دراسة جديدة في مجلة أرشيفات الطب تقول إن هناك فجوة بين رغبة المرضى، ليعرفوا كل شيء عن الأخطاء الطبية وواقع الممارسة الطبية القائمة، وهناك القليل من المعلومات حول كيفية تعاطي الأطباء مع هذا الموضوع. وأجريت هذه الدراسة على 2637 جراحاً وطبيباً في الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا، وطرحت عليهم أسئلة عن كيفية إعلامهم لمرضاهم بالأخطاء الطبية التي يقعون فيها. وتتراوح هذه الأخطاء بين نسيان مقص أو إسفنجة في بطن المريض وقراءات خاطئة للمعلومات في ملف المريض أو الأجهزة المربوطة به أو حتى وصفة خاطئة. ووجدت الدراسة أن هناك تبايناً كبيراً بين الأطباء بالنسبة إلى المدى الذي يذهبونه في إخبار مرضاهم. وعندما يتعلق الأمر بكتابة وصفة خاطئة ذات جرعة أعلى من المطلوب، فإن 81 في المئة من الأطباء صرحوا بأنهم سيخبرون المريض بذلك حتماً. ولكن عندما يتعلق الأمر بخطأ أقل فداحة، يقول 50 في المئة منهم إن الأمر لا يستحق الذكر وهنا بيت القصيد فما هو فادح للمريض قد لا يكون كذلك في نظر الطبيب. ويقول الباحث الرئيس في هذه الدراسة إن الطبيب في هذه الحال يفكر في مدى الإفصاح الذي يقدمه لكي يتفهم المريض ذلك من دون إخافته أو إثارة قلقه. وتشير الدراسة إلى أن الجراحين أكثر ميلاً من الأطباء للاعتقاد أن الخطأ سيؤدي بهم إلى المحاكمة وأكثر ميلاً أيضاً للإفصاح عن هذه الأخطاء، ولكنهم يقدمون معلومات أقل ولا يستخدمون كلمة"خطأ"كثيراً. وأظهرت الدراسة أن 56 في المئة من عينة الدراسة، يفصحون عن ممارسة الخطأ على أنها"مشكلة"، بينما 42 في المئة منهم فقط يعترفون بأنها خطأ طبي. ويقول نصف الأطباء، إنهم يقدمون معلومات مفصّلة عن ماهية الخطأ، بينما 37 في المئة يقدمون معلومات جزئية، و 13 في المئة لا يفصحون عن شيء إلا إذا قام المريض بالسؤال. ومن جهة أخرى، فإن جميع الأطباء تقريباً أفادوا بأنهم يعتذرون للمريض، ولكن معظمهم يقدمها غير صريحة على شكل"آسف لما حدث"، وثلثهم تقريباً فقط يقول:"آسف لأنك تأذيت من هذا الخطأ". ويعتقد الأطباء من ناحيتهم، أن هناك خلطاً لدى بعض المرضى بين الأخطاء الطبية والمشكلات التي لا يمكن تجنبها خلال العلاج. وتخلص الدراسة إلى أن هناك تبايناً واسعاً في طريقة إعلام المرضى بأخطاء الأطباء، ويعتمد ذلك على فداحة الأمر وإحساس الطبيب بمسؤوليته، إضافة إلى مستوى التدريب الذي حصل عليه. الدكتور سمير زمو * استشاري طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر / عيادات ديرما جدة [email protected]