يظل النصر لغزاً كبيراً حير جميع محبيه والمتابعين له ليس منذ فترة قريبة بل من مواسم عدة، وأصبح حاله رموزاً لم يستطع النقاد والخبراء فك شفراتها، فأوضاعه لا تسر القريبين ولا البعيدين فمازال الفريق "الأصفر" بعيداً كل البعد عن البطولات والإنجازات التي لم يعد الصديق المقرب لها منذ رحيل نجمه الأول المهاجم ماجد عبد الله وجيله... وكانت النهاية في منتصف التسعينات تاركاً المنافسة عليها بين الرباعي الاتحاد والهلال والأهلي والشباب والأخير لم يغب طويلاً عن البطولات على رغم انتقال الكثير من لاعبيه المؤثرين، والاتفاق ايضاً الذي عاد الى سماء البطولات أخيراً. وأصبحت اوضاع الفريق العاصمي يرثى لها فمع إطلالة كل موسم ومع بداية الاستحقاقات المحلية يبدأ بمستوى جيد نسبياً يعطي الامل لمحبيه إلا انه سرعان ما يوقف الزحف في المراحل المتقدمة ليخرج في كل عام خالي الوفاض تاركاً لجماهيره وعشاقه الحسرة والحزن على عدم تحقيق البطولات والألقاب. وحاول المتابعون والخبراء تفنيد أسباب ما يحدث لفارس نجد رغبة منهم في حل العقدة النصراوية ليعود فارساً في سماء الكرة السعودية كما كان في السابق إلا أنهم لم يتوصلوا لتلك المسببات التي تنغص أحلام الجماهير النصراوية وطموحاتها. ورأى البعض أن تمسك رئيسه الراحل وباني أمجاده الأمير عبدالرحمن بن سعود بالرئاسة رغم العزوف الشرفي الذي تعارض مع الرئيس النصراوي الراحل كثيراً يعد السبب الأول لابتعاد النصر عن البطولات، إلا انه سرعان ما ثبت عكس ذلك لأن العزوف الشرفي مازال موجوداً على رغم الاجتماع الذي عقده شرفيو "الأصفر" قبل شهر تقريباً والذي لم تظهر ثماره حتى الآن. وبذلك اثبت الرمز النصراوي الأمير عبدالرحمن بن سعود انه ليس السبب في الابتعاد الشرفي وإنما كان عذراً يحاول الكثير من أعضاء شرف النصر إقناع أنفسهم به. ويقف أنصار النصر أو "العالمي" - كما يحلو لعشاقه تسميته بذلك - في حيرة من أمرهم وهم يشاهدون الضعف الكبير الذي يعتري صفوف فريقهم بالمقارنة مع نظائره الاتحاد والهلال والأهلي لذا يدركون تماماً أن تحقيق البطولات أشبه بالمستحيل وهم يرون أن بدر الحقباني ومحمد اليوسف وسعد الزهراني وناصر حلوي والبقية هم نجوم الفريق وجميع هؤلاء اللاعبين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقارعوا نجوم الاتحاد والهلال والشباب والأهلي - كما يؤكد النقاد والمتابعون - لذا ترى الغالبية من الجمهور النصراوي ضرورة إدراك ادارة النادي ذلك، وعدم المكابرة بمقوله:" النصر بمن حضر" لأنها احد الأسباب الرئيسة فيما وصل له النصر من حال لا ترضي عموم الرياضيين وهم يشاهدون السقوط المرير لأحد اكبر الفرق السعودية وأكثرها دعامة للمنتخب الأول سابقاً? ومع تواضع مستوى لاعبي النصر أصبح اللاعبون الأجانب التي تستعين بهم الإدارة النجوم الجماهيريين في الفريق. ويؤكد الغالبية من المقربين من البيت النصراوي انه لابد من قرارات حاسمة يتخذها رجالات هذا النادي لإعادته للطريق السليم، لكي يمكنهم تدارك ما يمكن إدراكه هذا الموسم خصوصاً أن الفريق يعتبر في الفترة الراهنة خارج المربع الذهبي للدوري، إلا أن فترة التوقف الكبير التي تمتد لأكثر من شهر ونصف كفيلة بتصحيح مسار الفريق. وفي مقدم ما توصل إليه أنصار الفريق ضرورة ضخ دماء جديدة على المستويات الإدارية كافة بعد أن عجز أعضاء مجلس الإدارة الحالية عن إثبات جدارتها في البقاء... ولذا من الضروري تنحيتهم وإتاحة الفرصة لأشخاص آخرين مكانهم لتحقيق طموحات جماهيرهم. كما يرى المتابعون وجوب تسريح الغالبية من عناصر الفريق الذين اثبتوا فشلهم ولم يعد لديهم ما يقدمونه، وهي قائمة تعج بالأسماء المستهلكة، وبالتالي إتاحة الفرصة أمام اللاعبين الشباب. ومع هذه الأمنيات الصفراء منقطعة النظير هل يستجيب صناع القرار في النادي لهذه المتطلبات الجماهيرية أم تستمر الأوضاع على ما هي عليه ويظل الجمهور في حالة ترقب وخوف حتى نهاية الموسم ويتواصل مسلسل السقوط "الأصفر" كما هو عليه في المواسم الماضية؟