"يا الشيخ سيارة" "يا الحاج سيارة"، بهذه العبارة يستقبل "الكدادة" هذه الأيام الحجاج القادمين من المشاعر المقدسة جواً إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض. و"الكدادة"لفظ يطلق على سائقي سيارات الأجرة والحافلات، ومعظم من يذهبون من هؤلاء إلى المطار عاطلون عن العمل أو موظفون، لكن دخلهم الشهري قليل، ما يضطرهم إلى العمل في هذه المهنة. يتوافد"الكدادة"على المطار بكثرة في أيام المواسم، كأيام الحج أو في شهر رمضان، إذ يسافر الكثير من سكان الرياض لأداء العمرة. ويبقى معظم السائقين خارج صالات المطار، إلى أن يسمعوا الإعلان عن وصول رحلة داخلية، فيتسابقون في الوصول إلى الحاجز المقابل لصالة القدوم، وما أن يخرج المسافرون، حتى يبدأون في السلام عليهم وكأنهم أقرباؤهم، ثم يعرضون خدماتهم في إيصالهم إلى أي وجهة يريدون، الأمر الذي يسبب مضايقة بعض المسافرين وذويهم. ويعتبر أحد السائقين رفض ذكر اسمه أن عمله نظامي"أدفع أجرة مواقف السيارات في المطار، ريالين عن كل ساعة، وأنتظر أحياناً أكثر من ثماني ساعات لاصطياد مسافر". ويضيف أن كلفة إيصال المسافرين تختلف باختلاف المكان الذي يريد الزبون الذهاب إليه، وتتراوح بين 40 و90 ريالاً، مشيراً إلى عدم وجود عداد في سيارته. من جهتها، تجمع مصادر عاملة في المطار، على أهمية التخلص من هذه الظاهرة المزعجة، لكن أحد هذه المصادر قال ل"الحياة"إن من الصعب إخراج هؤلاء من المطار، لأن غالبيتهم يأتون في زي مدني لا يمكن تمييزه عن مستقبلي المسافرين، مشيراً إلى وجود شركات أجرة في المطار لاستقبال المسافرين، الذين لا تتوافر لهم سيارات في مواقف المطار، أو الذين لا يكون في استقبالهم أحد من ذويهم.