كثيراً ما نفاجأ بتصرفات لأبنائنا سواء أبناء أم بنات ونتساءل: هل ابني من قال ذلك؟ وهل ابني قام بذلك؟ أي تفوه بأي كلمة سيئة أو فعل سيئاً وكثيراً ما يراود هذا السؤال أحد الوالدين... وهذا لا يدل إلا على قلة التواصل أو عدمه مع أبنائهما... فعلاقتهما تنحصر بالأوامر فقط والطلبات مثل: ذاكر دروسك... هيا إلى الطعام... أذهب لفراشك لقد حان موعد النوم. كم تريد من المال؟ وغيرها من الأوامر التي تكون على المنوال نفسه... أصبحت العلاقة مجرد أوامر يجب أن تنفذ من دون نقاش أو فهم، فالأبناء محرومون من الجلوس مع والديهم حتى لدقائق معدودة للتباحث معهم والنقاش حول آرائهم وأفكارهم وماذا يريدون... ما أدى إلى ظهور أفراد أو مجموعات سطحية ذات أفكار غير منطقية تؤمن بمبادئ وأفكار غريبة ومستعدة للتضحية والموت من أجلها. فيجب على الوالدين الاهتمام بأبنائهم وتربيتهم التربية الصالحة القائمة على الدين أولاً ومن ثم زرع المبادئ الحسنة لتنشئة جيل يخاف الله، مثقف وقادر على طلب حاجاته وحل مشكلاته بأسلوب صحيح وجيد بحيث لا يتعارض مع مصلحة الغير. ولتحاشي ذلك السؤال الخطير: هل هذا هو ابني...؟ هل هذه هي ابنتي؟ لا بد للوالدين معاً مراجعة حساباتهما والنظر إلى هذا الموضوع نظرة جديدة والاهتمام بتربية أبنائهما وعدم جعلها مسألة روتينية، فلا بد للوالدين على أقل تقدير من الجلوس مع أبنائهما لمدة نصف ساعة يومياً أو يوم بعد يوم أو مرتين في الأسبوع كأقصى حد، وذلك للتباحث معهم والتحدث إليهم ومناقشتهم بأساليب تربوية دينية وعلمية صحيحة تتضمن، التربية الدينية الصحيحة القائمة على المبادئ السليمة ومتابعتهم وتعليمهم الصلاة، والصوم، والصدقة، تشجيعهم على حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، كثرة الدعاء لهم، معرفة أفكارهم والنقاش معهم حولها مع توضيحها لهم من حيث صحتها وصلاحيتها أو خطأها. كذلك لا بد من أن يكون للمدرسة دور إيجابي فلا يقتصر دورها على التلقين فقط، بل لا بد من أن يكون هناك حوار مفتوح بين الطلبة والمدرسين بوجود الأخصائيين الاجتماعيين يتطرقون بالحديث عن مواضيع شتى وبحث الصح والخطأ. هدى الصعيب - الرياض