«التفكك الأسري» ظاهرة لها انعكاسات وخيمة على الأبناء غازي الشمري بات التفكك الأسري من الظواهر الاجتماعية التي تفشّت في المجتمعات العربية والإسلامية واستفحلت إلى درجة خطيرة، مما ترتب عليها نتائج وانعكاسات سلبية وخيمة على الأسر (الأزواج والأولاد) والمجتمع من جميع النواحي الاجتماعية والأمنية والنفسية.. وهذا ما يتطلب من جميع مكونات المجتمع التدخل وتضافر الجهود والتعاون من أجل إنقاذ الأسر من كل أشكال التصدع والتفكك والضياع، وحفظ المجتمع من عدم الاستقرار والأمن والعنف والعدوان. وإن سبل وأساليب وقاية أسرنا وعلاجها من مثل هذه الأمراض والإشكاليات المستعصية كثيرة ومتعددة يمكن أن نورد بعضاً من أهمها في السطور التالية: ضرورة تمسك الأسر بالقيم والتعاليم الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة، مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي). وقد ركز ديننا الإسلامي الحنيف على أهمية التفاهم واحترام الآراء بين الزوجين لبناء أسرة قوية وسعيدة تقوم بدورها الإيجابي البنّاء في المجتمع. وقد جعل الله من صفات العلاقة بين الزوجين المودة والرحمة، وذلك بقوله عز وجل في القرآن الكريم: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}، لذا فإن مبدأ الحوار الإيجابي البنّاء هو مبدأ عظيم وضرورة مهمة لبناء أسرة صالحة وقوية. ووجوب طاعة الزوجة زوجها من أجل الحفاظ على تماسك الأسرة والفوز برضوان الله. كما جاء في الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها (أي زوجها) فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت». وضرورة قيام الأم بواجب تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة دينية صحيحة، وتوجيههم ونصحهم؛ تفادياً لكل أشكال التفكك والتصدع والنزاع بين الأبناء والفشل الدراسي والانحراف الأخلاقي والعقدي والسلوكي. ووجوب قيام وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة ثم المساجد ودور القرآن والمدارس، بالإضافة إلى الجمعيات والنوادي الثقافية والتربوية والدعوية، بالتوعية بأهمية الأسرة في المجتمع ودورها العظيم وتماسكها والحفاظ عليها من التفكك والضياع، ثم القيام بتقوية الوازع الديني والإيماني والتربية والتثقيف. هذا بالإضافة إلى التحذير من مخاطر الغزو الثقافي والإعلامي للحضارة الغربية التي تتميز أسرها بالتفكك والتشتت وغياب الروابط الدينية والأخلاقية والتربوية فيما بين أفرادها. تجربتي زوجتي كذبت عليّ أنا متزوج حديثاً، وحصل أن وقعت خلال فترة الملكة نقاشات عديدة مع زوجتي حول علاقاتنا الزوجية وأساساتها، وكنت ومازلت أؤكد على أهمية الخصوصية بين الزوجين، وعدم إدخال الآخرين في حياتنا، كذلك على الصراحة والشفافية في التعامل، وقد كانت زوجتي توهمني بأنها لا يمكن -بأي حال من الأحوال- الحديث عما يدور بيننا لأي من يكون، وعن عدة موضوعات سألتها فأخبرتني أنها لا تقبل ولا ترضى بأن تفعل هذه الأشياء، وبعد الزواج بشهر أو أكثر بدأت المشكلات، فقد اكتشفت أن زوجتي كذبت عليّ، فطلبت منها الحلف بالله العظيم على أن لا تعود لذلك؛ لأني لا أقبل الكذب، ولا أرضى أن تعيشني في أوهام وأكاذيب، وبعد حلفها بأن تكون صادقة معي، عادت وكذبت علي في أكثر من موضوع، وازدادت حدة الخلاف إلى درجة أن وصل إلى حافة الخطر (الطلاق). لقد كشفت لي أشياء من نفسها دون معرفتي (مثل قيامها بإخبار أخواتها عما دار بيننا من مشكلات وأمور أخرى خاصة) تعلم أنني لا أرضى أن تخبر بها أحداً، وقد أخبرتني بأشياء لم أكن أتمنى أن تكون زوجتي قد فعلتها وهي مهمة في نظري، مثل (أن سبق أن شاهدت مقاطع غير أخلاقية عن طريق (البلوتوث)، إلا أن مصارحتها قد تكون خففت (إلا أن الصراحة أحياناً تكون جارحة وغير مقبولة). الشيطان يوسوس لي بأن زوجتي سوف تكذب عليّ، وقد تكون كذبت ولم تقل لي كل شيء، مع أنني حلفتها، إلا أن كذبها السابق بعد الحلف جعلني أشك في مصداقية حلفها، أنا في حيرة من أمري، وخوفي من مستقبل غير مضمون. أحس أنها أدخلتني في دائرة الشكوك، مع أنني أعدّ نفسي إنساناً أميل للشكوك والظنون التي لا يكون لها أصل أحياناً. إثر تفاقم حالتي راجعت طبيباً نفسياً والحمد لله فأنا الآن في مرحلة التغير الذي يحتاج إلى صبر. مستشارك * معاملة زوجي السؤال الأول: أنا امرأة متزوجة، وقد تزوجنا بعد حب ووئام، كانت حياتي سعيدة جداً، وكان زوجي ملتزماً ومحافظاً على الصلاة، أما الآن فلا يصلي إلا قليلاً. مع مرور الأيام أصبح يعاملني معاملة غريبة، فكلما فعلت شيئاً ينتقد، فهو يريد أن يُلغي شخصيتي، مع أنه في السابق لم يكن هكذا، علماً بأنه خارج البيت يتعامل مع الناس بالحسنى وبلطف شديد. فأرشدني فضيلة الشيخ كيف أتعامل معه؟ -الإجابة: أنا متأكد جداً أنك حريصة بالفعل على أن يعود إلى بيتكم الحب المفقود، وأن يرجع زوجك إلى المحافظة على الصلوات وغيرها من الطاعات؛ وذلك لأنك تشجعت على إرسال معاناتك للبحث عن مساعدة في تجاوز المشكلة اليسيرة -بإذن الله- التي لا يخلو منها بيت. لابد أن تكوني مستعدة لأن تتحملي جزءاً من المسؤولية في الحل لعدة أمور: 1- إنك رمز الرقة والحنان كأنثى وأم، فبالتالي سيكون لكِ أثر كبير إذا أسهمتِ بفعالية في تطبيق الأفكار الواردة في الأسطر القادمة. 2- ليس بمقدوري أن أخاطب زوجك لأنك أنت المرسلة. 3- الرجل أحياناً يعتقد أن المرأة مخطئة دوماً فيصعب أحياناً أن يبتدئ في علاج مشكلاته الزوجية. 4- المرأة مأمورة شرعاً بطاعة الزوج والبحث عما يرضيه فيما لا يغضب الله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت». تذكري الأيام الأولى للزواج، ألم يكن هناك حب وألفة، كيف كان يشتاق للعودة للمنزل أو لسماع صوتك، وقضاء الوقت الطويل لتبادل العبارات الجميلة بينكما، اسألي نفسكِ: ما الذي كان يدفعه إلى ذلك؟ تذكري مظهرك في أول فترة الزواج، كيف كنت تعتنين بهندامك وزينتك، بالإضافة إلى واجباتك تجاهه، هل أنتِ الآن كالسابق في هذا الاهتمام، أتوقع ما سيخطر ببالكِ أننا كبرنا على هذه التصرفات، وأنه لا يفكر في ذلك! ومن الأسباب أختي الكريمة.. ربما كثرة المطالب وعدم مراعاة الجوانب الاقتصادية للزوج، فالمرأة جُبلت في الغالب على حب الزينة والإنفاق (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)، فالرجل يتضايق كثيراً من كثرة المطالب، وأيضاً من طريقة عرضها! فمثلاً عندما يعود متعباً بعد العمل أو في المساء فتذكيره والإلحاح في المطالب المنزلية يجعله فعلاً ينفر من المنزل إلى أماكن أخرى، وربما مكان تخشاه كل زوجة؛ وهو الهروب إلى زوجة أخرى، أو إلى عشيقة. أتمنى أن أكون قد استطعت تفصيل جزء من وصف المشكلة التي تعانين منها أنت وزوجك، والتي أتمنى أنها بدأت من وقت متأخر، ولم تكن منذ فترة طويلة، ولم تسارعي لإيجاد الحل لذلك. إليك أختي الكريمة بعض الوصايا العملية لتجاوز الأزمة بإذن الله: 1- جرّبي أن تكوني كما كنتِ في بداية الخطبة خجولة، لا تطلبي، خافضة الصوت، معتنية بمظهرك كما يحب زوجك. 2- اكتبي رسائل رقيقة مملوءة بالحب والشوق للزوج حتى يشعر باهتمامك وتغيرك -إن كانت هذه مشكلته- بعدة وسائل عن طريق الجوال، مرآة الغرفة، ورقة معطرة في جيبه. 3- بالنسبة للصلاة والطاعة ارفقي به، ولا تناصحيه أمام أولاده، لأن ذلك سيفقده احترامهم، وأيضاً لأن النصح أمام الناس نوع من التوبيخ لا يرضى استماعه. ناصحيه بالكاسيت المناسب أو الكتاب، وذلك بجعله أمام عينه في مكانه المفضل لمشاهدة التلفاز، أو أثناء جلوسه عند الحاسب الآلي. 4- اقضي وقتاً مناسباً في تذكر ما يحبه زوجكِ وكتابته في ورقة، ثم كتابة ما يكرهه زوجكِ، ثم اعرضيها عليه إذا وجدتِ أن ذلك مناسب، أو محاولة التقيد بما يحبه زوجك والابتعاد عما يغضبه. 5- أولاً وأخيراً الدعاء في كل وقت، وخاصة أوقات الإجابة بأن يُصلح الله زوجك، ويرده إليك رداً جميلاً. * بخيل وشرير السؤال الثاني: زوجي رجل مهذَّب ويرحِّب بأقاربي، والآن والداي يعيشان معي، إضافة لابن أخي. المشكلة أن والديَّ دائماً يتكلمان بالسوء عن زوجي، فهما يظنان أنه شرِّير وبخيل. وزوجي يحبني ويحب أهلي، فأنا لا أريد إهانة والديّ، وفي الوقت نفسه أريد منهما أن يحترما زوجي، أرشدوني ماذا أفعل؟ الإجابة: إن مشكلتكِ تتمثل في إحساسك باضطهاد والديك لزوجك، وعدم تقديرهما له، رغم أنه يستقبلهما في بيته ويقدرهما ويحترمهما، وهذا في تصوري لا يمكن تحديد أسبابه مباشرة دون أن تكون لدينا خلفية اجتماعية عن والديك وعن زوجك من حيث المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي. ولكن أدرك الصراع الذي تعيشينه، ولعلي في حروفك أقرأ كثيراً من التعب النفسي الذي تشعرين به، فأنت بين والديك وزوجك. يبدو من الوهلة الأولى أن زوجك أكرم والديك، فهما يقيمان عنده، وهو الذي ينفق على المنزل، وتقبله إيجابي لهم، ولكن من المتعارف عليه أن كثيراً من كبار السن -عند بلوغهم مرحلة متقدمة في العمر- يصعب اقتناعهم بكرم الآخرين، أو العطف من الآخرين عليهم. لذلك تصدر منهم السلوكيات التي تثير الاحتقان ضدهم، والمتخصِّص في بحوث الشيخوخة يراها طبيعية في ضوء التغيرات السلوكية التي يعانون منها. هناك كتب مفيدة عن الحياة السعيدة لكبار السن، لعلك تقتنينها، والفائدة ستكون لزوجك كثيراً، فهو سيدرك طبيعة تلك التغيرات، حتى يستطيع تقييم تلك السلوكيات وتقديرها عند وضعها الطبيعي. لا أنصحكِ بتضخيم الموضوع، وثقي أن كبار السن من الصعب الحصول على قناعاتهم بسهولة، فلديهم زيادة في الحساسية، خاصة عندما يرتبط ذلك بعدم وجود ما يشغل عليهم أوقاتهم، ويتصرفون أحياناً دون تجمّل، ودائماً ما ينتقدون الأجيال الشابة، فهم قد يشعرون بقرب نهايتهم، ولديهم تغيرات نفسية كثيرة علينا إدراكها. لذلك تعاملكِ مع والديك سيكون غير مباشر، فمثلاً عليك إعطاؤهما من البرامج -بالتنسيق مع المؤسسات المحلية لديكم- ما يستطيعان به قضاء وقت فراغهما والالتقاء بغيرهما، وعمل صداقات جديدة، ويمكنكما تأمين بعض الألعاب القديمة لهما داخل المنزل. وشكري وتقديري لزوجك على حسن أخلاقه وتقديره لوالديك، فهذا هو الأصل في التعامل الراقي مع من يحب، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقدِّر صديقات وقريبات خديجة -رضي الله عنها- أم المؤمنين زوجته الأولى، تقديراً وحباً في خديحة -رضي الله عنها- فاحترام زوجك لوالديك علامة على حبه وتقديره لكِ، فبارك الله لكما. * نفكر في الهموم السؤال الثالث: أعاني فضيلة الشيخ من مشكلة أنا وزوجي وهي أننا نفكر كثيراً في كل شيء ونحمل كثيراً من الهم، وذلك يؤثر في عباداتنا فنفكر في كل وقتنا بما يمر بنا من هموم ومشكلات، فهل من حلّ لذلك؟ الإجابة: إعمال الفكر في أمورنا الحياتية وشؤوننا الخاصة والعامة مطلب ضروري ومهم لكي نتعامل معها كما يجب ونستفيد منها أيضاً كما يجب! وقد حث القرآن الكريم -وهو كلام الله تعالى- على إعمال الفكر في أكثر من آية (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا)، (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، (أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ)، (أَفَلَا تَعْقِلُونَ) وغيرها من الآيات التي تحثنا على إعمال الفكر في أمورنا وشؤوننا.. بل والحياة والخلق حولنا. إذاًَ فالتفكير بحد ذاته لا يمثل مشكلة.. بل هو مطلب مهم وضروري .. يأمرنا به ديننا ويحثنا عليه قرآننا. وقد يتحول هذا الأمر «التفكير» إلى مشكلة نفسية أو اجتماعية.. إذا أصبح عائقاً للإنسان عن تأدية دوره الطبيعي والمأمول منه في الحياة. كأن يحمّل الأمور أكثر مما تحتمل.. ويشغل نفسه في التفكير في أمور لا تقدم فيها كثرة التفكير ولا تؤخر!! بل يصبح لصاحبه هماً مزعجاً ومعيقاً له عن التقدم والإبداع والمبادرة!! ودافعاً له للتردد والحيرة.. والفشل في اتخاذ أي قرار!! وقد يصبح التفكير مشكلة شرعية إذا تجاوز فيها الإنسان حدود قدراته العقلية والاستيعابية في التفكير فيما وراء الغيب.. مما لا يمكنه الإحاطة به، بل ويفتح من خلاله للشيطان الرجيم أبواباً كثيرة للتأثير فيه. أما ما يتعلق بتفكيركما كثيراً في كل شيء.. وحملكما هماً لكل مشكلة.. فهو إلى حدٍ ما شيء طبيعي.. بشرط أن لا يعيقكما عن ممارسة حياتكما بشكل طبيعي.. وأعني هنا.. هل هذا التفكير يقودكما إلى إيجاد حلول لهذه المشكلات التي تواجهكما؟! وهل تستحق هذه المواقف الحياتية كل ما تقتطعونه لها من وقت للتفكير؟ إذا كانت الإجابة بنعم.. فلا توجد هناك أي مشكلة! وإن كانت الإجابة ب»لا».. فقد قطعتما بإدراككما أنها لا تستحق نصف الطريق للعلاج.. وهو تشخيص المشكلة والإقرار بها! لأننا متى ما عرفنا نوع المشكلة سهل علينا إيجاد الطريقة المناسبة للتعامل معها. وللتغلب على هذه المشكلة يُحتاج إلى بعض التدريب.. وبعض الوقت.. وأنتما تملكان القرار للبدء.. وتملكان -بعون الله وتوفيقه- القدرة على ذلك.. ويجب أن تثقا بأنفسكما في هذا الجانب! أقترح عليكما.. أن تقسما مشاغلكما ومشكلاتكما إلى ثلاثة مستويات: المستوى الأول: مشاغل أو مشكلات تؤثر تأثيراً مباشراً في حياتكما الزوجية والاجتماعية بشكل كبير قد يؤدي إلى القطيعة.. فهذه يجب إعطاؤها حقها من التفكير الموضوعي.. وحسمها والتفاهم حولها.. وعدم تركها لتتراكم مع الوقت حتى يصعب التعامل معها. المستوى الثاني: مشاغل أو مشكلات تتساوى فيها الإيجابيات والسلبيات.. وأنتما في النهاية طرف فيها.. فهذه استخيرا الله فيها ولا بأس من التشاور حولها.. ومقارنة البدائل ثم اتخاذ ما ترونه حيالها.. مراعين في ذلك المسائل الشرعية والعرفية.. دون مبالغة في التحري والاهتمام. المستوى الثالث: مشاغل أو مشكلات لا تعنيكما بأي حال لأنها تتعلق بالآخرين.. وهذه من الأولى عدم الخوض فيها وإشغال النفس واستهلاك الوقت حولها.. لأنها ببساطة لا تعنيكما!! ولن يقدم فيها رأيكما أو يؤخر. سادساً: أمورنا وقضايانا الحياتية لا تخرج عن ثلاثة أقسام: أمور قد مضت وانقضت.. وهذه يجب أن لا ننشغل فيها كثيراً.. إلا بالقدر الذي يجعلنا نستفيد منها من أخطائنا وتجاربنا للمستقبل.. فالماضي لا يعود ولا داعي للانشغال بأمور قد ذهبت. أمور مستقبلية.. وهذه من الأولى أن لا ننشغل فيها كثيراً قبل أوانها.. لأن المستقبل في علم الغيب.. وكل ما علينا هنا هو أن نضع مجموعة من الخيارات لهذا الأمر.. وعندما يحين أوانه.. نتّكل على الله ونتخذ القرار. أمور حالية نعيشها.. وهذه هي التي نحاول أن نوازن فيها بين جميع البدائل المتاحة.. ولا بأس من التشاور حولها.. وتبادل الرأي دون مبالغة أو قلق كبير.. ففي النهاية ستسير الأمور كما نتمنى بإذن الله.. ومادمنا فعلنا الأسباب من استخارة واستشارة فإن الخيرة فيما اختاره الله. سابعاً: تعويد النفس على هذا الأمر يحتاج إلى تدريب، ويمكن أن تتفقي أنت وزوجك على أن تتعاونا في هذا الأمر ويذكر أحدكما بالآخر عندما يسرف على نفسه في الاهتمام بأي موضوع أكثر من اللازم، وشيئاً فشيئاً ستجدان أنفسكما وقد أصبحتما تتعاملان مع الأمور الحياتية بموضوعية كبيرة. ثامناً: وقبل هذا وبعده إحضار النية والدعاء الصادق بأن يوفقكما الله ويعينكما ويسدد خطاكما. تغريدات أسرية * كن بوالديك باراً، ولأخيك سنداً وعوناً، ولصديقك وفياً، ولجارك محسناً.. دنيا زائلة وكُلنا راحلون. * سامح.. صافح.. تجاوز.. لا تحقد.. لا تحسد.. لا تتبع عورات الناس.. دع ضوء القمر يصل إلى قلبك.. حتى يضيء فؤادك بنور الإيمان وطاعة الرحمن. * برودة الشتاء، وطولُ المساء، وهدوء السماء وحنين الذكريات، مشاعر لا حدود لها. * الحب تضحية وثبات.. وأعتقد لو ملكنا هذه المشاعر.. لغدونا أسعد الناس. * البرد يُمرضنا، الحر يؤذينا، الشمس تُحرقنا، الغبار يُتعبنا، الريح تُزعجنا، فما أجمل الجنة: لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً.