غالباً ما توصف المراة بأنها كائن ضعيف وبأن دموعها سلاحها الذي لا يقهر. بيد ان سعوديات أردن ان يثبتن عكس ذلك. فاتجهن إلى أقسى أنواع الرياضات مثل الكاراتيه والتايكوندو وأتقنّها ولم يكتفن بذلك، بل تحولن الى مدربات يتبنين تعليم نظيراتهن فنون اللعبة ومتطلباتها. وإذا كان سعي المرأة السعودية إلى أن تفرض نفسها في المجالات الحياتية كافة الذي بدا لافتاً خلال السنوات الماضية، إلا ان فنون الدفاع عن النفس وتعلمها وإتقانها لم تكن في الحسبان، لا سيما لمعشر الرجال، ما قد يشكل تهديداً مباشراً لهم. فهذه السعودية رفيف بادغيش لم تكتف بحصولها على الحزام الاخضر فهي تحلم بالحصول على الحزام الاسود في لعبة الكاراتيه، لكنها على رغم ذلك حولت الصالة الخاصة في منزلها الى قاعدة تقدم فيه دروساً لأطفال سعوديين وعرب وأجانب في هذه الرياضة. راجع ص 6. ورفيف التي بدأت في اكتساب مهارات الكاراتيه منذ كانت صغيرة، وطورتها عندما كانت تدرس في الخارج، لم تجد ما يحول دون استمرارها في التدرب، مع الحفاظ على قيم مجتمعها وعاداته. فهي تلعب الكاراتيه بلباس فضفاض وحجاب أبيضين لا يعوقان خفة حركتها، ولا يقللان من قدرتها على تسديد الضربات في سرعة. وتعتز بما حققته من تدريب، وتعبر عن ذلك بقولها:"زادت ثقتي في نفسي، وأصبحت قادرة على الدفاع عن نفسي في أي مكان. لكن رفيف ليست وحيدة في السعودية، بل هناك كثيرات يمارسن ألعاباً رياضية تتطلب كثيراً من المهارة، وبينهن هيفاء التي تلعب التايكوندو ونالت الحزام الأسود. وهي أيضاً لا تتوانى عن تعليم الأخريات ما تعرفه من فنون القتال. فالفتاتان السعوديتان تعيشان في مدينتين مختلفتين الخبر والرياض، ولا تربط بينهما أي علاقة، سوى أنهما نموذجان لفتيات سعوديات، قررن أن يتعلمن فنون الدفاع عن النفس. وهما بالطبع لن تترددا إذا ما عاكسهما أحد في أن تلقناه درساً ينسيه كل ما تعلمه من فنون"المعاكسة"وقد تكون ايضاً تلك الرياضة سلاحاً تستخدمه المرأة عوضاً عن دموعها.