رفض مشاري العواد المعتمر القادم من الرياض إلى جدة عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي، الانصياع لأسعار التوصيلة التي طالبه بها أحد سائقي الليموزين، لتوصيله إلى مكةالمكرمة مقابل 300 ريال، معتبرا المبلغ المطلوب مبالغة مرفوضة، مؤكدا أنه ليس من المعقول أن يصل من الرياض عبر الطائرة بمبلغ 280 ريالا، فيما عليه أن يدفع مبلغا أعلى للانتقال من مدينة لأخرى. ولم يكن حال مشاري الوحيد في المطار، ممن باتت أعدادهم تتزايد رافضين الانصياع لمطالب السائقين، ومفضلين انتظار الكدادة الذين تقل أسعارهم بأكثر من النصف، الأمر الذي تسبب في صراع على الزبائن من قبل الكدادين من ناحية والسائقين المرخص لهم بالتواجد في المطار من ناحية أخرى. وفيما بات السؤال المطروح من معظم القادمين إلى جدة عبر البوابة الجوية، حول السر في غلاء أسعار التوصيلة سواء إلى داخل المدينة، ومن المسؤول عن وضع التسعيرة، تحفظ الكثير من سائقي الليموزين التجاوب مع «عكاظ» للحديث عن الجهة التي وضعت التسعيرة، زاعمين أن وزارة النقل هي من وضعت تلك التسعيرة، إلا أن تباين الأسعار بين سائق وآخر ربما كشفت قناعا آخر يحاول بعض السائقين ارتداؤه. وفيما ساد الغضب وجوه الكدادة وأصحاب الليموزينات، مطالبين «عكاظ» بعدم التدخل في شؤونهم، دعا الكثير من الركاب القادمين إلى وضع حد لما اعتبروه تصرفات فردية يحاول بعض السائقين فرضها عليهم، مطالبين بتدخل الجهات المختصة لتقنين الأمر. وأوضح مشاري العواد أنه يعاني كثيرا عند المجيء إلى جدة من ارتفاع أسعار الليموزين فليس من المعقول أن أذهب إلى مكة ب 300 ريال وربما تزيد في كثير من الأحيان، ما يضطرني للتأخير بحثا عن كدادة يتجولون في الجوار أو يقفون داخل المطار، ولكن المشكلة العظمى أن الكدادة يبالغون أيضا في الأسعار ويستغلون اضطرار الزوار للدفع لأجل الوصول إلى مقصدهم بدلا من البقاء داخل المطار. وبين أن المشوار على سبيل المثال إلى شارع حراء ب 50 ريالا، وداخل جدة ب 75 ريالا، وإذا أراد الراكب التوقف للبحث عن شقة فإنه مضطر في كل مرة توقف دفع 10 ريالات حتى يجد مكانا يسكن فيه. وأضاف مشاري: مطار الملك عبد العزيز يعاني منذ فترة طويلة من مشكلة ارتفاع أسعار الليموزينات، فقبل صعود الطائرة للسفر لجدة نقوم بالتنسيق مع أقربائنا لاستقبالنا بدلا من التوقف لساعات طويلة بحثا عن ليموزين بسعر مناسب، ولن نجد بل على العكس سنضطر للدفع بالمبلغ الذي يطرحه السائق. أما محمد حكمي القادم من جيزان استوقفناه لسؤاله عن رأيه في سيارات الأجرة القابعة أمام مطار الملك عبدالعزيز فتنهد وأفصح بأن معاناته دائمة معها، وارتفاع أسعارها، واستغرب بأن يكون سعر الليموزين 300 ريال للذهاب إلى مكةالمكرمة بالرغم من أن سعر مقعد الطائرة من جازان حتى جدة ب 200 ريال. وأضاف: أقف مع عائلتي ساعات طويلة من أجل البحث عن مركبة تقلنا إلى حيث نرغب، حتى أصبحنا نحسب حسابا لميزانية مغادرة المطار والذهاب إليه، مبينا أن التسعيرة العشوائية عند ليموزينات جدة تضطرنا للكدادة الذين لا يختلفون كثيرا عن الليموزينات مطالبا بضبط تسعيرات الليموزينات في جدة أو الاعتماد على العداد لإراحة الزوار وأصحاب الليموزينات، وإنهاء المعاناة قبل أن تتفاقم أكثر من ذلك. وتساءل الحكمي هل يعقل أن أدفع مبلغ 120 ريالا لمشواري وصولا إلى مشروع الأمير فواز؟ أما في صالة الرحلات الأجنبية الشمالية فإن الأمر يزداد سوءا، والأسعار مرتفعة أكثر، فعكاظ وبالسؤال عن قيمة التوصيلة من الصالة الشمالية إلى حي السلامة أجاب أحد السائقين 150 ريالا، وبإخطاره بأن المبلغ مبالغ فيه فأجاب هذه أسعارنا ولن تجد غير ذلك. سألته عكاظ: وأين الكدادة فربما تكون أسعارهم أقل من ذلك؟ أجاب: لا يوجد كدادة هنا ولا يستطيعون إركاب القادمين لأن المرور يقف لهم بالمرصاد ولو قاموا برصد مخالف فإن مركبته تتعرض للإيقاف وللغرامة، ولذلك لا يحضرون فالمرور منتشر في كل مكان. في اتجاه آخر وقف مسافر قادم من الإمارات برفقة عائلته، في انتظار سيارة ليموزين، سألناه عما إذا كانت هذه هي الزيارة الأولى له للمملكة فأجاب بأنها الثانية، مضيفا: سبق أن جئت لأداء العمرة، وركبت مع أحد السائقين الذي أخذ مني 800 ريال للمشوار حتى الحرم المكي، وأعتقد أن المبلغ كان مرتفعا ولكنني لا أتوقع أن يرفع السائقون علينا قيمة المشوار. أما محمد اليافعي القادم من الرياض برفقة زوجته فكشف أنه لا ينتظر أن يستغله أصحاب الليموزينات، فقبل أن يصل إلى مطار الملك عبدالعزيز فإنه يتحدث مع أقربائه لاستقباله لأنه يدرك مدى غلاء تسعيرة الليموزينات في مطار الملك عبدالعزيز. وأضاف محمد الزهراني بأن الأمر لا يقتصر فقط على أجرة المطار بل تعدى الأمر لأكثر من ذلك، فأصبحت الليموزينات ترصد السعر المرتفع لإيصال سكان جدة أو الزائرين لمبتغاهم بأسعار مرتفعة، وإذا لم يناسبك السعر فإنه يرحل دون رجعة. وقال: ليست هناك أسعار ثابتة أو عداد يرضي الجميع، بل الأسعار تخمينية مرتفعة يستغلون فيها الإجازات وازدحام جدة بالزوار فيضعون أسعارا مرتفعة للتكسب من ظهر الناس، وبصراحة نحن بحاجة لمعالجة الوضع المتأزم ووضع حلول عاجلة وعقوبات رادعة لسائقي الأجرة حتى يلتزموا بسعر محدد غير مبالغ فيه. مصدر في إدارة الطرق والنقل بمنطقة مكةالمكرمة أوضح أنهم سبق أن وضعوا التسعيرة منذ فترة طويلة، لكن الوضع في الوقت الحالي تغير تماما، ويفترض اعتماد أصحاب الليموزينات على العداد. وحول سؤالنا عن إمكانية تكوين لجان لضبط ارتفاع الأسعار أفاد المصدر بأن هناك لجان تشكل لضبط التسعيرات ونحن نتحمل المسؤولية والمراقبة مع إدارة مطار الملك عبدالعزيز ومرور منطقة مكةالمكرمة. وعلى الجانب الآخر أوضح المقدم زيد الحمزي مدير العلاقات العامة والإعلام في مرور جدة، أن الإدارة العامة للمرور ليس من شأنها متابعة تسعيرات الليموزينات بل إن عملها يرتكز على تنظيم حركة السير في جميع الصالات الجنوبية والشمالية وصالة الحج والعمرة ومنع أي تجاوزات للأنظمة المرورية في جميع الصالات وفي محيط الطرق المؤدية إليها.وعندما سألناه عن وجود بعض الليموزينات في صالة المغادرين يقومون بتنزيل الركاب وتحميل ركاب آخرين أفاد المقدم زيد الحمزي بأنه يسمح لأصحاب الليموزينات بنقل الركاب وإيصالهم إلى صالات مطار الملك عبدالعزيز فقط ولا يسمح لهم بنقل الركاب من الصالات إلى خارج المطار كون هذا النشاط مخصص لسيارات الأجرة والليموزينات المصرح لها فقط بنقل الركاب من المطار. واستطرد قائلا: يسمح للسيارات الخاصة بالوقوف لمدة 15 دقيقة فقط للوقوف لتنزيل أو استقبال أهلهم وذويهم وتحميل حقائب السفر أو إنزالها، وما زاد عن ذلك فإنه سيتعرض للمخالفة. أما السيارات الخاصة التي يستخدمها أصحابها كسيارات أجرة فإنها تتعرض للمخالفة وتطبيق النظام بحقها وهو حجز المركبة لمدة خمسة عشر يوما وغرامة مالية قدرها ثلاث مائة ريال كحد أدنى وتزداد العقوبة في حال تكرار المخالفة وتحجز في حجز مطار الملك عبدالعزيز. وأفاد مصدر في لجنة الأجرة بالغرفة التجارية بجدة بأن ارتفاع أسعار الليموزينات يعود كون سائقي المركبات سعوديين ولا يقبلون بأسعار قليلة. وأضاف المصدر بأن على الجهة الرقابية المسؤولة أن تقوم بدور الرقابة وتثبيت التسعيرة ووضع الحلول العاجلة بشأن ذلك، مبينا أنه من الواجب استلام شركة خاصة لديها متخصصون يعملون على راحة المسافر وتوفير عاملين لحمل الحقائب والاهتمام بالمسافر وترتيب سكنه منذ وصوله المطار إلى وصوله إلى المكان الذي يريد، وقال: يجب أن يعتمد (العداد) كحل وسط يرضي جميع الأطراف. تخصيص رحلات انتقد مصدر في لجنة الأجرة بالغرفة التجارية بجدة غياب حافلات لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة والمعتمرين بأسعار رمزية، متسائلا لماذا لا يكون هناك نظام رحلات، ويجب التعاون مع القطاع الخاص والوصول لاتفاقيات حول هذه الاحتياجات الضرورية، والمشكلة التي تواجه كل مسافر بدلا من السوق السوداء التي تحتكر ليموزينات المطار.