لم تعد الرياضات العنيفة مثل الكاراتيه والجودو والتايكوندو، وغيرها من مهارات الدفاع عن النفس حكراً على الرجال؛ إذ باتت تمارسها بعض الفتيات السعوديات، عبر تدربهن عليها في جلسات خاصة تجمعهن مع مدربات متخصصات، البعض يعللن اختيارهن لهذه الرياضات باكتساب اللياقة البدنية، والرغبة في التمكن من الدفاع عن النفس، بينما يمارسها البعض الآخر لمواجهة التحرش. الهنوف الهاجري، إحدى الفتيات الممارسات لرياضة الجودو، والحاصلة على الحزام الأسود بها، تقول "غياب القوانين الصارمة في العديد من الدول والتي تحد من انتشار التحرش كان الدافع لانضمامي للتدرب على رياضة الجودو والكاراتيه ليكونا وسيلة ذاتية لحمايتي في أي مكان". وتضيف أن "اختياري لهذه الرياضة ليس فيه أي شيء معيب، فهي كغيرها من الرياضات، ولا تغير من خصائص المرأة إذا مورست بشكل معتدل"، مستغربة من عدم اعتمادها في الأندية النسائية. من جانبها، تقول منيرة الحنبلي (مديرة نادي نسائي): "لا أرى في رياضة الكاراتيه والجودو وشبيهاتها أي ضرر على الفتاة في حال طوعت بما يتناسب مع هيكلها الناعم، فنحن بحاجة إلى فتيات يمتلكن الثقة في التصدي والدفاع عن أنفسهن من خطر التحرش الجسدي وحتى اللفظي، إضافة إلى ما تضيفه تلك الرياضات للفتاة من شعور بالقوة والثقة، حتى ولو أنها تعلمتها فقط للتسلية دون تطبيقها". وتأسفت الحنبلي من الموقف المعارض لهذه الرياضة، وتقول "في أغلب الأندية النسائية في بلادنا لا توجد ممارسة فعلية لها، ولا تقبل الإدارات إدراجها مع الرياضات الأخرى، لذلك نلجأ إلى تعليمها لمن ترغب من خلال جلسات خاصة". تقول مدربة سعودية لرياضة الجودو -رفضت ذكر اسمها- "تعلمت الكاراتيه في إحدى الدول الخليجية ، وحصلت الحزام الأسود، وأقوم حاليا بتدريب 48 فتاة على رياضة الجودو، وأسعى لزيادة هذا العدد كل عام حتى تنقضي ثقافة العيب"، مشيرة إلى أن عدم اعتماد هذه الرياضة في معظم النوادي النسائية اضطرها إلى التدريب عليها خارج المملكة. وتضيف أن "هذه الرياضة منحتها الثقة بالنفس، والقدرة على التعاملات مع كل الفئات، وقللت من الهواجس التي كانت تنتابها في الأماكن العامة". من جانبها، تؤكد المستشارة النفسية الدكتورة سحر رجب أن "رياضات الدفاع عن النفس تمنح الفتيات الثقة بالنفس، ومن المهم أن يتقنها، وبعض الحالات تأتيني للعيادة شاكية من التحرش، وبالعلاج النفسي تستعيد ثقتها بنفسها"، مشيرة إلى أن هذه الرياضات تمنحهن الثقة والقوة والقدرة على مواجهة هذه المواقف". وطالبت رجب باعتماد رياضات الدفاع عن النفس في النوادي النسائية، وقالت "أتمنى فعلا أن تفتح النوادي هذا الباب على مصراعيه، وأن تشجع الجهات المختصة الفتيات على هذه الرياضة التي تقي من خطر التحرش". من جانب آخر، عارضت أخصائية التغذية نورة العطوي هذه الرياضة، وقالت "لا أرى لهذا النوع من الرياضة فائدة للفتاة، وذلك لما تتطلبه من حركات تحتاج في الغالب إلى بنية قوية وتحمل، وهذا يتنافى مع طبيعة المرأة الأنثوية، التي تتسم بالرقة والنعومة، وإن كانت تريد هذه الرياضة لتحمي نفسها فطرق الحماية كثيرة ومتعددة". وتشاركها الرأي الأخصائية حصة عبدالكريم التي تقول إن "ممارسة الرياضة للفتيات أمر مهم وضروري، ولا سيما في ظل تزايد الأمراض مثل السمنة والضغط، أما رياضة الكاراتيه والجودو والتايكوندو فلا تناسب المرأة، وقد تغير من طبيعة تكوينها الجسدي".