أبدى عدد من كبار السن انزعاجهم من سوء استخدام بعض الشبان والمراهقين للسبحة، التي صنعت لتعين المرء على المواظبة على التسبيح والاستغفار، بينما يستخدمها بعض الشباب لأغراض مسيئة تتنافى مع الغرض الذى شاع استخدامها لأجله. يقول فهاد الحربي 60 عاماً:"كنا نصنع السبح بكل بساطة، لتذكرنا بوجوب الاستغفار والتسبيح، إذ بمجرد أن تقع يدك عليها تشرع في ترديد كلمات الاستغفار وغيرها، ولم نكن نهتم بشكلها أو لونها، بينما أصبح بعض الشباب الآن يبالغون في اقتناء السبح المطعمة بالفضة والألماس وغيرها، ويحرص بعضهم على أن تتماشى ألوانها مع لون الثوب أو الحذاء أو السيارة، وعلى رغم كل ذلك، يعتبرونها مجرد مظهر جمالي مكمل لمتطلبات الأناقة". ولم يختلف كثيراً غريب العنزي 57 عاماً عن مواطنه الحربي في الرأي، إلا أنه أكد حسن استخدامها من كبار السن وبعض الشباب، منبهاً إلى أن"هناك فئة قليلة من الشباب تسيء استخدام السبح، ويمكن للمرء أن يلمس ذلك في المقاهي، وبعض الأماكن العامة، وحتى عند الإشارات الضوئية، إذ لا يخلو أحد تلك الأماكن من شباب يحملون سبحاً براقة ومزخرفة يلوحون بها بطرق تميل إلى الرقص أو الغزل، وهو ما يثير استياء بعض كبار السن لما تحمله لهم السبحة من معان كريمة". من جهته، أكد أحد أصحاب أكبر محلات السبح في الرياض، صايل الجابري، تراجع الإقبال عليها من كبار السن، وتزايد إقبال الشباب والمراهقين، خصوصاً في ما يتعلق بالسبح التي وصفها بالتحف النادرة. وأضاف:"لا تتجاوز نسبة إقبال كبار السن على السبح عشرة في المئة مقارنة بالشباب، وشهدت السنوات الأخيرة تزايداً في نسبة اقبال الشباب على اقتنائها مع تعدد الموديلات، إذ أصبح بعضها يحمل ماركات عالمية، وتتعدى أسعارها الألف ريال. وتعتبر السبح الخاطفة للأنظار والمتعددة الألوان الأكثر إغراء للشباب، الذين أصبحوا يسألون عن آخر الصيحات في عالم السبح". ولم ينف بعض الشباب حرصهم على اقتناء أنواع فاخرة من السبح العالية الكلفة لتتماشى مع أناقتهم، إذ يقول الشاب فواز الناقي 25عاماً:"بالنسبة لي، لا أعتبر الحرص على اقتناء سبحة فخمة تغيراً عما صنعت من أجله، إذ أستفيد منها في التسبيح والاستغفار بين الحين والآخر، إلا أن هذا لا يمنع أن يتماشى مظهرها مع ساعتي الثمينة وسيارتي الجديدة". وأضاف أن استخدامها للغزل أو الرقص أو خلافه لا بد من أن يثير استياء كل من الكبار والشباب على حد سواء، لكنه يعتقد بأن حرصه هو وغيره على أن تكون فخمة وأنيقة يعود إلى اعتقاده بأن ذلك يمنح حاملها"برستيجاً"إضافياً، ولا يخرج عن أصول أو عادات الشعب السعودي المحافظ. ويشير زميله سعود السبيعي 27عاماً إلى أن أهم ثلاثة أشياء يحرص على اقتناء أحدثها وأجملها هي:"الساعة والهاتف الجوال والسبحة"، وقال:"لا أنكر أنني كل مرة عند اقتنائي للسبحة أبحث عن الشكل الجمالي فيها، إلا أنه من وجهة نظري، تظل ميزتها كامنة في التذكير بوجوب الاستغفار، وشخصياً أستاء حين أرى أياً من الشباب يستخدمها في أمور كالغزل أو غيره". أما متعب العتيبي 30 عاماً فاعتبر اقتناء أغلى أنواع السبح أو أرخصها مسألة شخصية لا يفترض تضخيمها، وقال:"إذا رغبت في اقتناء سبحة أبحث عن شكل جميل وأنيق بسعر معقول، وأحتفظ بها في جيبي كي يتسنى لي التسبيح كلما سنحت الفرصة"، وعن رأيه في استخدامها لأغراض اخرى غير ذلك، أشار العتيبي إلى أن الأمر يعتمد على أخلاق المستخدم وعقليته، وأضاف"شخصياً، أستخدمها في بعض الأوقات بطريقة عشوائية ألوح بها يمنياً ويساراً، في محاولة لإزالة التوتر الناجم أحياناً عن ضغوطات العمل أو موقف محرج ما".