التحليق في الفضاء أيسر بكثير من الحصول على سيارة أجرة في المطار بسعر مناسب . ساعتان من الطيران استهلكها مواطن في رحلة داخلية انتهت في جدة لكن الرجل ظل يبحث عن سيارة توصله الى وجهته في جنوبجدة فاصطدم بمبالغات السائقين واخيرا سدد مبلغ 150 ريالا نظير الوصول الى بيته. لكن مسافرا ثانيا دفع ذات المبلغ الذي دفعه ثمنا لتذكرة الطائرة مقابل الوصول الى منزله ، ما يعني ان أجرة الطائرة تماثل قيمة مشوار من المطار الى مكة مثلا.. المستجير من الرمضاء بالنار المسافرون والمودعون يقولون ان ليموزين المطار يعمل بمزاجه ويفرض الاسعار دون رقيب او حسيب ما اضطرهم لى البحث عن الكدادة، الاقل سعر والاسهل تعاملا لكن واقع الحال يقول ان الباحث عن الكدادة في ظل المخاطر المعروفة كمن يستجير من الرمضاء بالنار . (عكاظ) تجولت في مطار الملك عبدالعزيز صباحا ومساء، واستقبلت القادمين إلى جدة في أكثر من رحلة.. واستمعت منهم عن معاناة حقيقية تواجه كل زائر أو سائح أو معتمر مواطنا كان أو من خارج الوطن . الأزمة كما يقول هؤلاء ارتفاع سعر أجرة الليموزين. الركاب لا يعرفون سببا موضوعيا لهذا الارتفاع الجنوني غير ربطه بجنون الرغبة في التربح والثراء السريع . «عكاظ» حاولت الاقتراب من عالم سائقي الليموزين في المطار لكنهم رفضوا عيون العدسة واعتذروا عن الحديث بل ان بعضهم حاول افتعال ازمة ومن تطوع بالحديث قال ان السائقين لا علاقة لهم بالتسعيرة وان ارادت الصحيفة الوصول الى الحقيقة فأمامها وزارة النقل صاحبة الشأن وصاحبة الحل والربط كما يقول بعضهم. مساومات وسمسرة وشروط ضيف الله الحربي وصل الى مطار جدة على متن رحلة الرياض قال: ارتفاع اجرة ليموزين المطار ليس وليد اليوم بل من فترة طويلة ،لا نعرف سببا لهذه المغالاة ، كل مرة أصل فيها الى المطار أواجه ذات المشكلة . يضيف إبراهيم المالكي احد ركاب رحلة جازان.. الإشكالية ليست في تسعيرة الليموزين المرتفعة.. بل في الجشع الذي يواجهه الراكب من السائقين الذين يفرضون مبالغ إضافية على الراكب مقابل توصيله ومساعدته في البحث عن شقة مفروشة حيث يحصل السائق على 10 ريال اضافي نظير الوقوف أمام كل شقة مفروشة . ويقول راكب ثالث انه اضطر لدفع مبلغ 120 ريالا في رحلة من المطار الى مشروع الامير فواز، لكن محمد صالح الذي وصل من الدمام الى مطار جدة برفقة عائلته أمامه خيار واحد لا بديل له دفع مبلع 300 ريال لمشوار الحرم المكي الشريف. أطول من ساعات الطيران الشاب السوداني المقيم أحمد عبد النور وصل الى مطار الملك عبد العزيز برفقة والده وعائلته واخوته الصغار من السودان واستهلك زمنا طويلا في المطار بحثا عن سيارة اجرة بسعر مناسب .. قال إن الرحلة من الخرطوم الى جدة لا تزيد على ساعة ونصف الساعة فيما استغرقت عملية البحث عن سيارة اجرة نحو 3 ساعات. غير ان المواطن محمد اليافعي القادم من الرياض برفقة زوجته فقد احتاط للأمر ونسق مع اقاربه لاستقباله في المطار . (عكاظ) سألت مدير عام إدارة الطرق والنقل بمنطقة مكةالمكرمة المهندس مفرح الزهراني عن تضارب الأسعار فأفاد انها محددة وموضوعة منذ زمن طويل والوضع الحالي في المطار وكافة سيارات الاجرة تعمل الان بنظام العداد منعا للاستغلال والمغالاة ، وهناك لجنة مختصة اجرت دراسات مؤخرا لتحديد قيمة الاجرة وضبط الاسعار. في هذ الشأن ذكر مدير العلاقات العامة المقدم زيد محمد الحمزي أن الإدارة العامة للمرور ليس من شأنها متابعة تسعيرات الليموزينات بل إن عملها يرتكز على تنظيم حركة السير في جميع الصالات الجنوبية والشمالية وصالة الحج والعمرة ومنع أي تجاوزات للأنظمة المرورية في جميع الصالات وفي محيط الطرق المؤدية إليها.. ربع ساعة انتظار (عكاظ) سالت الحمزي عن بعض الليموزينات في صالة المغادرة تقوم بتنزيل الركاب وتحميل آخرين فأفاد بأنه يسمح لأصحاب الليموزينات بنقل الركاب وإيصالهم إلى صالات مطار الملك عبد العزيز، ولايسمح لهم بنقل الركاب من الصالات الى خارج المطار كون النشاط مخصصا لسيارات الأجرة والليموزين المصرح لها. واستطرد قائلا: يسمح للسيارات الخاصة بالوقوف لمدة 15 دقيقة فقط للوقوف لتنزيل أو استقبال أهلهم وذويهم وتحميل شنط السفر أو انزالها وما زاد على ذلك فإنه سيتعرض للمخالفة .. أما السيارات الخاصة التي يستخدمها أصحابها كسيارات أجرة فإنها ستتعرض للمخالفة وتطبيق النظام بحقها وهو حجز المركبة لمدة خمسة عشر يوما (15) يوما وغرامة مالية قدرها ثلاث مائة ريال (300) ريال كحد أدنى وتزداد العقوبة في حال تكرار المخالفة وتحجز بحجز مطار الملك عبد العزيز. واستطرد: إن عدد المخالفات التي تم ضبطها من قبل إدارة المرور بمطار الملك عبد العزيز خلال الفترة من 1/1/1433ه إلى 30/7/1433ه تقدر ب (8003) مخالفة مرورية منها (4288) مخالفة تحميل ركاب وعدد (4288) مركبة تم حجزها وعدد (3715) مخالفات أخرى. لا يقبلون بالقليل على الجانب الآخر تحدثت (عكاظ) مع رئيس لجنة الأجرة في الغرفة التجارية محمد بجاد آل وهطان وسألته عن أسباب ارتفاع التسعيرة فأفاد بأن ذلك يعود الى سائقي الليموزينات (سعوديون ولا يقبلون بأسعار قليلة). وأفاد بأنهم اجتمعوا مع وزارة النقل وإدارة مطار الملك عبد العزيز قبل ثلاثة أشهر واقترح عليهم وضع آلية وخطط لمعالجة الكثير من المشاكل، مثل تسليم المهمة لشركة متخصصة توفر الحمالين والعربات والاهتمام بالمسافر بعد وصوله وقبل مغادرته، واضاف آل وهطان ان الجهات المختصة لم ترد حتى الآن على المقترح.