أدى انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء عدة لمدة 10 ساعات أمس إلى توقف العمل في بعض الإدارات الحكومية وصالات تداول الأسهم، كما تسبب في تعطل عدد من أجهزة الصراف الآلي ومحطات الوقود. وأمام هذا الموقف الصعب، ارتبكت حركة نقل المعلمات إلى مدارسهن، وحدث الشيء نفسه مع المعلمين القاطنين في المناطق النائية. وساد الارتباك في الأوساط الطلابية لتزامن الانقطاع مع اختبارات الفصل الدراسي الأول، وساور القلق البعض من احتمال تضرر المرضى المنومين في المستشفيات، خصوصاً من يعتمد علاجهم على الأجهزة الكهربائية، إضافة إلى القلق من أن يتسبب انقطاع الكهرباء عن الإشارات الضوئية في وقوع حوادث مرورية، لتزامنه مع ذروة خروج الطلاب والمعلمين إلى مدارسهم وكلياتهم وتوجه الموظفين إلى أعمالهم. وزاد من حدة القلق سريان إشاعات عن أن مشكلة كبيرة وقعت، قد تؤدي إلى تأخر عودة التيار الكهربائي. وأكد مصدر رسمي في إدارة التربية والتعليم في منطقة القصيم أن سير الاختبارات الطلابية في مدارس المنطقة كان طبيعياً، ولم يتسبب انقطاع التيار الكهربائي في تعطيل أي امتحان. وأوضح أن إدارته لم تتلق أي تقارير من المدارس تفيد بوجود مشكلات لديها أو اعتراضات أو غياب عن حضور الاختبارات. وأشار المصدر إلى أن الأجواء الربيعية التي تعيشها القصيم حالياً أسهمت في عدم حاجة المدارس إلى أجهزة التكييف البارد أو الحار، وأكد أن غالبية المدارس اعتمدت على الإضاءة الطبيعية، التي لم تمنع الطلاب من أداء اختباراتهم بكل يسر وسهولة، على حد قوله. فيما أكد مدير مرور منطقة القصيم أن الحركة المرورية سارت بشكل جيد، خصوصاً بعد أن تم تكثيف دوريات المرور في الشوارع والتقاطعات التي تعاني من اختناقات مرورية بسبب الزحام. كما أشار إلى أن إدارة المرور قامت بشكل عاجل بتشغيل المولدات الاحتياطية للتقاطعات المهمة في مدن ومحافظات المنطقة، ما أسهم في عدم وقوع أي حوادث فيها جراء انقطاع التيار الكهربائي. وطمأن المدير العام للشؤون الصحية في القصيم الدكتور هشام ناظرة أهالي المنطقة بأن عموم المرضى الموجودين في المستشفيات والمراكز الصحية في القصيم في صحة جيدة، مشيراً إلى أنه لم يسجل أي إخفاق في تشغيل المولدات الكهربائية الاحتياطية. وأوضح أن أقسام العناية المركزة ووحدات الغسيل الكلوي وجميع الأقسام التي تحتاج إلى الأجهزة الكهربائية لم تتأثر إطلاقاً بهذا الانقطاع بعد تحويلها الاوتوماتيكي السريع للبطاريات والمولدات الاحتياطية. وذكر أن جميع الأطباء والفنيين والمشرفين باشروا عملهم فور انقطاع التيار، للاطمئنان على صحة المرضى وعلى عملية تحويل التيار الأوتوماتيكي، موضحاً أن عملية الصيانة الدورية التي تطبقها الشؤون الصحية على جميع المولدات الاحتياطية أسهمت في عدم وقوع كارثة للمرضى المنومين. وقال عبدالرزاق العضياني، وهو من هجرة العلا، إنه لم يتمكن من الذهاب إلى عمله لفشله في تعبئة خزان سيارته بالوقود من محطة على الطريق. وقال إنه وقف بسيارته بالقرب من محطة الوقود لأكثر من10 ساعات مع الكثيرين غيره. وأشار عامل محطة وقود في مدينة بريدة إسماعيل خالد إلى أن الانقطاع المفاجئ للكهرباء سبب لهم حرجاً أمام زبائنهم وغالبيتهم من الطلاب. إلى ذلك، لجأ العاملون في مستشفى الصحة النفسية في حائل بعد انقطاع التيار الكهربائي إلى الاستعانة بأنوار السيارات والإسعاف التابع للمستشفى لإضاءة الأقسام الداخلية. وشهد مجمع الإدارات الحكومية في حائل توقفاً كاملاً طوال فترة انقطاع التيار، ولم يتمكن مراجعو الإدارات من انجاز معاملاتهم إلا بعد عودة التيار الكهربائي. وقال الطالب في الصف الثاني الثانوي في إحدى مدارس حائل أحمد ناصر الشمري 17عاماً:"اعتدت المذاكرة بعد صلاة الفجر، ولكني تفاجأت بانقطاع التيار الكهربائي ولم أتمكن من المذاكرة، خصوصاً أني أرجأت عدداً من المواضيع لمذاكرتها في الصباح". وأضاف:"لم تخل الأسئلة من المواضيع التي قرأتها على عجل بعد شروق الشمس، وأرجو أن أكون وفقت في الإجابة عنها". أما المعلم سعد العلي، فأكد أن انقطاع التيار تسبب في تأخير دخول الطلاب قاعات الاختبار في حائل لعشر دقائق، وقال:"اضطررنا لنقل الطلاب إلى الغرف التي تدخلها أشعة الشمس، خصوصاً أن المبنى مستأجر، وبعض الغرف لا تنفذ إليها أشعة الشمس". وأبدى فريح سعود العنزي استياءه من عدم التمكن من الاتصال بفرع شركة الكهرباء"الوسطى"لمعرفة أسباب انقطاع التيار، والمدة التي سيستغرقها، موضحاً أن رقم هاتف الطوارئ كان مشغولاً طوال الوقت. من جهته، أكد المدير العام للشؤون الصحية في منطقة حائل الدكتور سليمان المزيني، أن جميع مستشفيات المنطقة وفرت لها مولدات احتياطية، وعزا الارتباك الذي حدث في مستشفى الصحة النفسية إلى عدم قدرة العاملين على تشغيل المولد الاحتياطي. وأشار إلى أن عدداً من المستشفيات لجأ إلى تأجيل بعض الجراحات غير المستعجلة، حتى تتم إعادة التيار الكهربائي بصفة مستقرة والتأكد منها. وفيما يخص مجمع الإدارات الحكومية، أوضح مدير فرع وزارة المالية في منطقة حائل فارس التبيناوي أن وزارة المال سحبت في العام الماضي مولدين احتياطيين كانا في السابق من ضمن المولدات الاحتياطية الخاصة بالمجمع الحكومي، وأبقت على واحد لا يعمل. وأشار التبيناوي إلى أن العاملين في فرع وزارة المال التي تشرف على المجمع اتخذوا الاحتياطات اللازمة بعد انقطاع التيار"تم تشغيل البوابات الخارجية عبر بطاريات موقتة، وتم فصل الكهرباء عن المجمع لكي لا تتلف الأجهزة في حال إعادة التيار، إضافة إلى تشغيل عدد من الإدارات الحكومية بمولدات صغيرة تستخدم للإضائة فقط". من جهة أخرى، عممت مديرية المياه في منطقة حائل على عدد من الجهات الحكومية بياناً صادراً من المدير العام للمياه سليمان العميم، أكد فيه أن المديرية أوقفت محطة ضخ المياه عن مدينة حائل جزئياً خلال الفترة من 28/12/1426إلى 2/1/1427 لمدة ثماني ساعات يومياً، مشيراً إلى أن سبب التوقف يعود إلى تجهيز نظام نقل الطاقة abts من الشبكة العامة للكهرباء إلى المولدات الاحتياطية، تحسباً لأي انقطاع مفاجئ في الشبكة العامة للكهرباء. ... واعتذار وتوضيح من "الكهرباء" أوضحت الشركة السعودية للكهرباء أنه عند الساعة 5.56 من صباح أمس الأحد حصل عطل كهربائي فني على أحد خطوط الجهد الفائق 380 ك.ف، الواصل بين محطة التوليد الثامنة رقم 9002 في العريجاء في مدينة الرياض ومحطة التحويل المركزية بخف رقم 9006 مع تزامن خروج خط الجهد الفائق 380 ك.ف، الواصل بين محطة التحويل رقم 9009 في محطة التوليد التاسعة في شرق الرياض ومحطة تحويل المجمعة رقم 9011، ما أدى الى فصل كامل الأحمال منطقتي القصيموحائل وأحمال سدير والوشم والدوادمي بإجمالي بلغ 1.100 ميغا وات. وصرح نائب الرئيس للشؤون العامة وعلاقات المساهمين في الشركة عبدالسلام عبدالعزيز اليمني بأن الفرق الفنية المتخصصة قامت على الفور بعزل موقع العطل وتفعيل خطط إعادة الخدمة الكهربائية للمناطق المتأثرة من طريق تشغيل المولدات القائمة بمحطات التوليد في منطقتي القصيموحائل وتشغيل نظامي المنطقتين بصورة منفصلة لخدمة أحمالها فوراً، وإلى حين استكمال التشغيل الطبيعي لجميع مكونات النظام الكهربائي المترابط على الجهد 380 ك.ف، في المنطقة الوسطى. وأضاف اليمني انه"بتوفيق من الله، ثم بكفاءة أداء وسرعة وجود الفنيين في المحطات المتأثرة على رغم تباعدها تم البدء في إعادة الخدمة الكهربائية إلى مدينة حائل الساعة 6.35 صباحاً، ثم توالت إعادة الخدمة لبقية المواقع المتأثرة من الانقطاع على النحو الآتي: أولاً: شمال وغرب منطقة الرياض: 1 - محطة حوطة سدير رقم 8502 أعيدت أحمالها الساعة 8.03 صباحاً. 2 - محطة شقراء رقم 8500 أعيدت أحمالها الساعة 8.18 صباحاً. 3 - محطة المجمعة رقم 8501 أعيدت أحمالها الساعة 8.30 صباحاً. 4 - محطة الدوادمي رقم 8600 أعيدت أحمالها الساعة 9.27 صباحاً. 5 - محطتا الرفايع وعفيف رقم 8601 و8603 أعيدت أحمالها الساعة 13.38 بعد الظهر. ثانياً: منطقة القصيم: 1 - محطة الزلفي أعيدت أحمالها الساعة 7.58 صباحاً. 2 - مدينة بريدة أعيدت أحمالها الساعة 8.01 صباحاً. 3 - مدينة عنيزة أعيدت أحمالها الساعة 8.57 صباحاً. 4 - مدينة الرس أعيدت أحمالها الساعة 9.36 صباحاً. أما بقية أحمال منطقة القصيم فاستكملت إعادة الخدمة لها الساعة 10.38 صباحاً بعد توافر التوليد الكافي في محطة توليد القصيم. ثالثاً: منطقة حائل: تم البدء بإعادة الخدمة الكهربائية إلى مدينة حائل الساعة 6.35 صباحاً بعد تشغيل الوحدات المتاحة في محطة توليد حائل، إذ تمت تغذية 80 في المئة من أحمال مدينة حائل عند الساعة ال 9 صباحاً، واستكملت خدمة كامل أحمالها الساعة 9.15، واستكملت إعادة الخدمة إلى الأجهزة الشمالية من منطقة حائل الساعة 9.15 صباحاً، واستكملت إعادة الخدمة لكامل منطقة حائل الساعة 11.56 صباحاً، بعد ربط شبكة الجهد الفائق مع النظام الكهربائي المترابط. وطمأن نائب الرئيس للشؤون العامة وعلاقات المساهمين الجميع بأن الخدمة الكهربائية عادت للمناطق المتأثرة وبشكل طبيعي، كما قدم اليمني نيابة عن جميع منسوبي الشركة خالص الاعتذار والأسف للمشتركين المتأثرين من هذا الانقطاع الذي كان لأسباب فنية بحتة خارجة عن إرادة الشركة، ونقل تمنياتهم إلى أبنائهم الطلبة الذين يؤدون اختبارات منتصف العام الدراسي هذه الأيام بالنجاح والتوفيق. واختتم عبدالسلام اليمني تصريحه قائلاً :"إن الشركة بادرت على الفور كعادتها في مثل هذه الحالات بالعمل منذ الساعات الأولى من يوم أمس، لتحديد أسباب الانقطاع وآثاره ووضع الحلول العاجلة، لعدم تكراره مستقبلاً".