الدكتور راكان الحارثي احد الشباب السعودي المتمرس في مجال التجارة التسويقية من خلال شركته صلة للرياضة، استطاع أن يقدم احد اهم الخدمات لمنتخب بلاده، بعد رعايته للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الذي تنتظره اهم الاستحقاقات العالمية، المتمثلة في المشاركة في نهائيات كأس العالم في ألمانيا. الحارثي كشف عن جوانب عدة في خصخصة الأندية السعودية وتفعيل الجوانب الإعلامية للاتحاد السعودي لكرة القدم فإلى الحوار... هل تعتقد أنكم نجحتم في إقناع الشارع الرياضي والمسؤولين في الاتحاد السعودي من خلال هذه الرعاية بعد الدورة الدولية؟ - المنتخب السعودي لديه مهمة صعبة جداً في نهائيات كأس العالم المقبلة في ألمانيا، وهذا يتطلب ان تكون درجة الاستعداد عالية، من الناحية النفسية والمادية، التي هي النقطة الاهم في هذا التحضير، وشركتنا سعت إلى أن تستثمر في هذا المجال، من خلال عقد شراكه مع الاتحاد السعودي تمتد حتى عام 2007، وطموحنا ان نوفق في عقد اطول من ذلك في المستقبل القريب. التجارب السابقة لرعاية المنتخب السعودي فشلت، هل فكرت في هذا الجانب قبل التوقيع مع الاتحاد السعودي؟ - المهم لدي الآن هو دعم المنتخب السعودي وتوفير السيولة الكافية لتغطية جزء من مصاريف المنتخب السعودي، والمصاريف لا تغطي فقط من جانب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والشركات الراعية في المقابل تريد أن تسهم في هذا النجاح، وكذلك التسويق لمنتجاته، ولا بد للاتحاد السعودي من ان يتعاون مع هذه الشركات، وشركة صلة سهلت من خلال الاتحاد السعودي، وضع برنامج للشركات لكي تسوق برامجها ومنتجاتها من خلال المنتخب، في الوقت نفسه هناك برامج تمويل للمنتخب على مدى السنتين من الشركات. ولكن لم تجاوبني على خشية الفشل في هذا العقد؟ - الرياضة أصبحت صناعة، والسعودية لها تاريخ رياضي كبير بعد ان تأهلت أربع مرات متتالية الى نهائيات كأس العالم وفوزها ببطولة امم آسيا ثلاث مرات الى جانب الألقاب الاخرى، ولكن الذي لمسناه هو فقدان المسار الصحيح، وطالما توفر ذلك فان الشركات سترغب في الدعم لسبب بسيط هو ان كرة القدم في السعودية تمثل ما نسبته 95 في المئة من رغبات الشباب، ونحن لم نخش الفشل لأن تجربتنا تقوم على دراسة وافيه، وتعاونا مع مختصين في هذا المجال، والكل أسهم في ايجاد مناخ مناسب للشركات للاستثمار من خلال المنتخب السعودي، ووجود المنتخب السعودي في كأس العالم سيعمل توهجاً للشركات الراعية. الدورة الدولية التي أقيمت للمرة الأولى في الملاعب السعودية لم تحظ بالحضور الجماهيري، ألم يكن ذلك محرجاً لكم أمام الرعاة الذين تم استقطابهم من شركتكم؟ - نحن شركة مسوقة ومن خلال تجربتنا الرياضية فضلنا أن نعرض ولم نتدخل، فقط العرض، ونعرف ادارة المنتخب بالشركات التي نعمل معها في البلدان الأوروبية من دون التدخل في العقود، ونحن وضعنا عهداً على انفسنا بعدم التدخل في غير التسويق لأننا لا نريد ان نمثل الجانبين، ونحن هيأنا للشركة الكورية سكاي كوم وبالتعاون الممتاز مع الاتحاد السعودي الذي قدم عملاً جيداً، في ظل توجيهات رئيس الاتحاد الأمير سلطان بن فهد ونائبه الامير نواف بن فيصل، وكذلك الأمين العام للاتحاد فيصل عبدالهادي، والدورة نجحت فنياً، على رغم عدم الحضور الجيد من الجماهير، والشركة الكورية كانت تود مسبقاً اقامة ثلاث بطولة على غرار الدورة الماضية الا انها تأثرت بالحضور الجماهيري وان لمست تأثرها من ذلك التواضع في حضور المباريات، لكن عندما علموا أن سوء اختيار توقيت البطولة بسبب الاختبارات المدرسية، تسبب في انصراف الجماهير عن الوجود في استاد الامير فيصل بن فهد اقتنعوا بالأمر وأكدوا انهم سيعاودون التجربة من جديد خلال اقرب فرصة. أنت كرجل أعمال هل تعتقد ان الأندية السعودية بحاجة الى الخصخصة في الوقت الحالي؟ - أتمنى ذلك وأنا كما ذكرت سابقاً الرياضة أصبحت صناعة، وعندما يكون النادي مخصصاً فإن الأشخاص الذين سيديرون ذلك لا بد ان يكونوا حريصين على الاستثمار والتطوير بعكس الوقت الحالي الذي تتبع فيه الاندية لرعاية الشباب، والاندية تجد إعانات من أشخاص من أعضاء الشرف، وباعتقادي ان الاندية الصغيرة هي المستفيد الأول في هذا الجانب. ولو عرضك انت شخصياً هل توافق على الدخول في احد الاندية السعودية؟ - المهم الدراسة الوافية قبل الدخول وتعرض على مختصين في هذا المجال وليس لدينا كشركة راعية في مجال الرياضة النية في الدخول في الخصخصة الرياضية التي ستطور من رياضة مملكتنا الغالية. الأندية السعودية هل هي مستعدة للانفتاح على الخصخصة في الوقت الحاضر؟ - هذا قرار مسؤولين، والانفتاح على الخصخصة يجب ان يكون بشكل تدريجي وأنا أعتقد ان تكون البداية من اندية الدرجة الثانية ومن ثم اندية الدرجة الاولى حتى الوصول الى الاندية الكبيرة، وانا هنا اطرح اقترحاً على ان تكون الاندية مساهمة عامة ويتم طرحها في السوق مناصفة بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والشركات كما هو معمول به في أوروبا. كان لكم دور رائد في جلب اللاعبين الأجانب من خلال استقدام اللاعب البلغاري ستويشكوف الى النصر في البطولة الآسيوية لماذا توقفت تلك الانتدابات؟ - الشركة فتحت لها مكتباً في جنوبفرنسا وأصبحت تتعامل مع الاندية الأوروبية، ولدينا العديد من اللاعبين الذين يمثلون اندية الارسنال وتوتنهام الانجليزيين وغلطة سراي التركي ولاعبين اخرين، ونحن أمنيتنا ان نستثمر اللاعب السعودي ونصعد به للاحتراف في أوروبا وهذه الرؤية التي وضعناها في الشركة، وكل اهتمامنا منصب على هذا الجانب، وجلب اللاعب الأجنبي للدوري السعودي غير مجد مادياً، خصوصاً وان هذا الأمر يتطلب جهداً كبيراً. مستقبل"صلة"مع الاتحاد السعودي وتمديد فترة الرعاية كيف تراهما الآن؟ - يجب ان نتوكل على الله قبل كل شيء ونعمل وستحصل النتائج، والذي أراه اهتمام فوق العادة من المسؤولين في الاتحاد السعودي ولجنة المنتخبات وكذلك اللاعبين والإعلام الرياضي، سيؤدي الى تحقيق النتائج المرجوة في نهائيات كأس العالم ومستقبل شركة صلة مع المنتخب. تفاعل الإعلام الرياضي مع الدورة الدولية كيف تقومه بعد انتهاء البطولة؟ - التفاعل كان أكثر من رائع وأنا فوجئت بمستوى الاعلام الرياضي لدينا على رغم النقص او الاحترافية او التعامل الايجابي مع التكنولوجيا الحديثه، وأتمنى الارتقاء بالعمل الإعلام في الصحافة السعودية الى مستوى الاعلام الأوروبي من حيث سرعة نقل المعلومة. هل من كلمة أخيرة تختتم بها هذا الحوار؟ - الشكر لصحيفة"الحياة"على مساهمتها في تفعيل برامج الدورة الدولية من خلال التغطية المميزة، وأنا أود أن يكون التعاون اكبر في مقبل الايام لما فيه مصلحة الرياضة السعودية والمنتخب السعودي الذي نسعى ان يكون ظهوره مختلفاً في نهائيات كأس العالم في ألمانيا.