كان فهد صالح المرشد سعودي أحد الناجين من بين ركاب العبارة"السلام 98"المتجهة من ميناء ضباء السعودية إلى ميناء سفاجا المصري، والتي غرقت في المياه الإقليمية المصرية. يسكن فهد صالح المرشد في منطقة القصيم وتحديداً في بريدة في حي مشعل. تحدث فهد ل"الحياة"عن قصة يقول إنه لن ينساها طالما عاش على وجه هذه الدنيا. كان فهد يتحدث بحزن لعدم ورود أي خبر عن ابن عمه عبدالإله المرشد الذي كان يرافقه في رحلة العبارة. وكان عبدالإله المفقود تبرع بذهابه مع ابن عمه فهد"ليبعد منه وحشة الطريق". كان فهد المرشد ذاهباً إلى القاهرة لإجراء جراحة ليزر للوجه، إلا ان الأقدار حالت دون ذلك. بدأ فهد قصته قائلاً:"عندما بدأت العبارة تغوص في البحر، وجدت نفسي ارتدي إحدى سترات النجاة، وأسبح بها في البحر الأحمر من حيث لا أعلم. تأكدت أن الموت محقق لا محالة ولا مفر منه. كنت أبكي اشد البكاء لغرق العبارة أمام عينيّ، وأنا أعرف أن ابن عمي بداخلها، ولا اعلم هل خرج أم انه غرق، كانت الأمواج تتقاذف من أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي، وأنا اصرخ: يا رب... يا رب... لا تتركني. كانت الأمواج تتلاطم في عرض البحر بارتفاع ما يقارب ثلاثة أمتار. واستمر تلاطم الأمواج ساعات طويلة حتى خارت جميع قواي مستسلماً لأمر الخالق. لكن أرادت قدرة الله أن أرى أمامي على بعد أمتار عدة قارب نجاة مطاطي. لا أعلم من أين أتى؟ لكن هو أمر الله. اتجهت إلى القارب الصغير بالسترة التي كنت أرتديها، والبكاء والفرحة والخوف والتعب في داخلي، وقمت بركوب القارب، ونمت بداخله بعد أن أعياني التعب وشدة الألم من السباحة الطويلة. وكان ذلك صباح يوم السبت، وبعد أقل من ساعة ضرب الموج القارب بقوة. وفزعت من نومي لأجد قوارب تبعد عشرات المترات عني وبداخلها ركاب ناجون من غرق العبارة، وبعد ساعتين لاحظنا عبارة مقبلة نحونا على متنها رجال سلاح الحدود، قامت بإنقاذنا ونقلتنا إلى جزيرة النعمان". تحدث فهد الى أهله بعد عودته الى الأراضي السعودية من داخل الفندق الذي قامت القيادة السعودية باستئجاره للناجين من حادثة غرق عبارة سلام. وكان أهله في القصيم غير مصدقين لنجاة ابنهم فهد بعد موت محقق. وقال فهد إن النظارة التي يلبسها بقت معه وحيدة من بعد حدوث الكارثة حتى وصوله الى تبوك، بعدما فقد كل شيء. وسينتقل فهد المرشد اليوم على متن طائرة سعودية إلى مطار القصيم على حساب السلطات السعودية.