تحول شارع حمادة بن إسحاق في حي الروضة شرق الرياض إلى مزار للأهالي وأبناء مدينة الرياض، بعد انتهاء اليوم الأول من المداهمة التي لقي فيها المطلوب الأول في قائمة ال36 يونس محمد إبراهيم الحياري مصرعه والقبض على ثلاثة آخرين. وأصبح موقع الحدث المنزل الذي كان حديث أهالي الرياض خصوصاً والمملكة عموماً، على رغم انتهاء الإجراء الأمني الذي اتخذ فيه في فترة وجيزة من دون خسائر مادية أو بشرية مزاراً لأعداد كبيرة، توافدت منذ ظهر أول من أمس، تحاول التعرف على المكان الذي تخفى فيه أحد أخطر المطلوبين أمنياً، والتخيل والسؤال عن الأحداث التي دارت أول من أمس، وكيفية وقوعها، غير أن علامات الدهشة والاستغراب كانت أكبر على ساكني الحي أنفسهم الذين التقتهم"الحياة". وقال أحمد الضويلع على رغم من معرفتي الكثير من ساكني الحي منذ سبعة اشهر، إلا أنني لم أكن على اتصال مع عبدالعزيز الوهيبي والد أسامة، الذي أخفى المطلوب الحياري، كما لم أر ابنه المقبوض عليه أسامة خلال لقائي الكثير من ساكني الحي كباراً وشباباً أثناء تأدية الصلوات في المسجد. وروى أحد سكان الحي، أن أبو سليمان الوهيبي البالغ من العمر 60 عاماً استأجر المنزل موقع الحدث منذ عامين، بعد أن عُرض لفترة طويلة للبيع، مشيراً إلى انه كان حسن السيرة وذا خلق ودين، وتميز بعلاقات طيبة مع من حوله من الجيران، واتصاله مع جيرانه غالباً ما يكون أثناء تأدية الصلوات في مسجد الحي. وأضاف:"لم أزره في منزله على رغم مجاورتي له، وكان دعاني في مناسبة أقامها قبل نحو ثلاثة أسابيع، ولم أتمكن من حضورها"، وأيضاً قلل من توطيد علاقتنا على رغم تجاورنا وجوده الدائم خارج منزله والرياض أحياناً، وذلك لذهابه باستمرار إلى قطيع من الإبل يمتلكه، ومزرعة خاصة في رياض الخبراء في منطقة القصيم، التي يقضي فيها إجازته حالياً منذ أسبوعين برفقة عائلته. ويعلق احد الشبان الساكنين في الحي على الحدث:"أشاهد أسامة أحياناً في المسجد، وكذلك أثناء خروجه من المنزل، لكن ليس لي اتصال معه"، وقال منذ سفر الوهيبي وعائلته إلى القصيم الذي لم نعلم عنه شيئاً إلا بعد اتصال الأهل واتضاح الأمر، ولم أشاهده كثيراً"لكن لاحظت انه كان يحرص على بقاء سيارته من نوع"تيرسل"في فناء المنزل بصفة مستمرة بعد سفر أهله من أسبوعين". ويشير عبدالله محمد - احد المارة - في مكان الحدث أمس،"أتيت لمشاهدة المنزل الذي يقع داخل نطاق الحي الذي اسكنه على رغم بعده من منزلي، وذلك كون الحدث أول عملية أمنية تحدث لمواجهة مطلوبين أمنيين في أحياء الروضة". ويتابع شعرت أثناء نظري إلى المنزل الذي قبض فيه على اخطر المطلوبين في القائمة الجديدة المعلنة من وزارة الداخلية بارتياح كبير لانجازه بأقل الخسائر،"هذا مبعث اطمئنان لنا كساكنين في الروضة التي تضم أحياء كثيرة داخل نطاقها".