فيما انتاب الذهول المتداولين في سوق الأسهم السعودية أمس بعد التراجع الحاد في مؤشر سوق الأسهم والذي بلغ 4.12 في المئة، توقع مختصون في الأسهم استمرار تراجع السوق خلال الأيام المقبلة جراء تصاعد وتيرة التوقعات حول ضربة محتملة للنظام السوري، إضافة إلى عمليات تصحيح أسعار الأسهم التي شهدتها السوق في الجلسات الأخيرة بعد المكاسب الكبيرة التي سجلتها الأسهم السعودية من منذ 2013 والتي تخطت نسبة 20 في المئة لأسعار أسهم 72 شركة. ورجّح المختصون في حديثهم إلى «الحياة» تراجع مؤشر سوق الأسهم إلى مستوى 7200 نقطة خلال الفترة المقبلة في حال استمرت التوترات السياسية في المنطقة، مشيرين إلى أن السيولة ستشهد تراجعاً أيضاً، ويكون هناك ضغط على صغار المستثمرين الذين سيبيعون بأقل الأسعار ما يكبدهم خسائر كبيرة. وقال نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس لجنة الاستثمار في الأوراق المالية ب«غرفة تجارة الرياض» خالد بن عبدالعزيز المقيرن: «الأحداث الجارية في المنطقة هي إحدى أسباب الانخفاضات التي تشهدها سوق الأسهم السعودية، إضافة إلى تراجع الثقة في السوق». وأضاف أن من أسباب التراجع الحاد في السوق أمس: «المضاربات في عدد من أسهم الشركات الصغيرة، ما أثر في مقدار السيولة المتداولة في السوق»، مشيراً إلى أن الاقتصاد الكلي للسعودية أكثر من ممتاز والسيولة كبيرة، ولكن التأثير النفسي ما يزال مستمراً في السوق المحلية على رغم عدم وجود ارتباط بين السوق المحلية والأسواق العالمية. وأشار إلى أن بعض المتعاملين في السوق قاموا بالبيع تخوفاً من مزيد من التراجع بسبب التوترات السياسية في المنطقة، ما نتج منه بيع جماعي ودفع المؤشر إلى التراجع الحاد. واعتبر أن الاستثمار الفردي أهم عقبات الاستثمار في سوق الأسهم، وطالبنا في مناسبات عدة بأن يكون الاستثمار في السوق طويل الأجل وأن يكون استثماراً مؤسساتياً، وتنويع الاستثمار لتقليل درجة المخاطرة، مشيراً إلى أن التنويع في الاستثمار يتطلب التنويع ليس على نطاق سوق الأسهم فحسب بل في مجال الاستثمارات الأخرى، مطالباً بألا يقتصر التنويع داخل قطاع الأسهم وألا يقتصر على قطاع واحد، والأهم تنويع الاستثمارات على القطاعات المختلفة في سوق الأسهم. من جهته، أوضح الاقتصادي عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود حمد التويجري أن الوضع السياسي في المنطقة العربية والتهديدات الأميركية للنظام السوري أثرت في سوق الأسهم ودفعتها إلى تراجع كبير، متوقعاً المزيد من التراجعات في السوق مع استمرار الأوضاع المتوترة في المنطقة. ورجّح التويجري تراجع السيولة في سوق الأسهم خلال الأيام المقبلة، خصوصاً وأن المؤشر شهد ارتفاعات كبيرة خلال الفترة الماضية، وتراجعات أمس ناتجة من القلق في المنطقة وقيام بعض المستثمرين بعمليات جني أرباح. وأشار إلى أن الضغط سيكون خلال الفترة المقبلة على صغار المستثمرين، وتخويفهم من جانب كبير المستثمرين للبيع بأقل الأسعار، ما يعود بالفائدة على هوامير السوق. واتفق المستثمر في سوق الأسهم خالد النملة مع الرأيين السابقين، وأكد أن الأحداث السياسية الجارية في المنطقة كانت السبب الرئيس في انخفاضات سوق الأسهم السعودية أمس، مضيفاً أن الصورة ستتضح كاملة بعد انتهاء الأزمة السورية ويعود الاستقرار للسوق. ولفت إلى أن من أسباب الهبوط الحاد لمؤشر سوق الأسهم أمس وصول بعض الأسهم إلى مستويات عالية في قطاعي التأمين والزراعة وهما قطاعان تكثر فيهما المضاربات، ما دفع الكثيرين إلى بيع ما بحوزتهم تخوفاً مما تحمله الأيام المقبلة. ورجّح النملة تراجع السوق إلى مستوى 7200 نقطة في الأيام المقبلة وأن تتراجع معدلات السيولة، لافتاً إلى التراجعات الحادة وموجات البيع التي حدثت في أسواق الخليج أمس، حيث تراجعت بورصة دبي بنسبة 7 في المئة وسوق الكويت بنسبة 6 في المئة بسبب المخاوف، من إمكان حصول تصعيد عسكري في سورية وشن ضربات ضد النظام السوري. وأشار إلى أن غالبية المتعاملين في السوق يقومون بسحب رساميلهم من السوق ويقوم آخرون بعمليات جني أرباح بعد الارتفاعات التي حققتها السوق خلال الفترة الماضية.