أفواه وعيون مفتوحة وأياد متوقفة وحوقلات تتردد من الموجودين، تلك الصورة التي تغيرت خلال الأيام القليلة الماضية بعد انتهاء فترة الذهول الجسدي، وانتقاله إلى ذهول المجالس العامة والمنتديات. وتشير آراء كثيرة لعدد من المستثمرين إلى أن هناك عدوى في السوق السعودية، هذه العدوى انتقلت إلى عدد من الأسواق الخليجية المجاورة، ومن ثم وصولها إلى الدول العربية الأخرى، ومنها مصر التي سجلت أمس عملية تصحيح جديدة لها، وأعلنت انتهاء فصل"الأخضر"ودخول"الأحمر". يقول سعود الجاسر:"كثير من المستثمرين السعوديين في تلك الأسواق، باعوا أسهمهم في الأسواق الأخرى بعد خسارتهم في السوق المحلية، ما أدى إلى انتقال الخوف إلى تلك الدول وظهور حركات التصحيح فيها". ويضيف"بدا تشخيص السوق السعودية عسيراً ولا يعرف أسباب تدهوره، وتأتي حالياً تدخلات من هنا وهناك لرفع السوق، لكنها تدخلات غير منظمة وغير مركزة فتنقلب بأثر عكسي على السوق". أما بلال محمد صاحب محل جوالات فيؤكد تأثير سوق الأسهم في سوق السلع المحلية إذ كسد كثير من البضائع خلف أدراج عرض محالهم بسبب قلة المشترين، ويقول:"أصبحت السوق مريضةً بسبب الأسهم فالكل لم يعد له رغبة في شراء السلع". ويضيف مازحاً"ربما أصبح البيع مرضاً نفسياً لدى الناس فهذا ما أراه فلدي عدد كبير من الجوالات المستعملة، وفي المقابل عدد كبير من الجوالات الجديدة التي لا تجد من يشتريها". ومع طرح أسهم"شركة الدريس"أمس، والتي تهاوت بعد أن عانقت 435 ريالاً وانخفض تداولها إلى بحر 300 ريال في الفترتين الصباحية والمسائية خلال اليوم الأول، والتي لم تضف شيئاً كبيراً إلى السوق، يؤكد فهد الناصر"أن السوق استمرت في هبوطها الحاد بنسب دونية ومن دون هوادة". ولم يبق للمضاربين غير أصوات بدأت تتخافت بعد فقد الثقة بها من قبل المضاربين، والتي لم تصدق تنبؤات كبار المستثمرين في السوق بعد أن ظل النزف في النقاط مستمراً قرابة ثلاثة أسابيع متواصلة لأكثر من ستة آلاف نقطه خلال تلك الفترة. وتشير آراء عدد من المستثمرين إلى استمرار هبوط السوق إلى مستوى 12 ألف نقطة وبعدها ستعاود الارتفاع التدريجي بعد الإعلان عن القوائم المالية للشركات عن الربع الأول من العام الحالي، ويؤكد هؤلاء المستثمرون أن السوق بعد تلك المرحلة ستشهد تذبذباً حتى تزول المخاوف من المضاربين، وتعاود السوق صعودها التدريجي من جديد لكسر حاجز 21 ألف نقطة من جديد، ويدعمها في ذلك طرح عدد من الشركات في السوق، وضخ مال في السوق من مضاربين جدد، وإنعاش المحافظ الاستثمارية بعد الركود الذي سادها. وتتطلع أنظار المستثمرين في سوق الأسهم إلى نتائج لقاء مجلس الشورى مع رئيس هيئة السوق المالية، وعدد من المستثمرين والمضاربين ووضع حد لهذا التدهور وحلول جذرية ومزيد من المرونة والشفافية في اتخاذ القرارات وتطبيق مبدأ"لا ضرر ولا ضرار".