساً أخرى توضح عظمة الإسلام وشرائعه السمحة، ويستفيد منها الرجال والنساء على السواء. وللجمعيات والهيئات الإسلامية في سنغافورة دور ملموس ونشاط ملحوظ، وأهم هذه الجمعيات المجلس المركزي للجمعيات الثقافية الملايوية، وجمعية تثقيف النشء الإسلامي، وجمعية الشبان المسلمين، والجمعية الأدبية، وغيرها. ولقد تأسست محاكم شرعية عدة، ويشرف المجلس الإسلامي في سنغافورة على شؤون المساجد والأوقاف وبناء المدارس الإسلامية. وأما بالنسبة إلى المدارس، فتوجد نحو 90 مدرسة إسلامية، يتلقى فيها المسلمون تعليماً إسلامياً، ونسبتهم لا تتجاوز 15 في المئة، لأن هذه المدارس قليلة وغير كافية للآخرين، وهناك دار للعلوم كمدرسة عليا لتخريج المتخصصين في علوم الدين الإسلامي، ويتلقى بعض علماء المسلمين دراساتهم العليا في العلوم الإسلامية في إندونيسيا والبلاد العربية. والمسلمون الذين يعملون في الوظائف الحكومية لا تتجاوز نسبتهم 5 في المئة، ويوجد ستة أعضاء منهم في البرلمان، كما يوجد حزبان لهم في سنغافورة. وللجمعيات الإسلامية في سنغافورة صلات مع المنظمات الإسلامية في ماليزيا وإندونيسيا والفيليبين وبروناي، ولاسيما مع رابطة العالم الإسلامي، وذلك للتعاون في سبيل نشر الدعوة الإسلامية ورفع شأن هؤلاء المسلمين، الذين يقيمون في سنغافورة شاكرين الله تعالى على نعمة الإسلام. وفي الختام، نسأل الله القدير أن يوفق المسلمين في سنغافورة للعمل لما فيه خيرهم وخير الإنسانية جمعاء، والله ولي التوفيق. كلية الآداب - جدة