البكاء على اللبن المسكوب لا ينفع ولا يفيد النصراويين الذين خرجوا هذا الموسم خاليي الوفاض، وكعادتهم مكللين بالنتائج التاريخية والقياسية، لينضم هذا الموسم الى السنين الصفراء العجاف التي قاربت العقد من الزمان، حيث ان ما مر به هذا الموسم يعد"كلاكيت"للمواسم الثمانية الماضية ونسخة بالكربون منها. المقربون من اروقة"الاصفر"يدركون ويعلمون ان فريقهم غير مهيأ نهائياً للبطولات او حتى المنافسة عليها، وانه معرض الانهيار في أي وقتن وهو ما حدث امام الاتحاد في انطلاق لقاءات المربع الذهبي التي خسرها بنتيجة كبيرة سداسية نظيفة. الحلول لمشكلة"الاصفر"لا بد من ان تكون من اشخاص قريبين منه، ولعل ما تحدث به قائده السابق ماجد عبدالله هو الخطوة الاولى في الاتجاه أوالمسار الصحيح لعودة فارس نجد، إذ تطرق المهاجم الافضل في الكرة السعودية إلى مواضيع يغض الطرف عنها صناع القرار في النصر كثيراً، وهي تسريح الغالبية من لاعبي الفريق، واوضح:"اعتقد ان اللاعب اذا امضى اكثر من ثلاث سنوات مع فريقه من دون ان يضيف له وللفريق ويتطور مستواه فإنه لا بد من ابعاده واتاحة الفرصة لعناصر اخرى وذلك لاختلاف الطموح والقتالية". ولعل مهاجم آسيا الأول رمى من خلال حديثه بالكرة في مرمى اللاعبين وحملهم مسؤولية ما يعصف بالنصر على رغم تنبهه لموضوع الادارة إذ طالبها بالرحيل، ولكن تركيز ماجد عبدالله على موضوع اللاعبين، يرى الغالبية من عشاق"الاصفر"ان كلامه في محله، إذ ان لاعبي النصر على رغم انهم يلعبون في احد الاندية التي تعد من افضل الاندية في المنطقة الا انهم الاقل من الناحية الفنية مقارنة بالهلال والاتحاد والاهلي والشباب وحتى الاتفاق والقادسية، وذلك لان لاعبي النصر انهزاميون ويؤثرون في أي لاعب صاعد، كما حدث مع يزيد والبيشي وتميم، والحارثي سعد في الطريق إذ استمرت الحال كما هي عليه. النقاد والخبراء تنبأوا للنصر بعد الوصول إلى المربع الذهبي، وذلك بعد الظروف التي مرت به في نهاية الموسم، بهروب ومساومة بعض لاعبيه. ووسط التغييرات المتوقع حدوثها في الفارس بتولي الرئاسة اشخاص جدد تفتحت آفاق واسعة لمحبيه وعشاقه واطلقوا العنان لاحلامهم وتطلعاتهم بعودة الهيبة إلى نصرهم التي فقدها لما يربو عن عشرة مواسم، وتحديداً منذ اعتزال اسطورته ماجد عبدالله 1998 لتظهر مع هذه التطلعات تساؤلات عدة: هل بالفعل سيكون هناك رئيس جديد للنصر ام انها مجرد مناورة مثل كل موسم لامتصاص الغضب الجماهيري؟ وهل سيشع اللون الاصفر في الموسم المقبل ام ستستمر خيبة الامل الصفراء؟ وهل وهل وهل، اسئلة يضيق بها الافق تدور في خلج ومخيلة كل مشجع نصراوي يرى ويعيش ما يمر به النصر ذلك الكيان الكبير الذي كان.