لن أعلق كثيرا على تصريح الأمير وليد بن بدر الأخير تحت عنوان (الفوز على الهلال أو الرحيل) لأن كرة القدم علم (غير منطقي) ونتائج المباريات لا تخرج عن الاحتمالات الثلاثة الفوز أو التعادل أو الخسارة، لكن سأتحدث عن الوضع الفني للفريق الأصفر الذي (يسير) بشكل متواضع فلم تنفع المعسكرات التدريبية ولا التغييرات الإدارية والفنية والعناصرية في إعادة الماضي الجميل رغم توافر المال الذي تجاوز (المئة) مليون ريال. لقد ردد متصدرو المشهد الإعلامي النصراوي أن الفريق الأصفر لا يمكن أن يتطور ويعود لسابق عهده وهو يضم عددا من الإداريين أصحاب (الفكر) الضعيف رغم أن النصر أكثر الأندية (استبدالا) للأجهزة الفنية والإدارية وجميعهم عجزوا في (حل اللغز) الذي (حير) كل خبراء الكرة الذين لم يجدوا تبريرا واحدا مقنعاً لماذا اللاعبون يتدهور مستواهم ويصل للحضيض عندما يكونون ضمن القائمة الصفراء ثم يتألقون لحظة خروجهم والأمثلة كثيرة في هذا الجانب. إن تواصل مسلسل الهزائم النصرواية المقرونة بالمستويات المخجلة بعد معسكر الدوحة الناجح وقبله يؤكد أن إدارة الأمير فيصل بن تركي لم تضع يدها على (الجرح) الذي ينزف بغزارة وهو ما يوضحه توالي فقدان النقاط ليستمر الضياع من عام لآخر من دون أن يكون هناك بصيص أمل لعشاق العالمي بأن يشاهدوا فريقهم (يتعافي) حتى لو مؤقتا فهل أصبح النصر بهذه الحالة المتردية جزء من أرشيف القرن الماضي حيث كان الظهور في المحفل العالمي الحضور الأخير للأصفر في عالم الأمجاد. كل العاشقين للنصر والمتعاطفين معه من غير النصراويين أصبحوا يقولون إن لا علاج للمرض المزمن الذي يعاني منه فارس نجد الذي تحول لفريسة للفرق الصغيرة والكبيرة فدخلوا في حالة من (اليأس) العميق مرددين، إن النصر (جنازة تنتظر الدفن) وراحوا يكشفون تطلعاتهم بأن يغيب الفريق الأصفر عن دوري الأبطال للمسارعة في إنهاء الموسم الرياضي للتخفيف من المعاناة اليومية التي يتعرض لها جمهوره الوفي والصابر. ماجد زمان ميسي اليوم يقول مدرب برشلونة إن الجماهير العاشقة لفنون كرة القدم الساحرة تحب الفريق الكاتولني لإعجابها بالأهداف والمراوغات التي يقدمها قائد منتخب الأرجنتين ليونيل ميسي على أرض الملعب وأن هذه المستويات الباهرة ساعدت في زيادة جماهير البرشا في كل أنحاء المعمورة وهو يجعلنا نفتخر به والكلام للمدرب الأسباني الذي سجل نجاحات غير مسبوقة من دون أن ننسى أن برشلونة له معجبون قبل انضمام ميسي له. قصة ميسي الخرافية في الملاعب الأسبانية والأوروبية والعالمية سبق وأن عاصرناها مع كبير هدافي الكرة السعودية النجم ماجد أحمد عبد الله الذي انضم للنصر وهو يملك قاعدة جماهيرية (ممتازة) لكن التألق الماجدي المقرون بالأخلاق الرائعة ساهم وبشكل كبير في زيادة محبي الفريق الأصفر داخليا وخارجيا حتى أصبح اسم النصر والمنتخب مرتبط كثيرا باسم ماجد صاحب الدور المؤثر والأهداف الحاسمة للكثير من المناسبات الرياضية ولسنوات طويلة. ماجد وميسي وجهان لعملة واحدة الفن والمهارة والأخلاق، وعندما تجتمع هذه الخصال الحميدة فإن النجم يصبح صاحب (كاريزما) مقبولة فيتعلق به محبو كرة القدم ومن هنا فلم يقدم مدرب برشلونة ما هو جديد وقال ما يقوله كل المتابعين الرياضيين، لكن الفارق الوحيد والواضح في مسيرة ماجد وميسي أن أبا عبد الله كان يهاجم يومياً في الصحافة المحلية من دون (ذنب) ليصل لتلويث دمه ليلة مواجهة منتخب الكويت في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994 وهو ما أكده ماجد مع الزميل داوود الشريان في الثانية ظهراً. وأخيرا أقول شكرا لماجد عبد الله الذي (علق حذاءه) للأبد عام 1998 م فلم يبخل جوهرة العرب وهو عنوان موضوعه في المناهج الدراسية طوال مسيرته الكروية بتقديم كل ما يملكه من مهارات فهز قلوب الخصوم قبل شباكهم وشكرا (للمعجزة) ميسي على إبداعه الرهيب والعجيب غير المسبوق مع برشلونة والأمل أن ينتقل هذا التألق مع الأرجنتين حتى يقارن بماردونا مثل ما قال المهاجم كلاديو كانيجيا أن ميسي لن يكون معشوق الجماهير الأرجنتينية حتى يحقق ما حققه مارادونا الذي جلب كأس العالم وكان القائد (الملهم) لمنتخب التانجو. إلى اللقاء يوم الجمعة المقبل.