هبط مؤشر الأسهم السعودية أكثر من خمسة في المئة في بداية أسبوع التداول، أمس السبت، بعدما تضرّرت معنويات المستثمرين في أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم من هبوط أسعار النفط الخام في الفترة الأخيرة.وانخفض المؤشر الرسمي للسوق 481 نقطة إلى 7676 نقطة بحلول الثانية بتوقيت غرينتش، في تراجع قاده سهم"السعودية للصناعات الأساسية"سابك الذي نزل نحو 7 في المئة. وقال أحد المصرفيين في الرياض:"مع هبوط أسعار النفط، فإن المستثمرين يعتقدون ان الوقت قد حان لحركة تصحيح". وأعرب عن اعتقاده بأن المؤشر قد يخسر إجمالاً ما بين عشرة و12 في المئة. أشار محلّلون إلى ان المتداولين في سوق الأسهم السعودية عاشوا أمس"يوماً طويلاً"، حيث بدأ مؤشر السوق بالتراجع منذ الافتتاح. وقالوا انه على رغم ان هذا التراجع كان متوقعاً، إلا ان حدته كانت"مفاجئة"لمعظم المتداولين. وبدت السوق قبل إقفال الظهيرة متماسكة نوعاً ما، الأمر الذي أغرى بعض المتداولين بالشراء، على أمل أن تتماسك السوق وتعاود الارتفاع من جديد. غير انها خيبت آمال الكثيرين وأقفلت في الفترة الصباحية متراجعة 300 نقطة، أو ما نسبته نحو 3.8 في المئة. وفي الفترة المسائية، تجاوز تراجع السوق نحو 5.48 في المئة. وشهدت الشركات القيادية في السوق، والتي واصلت ارتفاعها على مدى الأسابيع القليلة الماضية، تراجعاً كبيراً في أسعارها في جلسات التداول أمس، حيث انخفض سعر سهم"سابك"من 856 إلى 795 ريالاً، فيما تراجع سهم"الاتصالات"من 622 ريالاً إلى 601.5 ريال و"الكهرباء"من 143 إلى 138ريالاً. ومن الملاحظ في تداولات أمس تراجع أسعار أسهم معظم الشركات، حتى التي لم تشهد ارتفاعاً في الفترة الماضية. وتفاوت هبوط مؤشرات القطاعات المختلفة، ليصل إلى حدود 7 في المئة في قطاع الصناعة و5 في المئة في قطاع البنوك و 6 في المئة في قطاع الاسمنت. وينظر بعض المراقبين في سوق الأسهم إلى هذا التراجع على انه"تراجع طبيعي"، في ظل الارتفاعات التي شهدتها السوق في الفترة الماضية، لافتين إلى انها ستعاود نشاطها والارتفاع مجدّداً. فيما يرى آخرون ان تلك الارتفاعات التي شهدتها السوق كانت أقرب ما تكون إلى"حالة تصحيحية"، حيث"الكثير من النقود يطارد قلة من الأسهم". وقالوا ان"فرسان السوق من المضاربين ذهبوا بعيداً في ارتفاع الأسعار، لا سيما وان هناك العديد من الشركات التي لا تستحق الأسعار التي وصلت إليها". كما يعتبر البعض ان ايقاف تداول سهم"الكهرباء"وحصر تداوله بنسبة 1 في المئة يوم الخميس قبل الماضي، وما صرح به رئيس مجلس"هيئة السوق المالية"، جماز السحيمي، من اعتماد ونشر ثلاث لوائح مهمة لتنظيم السوق، ومن ضمنها لائحة سلوكيات السوق، التي فصلت الممارسات غير العادلة والمقسمة إلى أربع مجموعات، من ضمنها التلاعب والتضليل في ما يتعلق ببيع وشراء الأوراق المالية، عوامل قد تكون جعلت العديد من المضاربين يتخوفون من تطبيق بعض هذه اللوائح عليه مستقبلاً. وقال المحلّلون انه"أياً كانت الأسباب"وراء هذا الانخفاض، فإن السوق خلال الأعوام الثلاثة الماضية قد ارتفعت من مستوى 2500 نقطة إلى 8300 نقطة، وهذا"ارتفاع كبير جداً"بكل المقاييس، لذا لا بد للسوق من"تصحيح"نزولي.