بالرغم من سعودة وظائف تاكسي الأجرة في المطارات السعودية، كمهام خاصة بالسعوديين من دون غيرهم، إلا أن عدداً من سائقي التاكسي الأجانب يرون القرار نوعاً من العنصرية تجاههم. ويلاحظ الزائر لمطار الملك عبدالعزيز في جدة مظاهر تدل على عدم التنظيم الإداري، ففي مدخل المطار ينتشر سائقون سعوديون لا يملكون سيارات أجرة بل سيارت خصوصية، ولكن الاهتمام بسعودة الوظائف لم يمنع السعوديين من استغلال السوق، ما خلق سوقاً سوداء في داخل المطارات السعودية، عبر وضع تسعيرات باهضة تصل إلى 120 ريالاً لإيصال العميل مثلاً من المطار إلى النادي الأهلي السعودي في شارع التحلية، وهو ما يدفع المواطن للبحث عن سعر أرخص، في ظل احتكار اتفاق أصحاب أجرة المطار لهذا السوق، وأثناء هذا التجول للواصلين من السفر للبحث عن سعرٍ منافس يكتشف العميل أن هناك ما يشبه الاتفاق الجماعي على الأسعار الباهضة، والتي لا تقل في نفس المهمة عن 80 ريالاً للسوق السوداء التي صنعها أصحاب السيارات الخصوصية. ولا يخلو المطار من المشاهد والمفارقات لهؤلاء السائقين المعروفين بالعامية الدارجة ب «الكدادة»، فعند محاولة سائق غير سعودي جلب أحد المسافرين للمطار، أو استقبال أحدهم، يتطور الموقف ليصل إلى نوع من الاعتداء اللفظي، والذي يتطور إلى التشابك بالأيدي. وتشهد ساحة وصول المسافرين إلى المطار تنافساً محموماً بين سائقي التاكسي للظفر بإيصال أحدهم، وهم متفقون فيما بينهم بعقدٍ غير مكتوب على طريقةٍ تقسم المدينة، فبعض السائقين قد حدد سلفاً جهة إيصال الزبون إلى جنوبالمدينة، وآخرون في الأحياء الشمالية. وأوضح ماجد الغامدي ل «الحياة» ،أن كل تلك الممارسات تتم بحماية إدارة المطار، والتي قررت سعودة المهام، ما سبب تكرار المشكلات بين السائقين السعوديين والأجانب، مشيراً إلى أن تلك الممارسات تمثل نوعاً من الجشع والاستغلال الاحتكاري للمسافرين، وتشوه سمعة المواطن السعودي، وهو ما يراه مختلفاً قطعاً عن بعض المظاهر الإيجابية عند موظفي المطارات السعوديين، «وخاصة أن أي مطار في العالم يمثل نافذةً دولية تعبر عن طبيعة الشعوب». وأضاف: « لا تكتمل شروط الخدمة الصحيحة لمشروع سيارات أجرة المطارات في أغلب مناطق السعودية من حيث الاهتمام بالضوابط التجارية «تشغيل العداد الإلكتروني» الحاسب للكيلومترات، والذي من خلاله يتم احتساب الكلفة «أوتوماتيكياً». غير أن «الكدادة» وهم مبتكرو السوق السوداء في المطار، يستطيعون بجدارة تحويل مظهر البرستيج الذي يحيطون به زبونهم المسافر من خلال حمل أمتعته، وتمهيد الطريق أمامه وسط الزحام، إلى مشهدٍ كوميدي حينما تكون المفاجأة أن الزبون سيستقل سيارة متهالكة تكسر مظاهر الفخامة الأولى، إلى درجةٍ توحي لبعضهم عند رؤية السيارة أنها لا تستطيع إكمال نصف الطريق من دون عطبٍ يجبرها على التوقف.