تقييم الجهة المشرفة على قطاع الرياضة والشباب وتنميته وتطويره في أي بلد يستوجب استعراض جوانب ثقافية واجتماعية متنوعة ، ومدى نجاحها في الرقي بفكر واهتمامات شباب وشابات الوطن من عدمه ، لكن تقييم أداء رعاية الشباب في المملكة على أرض الواقع ، ومن قبل وسائل الإعلام يتم في الغالب وفقا لتطويرها الرياضة من عدمه فقط . والحديث عن الرياضة يستوجب حدا أدنى من الموازنة بين كرة القدم وبين بقية الرياضات ، لكن الاهتمام في المملكة منصب على كرة القدم ، فخطأ بسيط للاعب في إحدى مباريات المنتخب يواجه بسيل من الانتقادات والتغطية الإعلامية والاهتمام الرسمي ، يفوق نقد الفشل في خطط إعداد الشباب السعودي وتأهيلهم للمنافسة على ميدالية ذهبية واحدة في الدورات الأولمبية . دعونا إذن نتحدث عن المنتخب السعودي لكرة القدم ، والذي تطور بصورة كبيرة من حيث المستوى والنتائج وتحقيق البطولات منذ بداية الثمانينات الميلادية حتى منتصف التسعينات ، وبعدها توقف التطور ، وإن استمر التأهل لكأس العالم ، مع العودة بهزائم مخجلة. في السنوات الأخيرة أصبح هناك تراجع ، وليس مجرد توقف عن التطور، وتوقف تحقيق البطولات والتأهل لكأس العالم ، كما تدنى كثيرا تصنيف المنتخب السعودي وفقا لتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم ، وأصبحنا خلف دول لا « تدفع « ربع ما يصرف على منتخبنا ولاعبيه ، ولا توازينا في حجم الاهتمام الإعلامي والشعبي بكرة القدم كمتنفس شبه وحيد للشباب . ويمكن تناول جوانب عديدة يستوجبها تطوير الرياضية السعودية ، لكنني سوف أتناول هنا أحد الجوانب هو التخصيص ، وأطرح سؤالا محددا للرئاسة العامة لرعاية الشباب هو : هل سيتم تخصيص الأندية الرياضية ، ومتى ؟ متمنياً أن يكون هناك تأريخ محدد ، لا أن تقول الرعاية « قريبا « ، حتى تستطيع الأندية بناء خططها وفقا لهذا التاريخ ، وحتى يستطيع الإعلام الرياضي المستقل الإشادة بالرعاية إن تحقق الوعد، أو لومها بنقد « غير محبب للنفس ! « إن تأخر تنفيذ الوعد . فقبل أكثر من عقد من الزمن صدرت إستراتيجية التخصيص في المملكة متضمنة قائمة بالمرافق والأنشطة المستهدفة بالتخصيص ومن بينها الأندية الرياضة . وقبل نحو أربع سنوات صدر الخبر التالي : ( بدأت الرئاسة العامة لرعاية الشباب الخطوات التنفيذية لخصخصة الأندية الرياضية السعودية انسجاما مع توجهات الدولة لخصخصة القطاع الرياضي .. وتم اعتماد تشكيل لجنة الخصخصة وتنمية الاستثمار في الأندية. وستنجز اللجنة نظام الاستثمار الرياضي الذي سيكون بيئة قانونية للاستثمار، بهدف إضفاء المزيد من العمل الاحترافي في مجال الخصخصة والاستثمار في الأندية الرياضية ) . واليوم يبقى السؤال هل سيتم تخصيص الأندية الرياضية ومتى، أم أننا سنبقى في أجواء الوعود والخطط التي لم تنفذ .. هذا إن وجدت أساسا هذه الخطط ؟ .