كان المصريون أمس على موعد مع كارثة بحرية مروعة قبل أن ينسوا آثار كوارث طيران أودت بحياة العشرات منهم، إذ غرقت عبارة مصرية كانت تنقل قرابة 1500 راكب غالبيتهم من العاملين في السعودية. وأعلن محافظ البحر الأحمر بكر الرشيدي أن العبّارة المصرية"السلام 98"القادمة من ميناء ضباء السعودي إلى ميناء سفاجا على بعد 600 كيلومتر من جنوبالقاهرة فُقدت، وجرى البحث عنها، ثم تبين أنها غرقت، وأنه تم إبلاغ الإنقاذ البحري والجوي وجميع العبارات الموجودة في المنطقة للبحث عنها ثم تأكدت معلومات غرقها. وكان من المقرر وصول العبارة إلى ميناء سفاجا عند الساعة الثانية والنصف من بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة وعلى ظهرها 1500 راكب، و220 سيارة، و16 شاحنة، و5 سيارات بضائع. وأعلنت حال الطوارئ في مستشفيات محافظة البحر الأحمر بعد تأكد غرق العبّارة، وبدأ أهالي ركاب العبّارة في التوافد على ميناء سفاجا انتظاراً لأي معلومات عن ذويهم. وتحدث بحارة في الميناء عن جثث طفت على سطح الماء عند صباح أمس، وقوارب نجاة تمكّن بعض الركاب من استقلالها وأنقذتهم. ونقل إلى مستشفى سفاجا حتى عصر أمس 30 من الركاب الناجين تمكنت قوات الإنقاذ المصرية من انتشالهم قرب الميناء. وبدا الناجون في حال إعياء شديد وتم إدخالهم إلى المستشفى على الفور حيث يتلقون الإسعافات اللازمة. وقدرت مصادر في الميناء ان نحو 120 من جنسيات اخرى كانوا على متن العبارة، منهم 99 سعودياً، و6 سوريين، و4 فلسطينيين، وإماراتي، وسوداني، وعماني، ويمني، وكندي. والعبارة التي تبلغ حمولتها 1487 طناً مملوكة ل"شركة السلام للنقل البحري"المصرية، وهي الشركة نفسها التي غرقت إحدى بواخرها، وكانت تحمل اسم"السلام 95"بعد اصطدامها بسفينة قبرصية في البحر الأحمر أيضاً في تشرين الأول أكتوبر الماضي، لكن تم إنقاذ جميع ركابها. وطلب الرئيس حسني مبارك فتح تحقيق عاجل في أسباب الحادث وملابساته وشدد على"ضرورة توفير كل الإمكانات لعمليات البحث والإنقاذ لركاب العبّارة"، مشيرا إلى انه يتابع عن كثب تطورات الحادث. وأكد رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر اللواء محفوظ مرزوق أن الباخرة غرقت على بعد 57 ميلاً من الغردقة وأن فرقاً من القوات البحرية تصاحبها طائرات هليكوبتر توجهت إلى موقع غرق الباخرة في محاولة لانقاذ الركاب الذين بقوا على قيد الحياة في ميناء البحر الاحمر. ورغم أن أسباب غرق العبارة لا تزال محل بحث، إلا أن مصدراً مسؤولاً في ميناء سفاجا أرجع السبب إلى"العواصف والرياح المفاجئة، وارتفاع الأمواج نحو مترين ونصف المتر"، لا سيما أنها"زادت الليلة الماضية وأغلقت السلطات ميناء سفاجا لسوء الأحوال الجوية". وأشار إلى أن عبّارة أخرى تدعى"سانت كاترين"التقطت في طريقها من ميناء سفاجا إلى ميناء ضبا السعودي استغاثة من ربان السفينة"السلام 98". وقال الناطق باسم مجلس الوزراء الدكتور مجدي راضي إن"وزارة الصحة والسكان أعلنت حال الطوارئ في مستشفيات منطقة البحر الأحمر استعداداً للموقف"، مضيفًا انه"تم التنسيق بين وزارة النقل وهيئة موانئ البحر الأحمر والقوات المسلحة، خصوصاً القوات البحرية والجوية للوصول إلى منطقة الحادث ومحاولة انتشال الناجين والتعرف على الجثث". وأكد وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي أن"الوزارة حركت سيارات إسعاف من كل المحافظات المجاورة في اتجاه محافظة البحر الأحمر في انتظار التعامل مع الناجين وضحايا العبارة". وتوجه وزير النقل المهندس محمد لطفي منصور إلى مدينة الغردقة لمتابعة عملية إنقاذ الركاب وللوقوف على ملابسات وتداعيات الحادث. وأكد أن"العبارة متوافقة مع معايير السلامة والأمن". وقال إن"الفحوصات التي أجريت على العبارة أثبتت أنها متوافقة مع معايير الأمن والسلامة". وأشار إلى أن"كل الأطراف المعنية تبذل جهوداً حثيثة للمساعدة"، وأن القوات البحرية المصرية"أرسلت أربع وحدات بحرية، ومدمرة، وعبّارة، وسفينة إنقاذ، ولنشاً سريعاً، كما تم إرسال طائرة من مركز البحث والإنقاذ". ولفت إلى أن الحكومة المصرية اتصلت بالمملكة العربية السعودية"لإرسال وحدات إنقاذ أخرى". وقال رئيس غرفة العمليات المشتركة بين القوات البحرية وهيئة موانئ البحر الأحمر ووحدات الإنقاذ إن"العبّارة لم يكن على متنها حجاج كما اشارت معلومات أولية، لكنها رحلة عادية تماماً تقوم بها العبّارة روتينيًا على مدار العام". وقرر رئيس مجلس الشعب البرلمان المصري الدكتور فتحي سرور عقد"اجتماع عاجل للجنة النقل والمواصلات في المجلس خلال اليومين المقبلين لبحث تداعيات غرق العبارة". وأعدت مصلحة أمن الموانئ التابعة لوزارة الداخلية قرية الحجاج في مدينة سفاجا لاستقبال الناجين وأهالي الضحايا.