استنفرت السلطات السعودية منذ فجر أمس قدراتها في البحث والإنقاذ انتظاراً لطلب المساعدة من نظيرتها المصرية للتدخل في عمليات اغاثة ركاب عبارة"السلام 98"المنكوبة. وقال مصدر سعودي رفيع إن قوات حرس السواحل تلقت أمراً من وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز للتأهب وحشد الطاقات استعداداً لدعم عمليات الإنقاذ المصرية إذا تطلب الأمر. وأضاف المصدر في تصريح الى"الحياة"إن حرس السواحل شكل فريق عمل لإدارة"مركز كارثة غرق العبارة"في ميناء ضباء البحري الذي غادرت منه العبارة وعلى متنها حوالي 1400 شخص بينهم 100 سعودي. وطلبت وزارة الداخلية تزويد أهالي المسافرين السعوديين بالمعلومات أولاً بأول، عن طريق خط اتصال مفتوح على مدار الساعة بين وزارتي الخارجية السعودية والمصرية. وكانت العبارة المصرية ابحرت من ميناء ضباء عند الساعة السابعة مساء الخميس في رحلة اعتيادية تستغرق ثماني ساعات للوصول إلى ميناء سفاجا المصري الذي كان متوقعا أن تصل اليه عند الساعة الثالثة فجر الجمعة بحسب إشعار الوصول الذي أرسله قبطان السفينة سيد أحمد سيد عمر إلى الوكيل"شركة البلاغة للملاحة"عند الساعة العاشرة مساء أي بعد إبحاره بثلاث ساعات. وفي الساعات الأولى من صباح الجمعة تلقت السفينة سانت كاترين التي تقوم برحلات بين مينائي ضباء وسفاجا ايضاً إشارة استغاثة من قارب انقاذ تابع للعبارة"السلام 98"تفيد بأن السفينة غرقت وان القارب على متنه عدد من الناجين. وكان المتحدث أحد ضباط السفينة الغارقة. وقام طاقم"سانت كاترين"على الفور بإبلاغ السلطات المختصة في مينائي سفاجا وضباء فقامت مباشرة بتشكيل وإرسال طواقم انقاذ تشمل طائرات عسكرية للبحث عن السفينة وتحديد موقع الحادث والبحث عن احياء على رغم سوء الأحوال الجوية وشدة الرياح وارتفاع الأمواج التي ذكر أنها وصلت إلى ستة أمتار. وصدرت توجيهات أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز بتشكيل لجنة متابعة عاجلة في ميناء ضباء برئاسة وكيل إمارة منطقة تبوك عامر بن محمد الغرير وعضوية كل من محافظ ضباء مساعد بن نايف السديري وقائد حرس الحدود في منطقة تبوك ومدير مديرية الدفاع المدني بمنطقة تبوك ومدير عام ميناء ضباء ومدراء الأجهزة الأمنية والطبية لمتابعة الحادث وإعمال فرق البحث والإنقاذ على رغم كون موقع الحادث اقرب الى الساحل المصري. وحسب كشف الركاب الذي اطلعت عليه"الحياة"فإن عدد الركاب ال1318 توزع بين 1158راكباً مصرياً و100 راكب سعودي وستة ركاب سوريين وأربعة ركاب فلسطينيين وراكب يمني وراكب سوداني وآخر اماراتي وكندي واحد. وكان على متنها 220 سيارة صغيرة وخمس شاحنات من دون رأس و9 شاحنات برأس و7 سطحات عفش، علماً أن حمولة السفينة القصوى يمكن أن تصل إلى 2500 راكب و100 سيارة. ونفت مصادر في سلطات الجوازات بميناء ضباء أن يكون على متن الرحلة أي حاج، وهو ما أكده مدير عام ميناء ضباء الكابتن محمود بن حسين الحربي الذي أشار إلى أن الميناء غير مسموح له حتى الآن باستقبال أو تفويج الحجاج من المملكة واليها، موضحاً أن سرعة الرياح لدى ابحار السفينة كانت في حدود 12 عقدة، وهي سرعة مسموح فيها بالإبحار وتعتبر طبيعية، حيث تتوقف الملاحة عند تجاوز سرعة الرياح السبعة وعشرين عقدة. من جهته، أكد خبير إدارة الموانئ والمدير السابق لميناء ضباء حسن بن حمدي الحربي ل"الحياة"، أن ما حدث للسفينة حسب اعتقاده هو تعرضها لرياح عاتية مفاجئة، وهو ما لمسه سكان سواحل البحر الأحمر الشمالية في الساعات الأولى من صباح الجمعة حيث أدى التغير في سرعة الرياح إلى غرق السفينة بانشطار جزء منها نتيجة لما قد تكون تعرضت له من صدمات مياه قوية جدا. واعتبر الحربي أن استخدام قوارب الإنقاذ كان محدودا على ما يبدو بسبب قوة حركة المياه في تلك الساعة وجهل أغلب الركاب بطرق الإنقاذ، ووجود أعداد كبيرة من كبار السن والنساء والأطفال.