تشكّل «السبح» إحدى أبرز المقتنيات التي تحرص عليها فئة الرجال في السعودية ودول الخليج العربي عموماً، وتختلف دوافع اقتناء «السبحة» وتتباين من فرد لآخر، فهناك من يُقبل عليها انطلاقاً من عشقه لها وحرصه على جمع الكثير من أنواعها، وهناك من يتعامل معها كواحدة من الكماليات المعتادة، شأنها شأن ساعة اليد وغيرها، وما بين هذين الفريقين يحضر فريق آخر يقتنيها في أوقات محدّدة فقط، كالمناسبات الاجتماعية والعيدين. في شهر رمضان، تحظى سوق «السبح» بانتعاش على غير عادة الأشهر الأخرى، ويتضاعف الاهتمام بها ويزداد، إذ تشهد المحال المتخصصة ارتفاعاً في المبيعات، وكذلك الحال لدى البائعين الأفراد الذين يمتلكون عدداً كبيراً من أنواع السبح ويعملون على المتاجرة ببعضها. وما يلفت النظر أن الدوافع في شهر رمضان تختلف، فالدافع الديني يعدّ محرّكاً فاعلاً لدى الراغبين في الاقتناء، فهناك ثقافة سائدة لدى الكثيرين تتمثّل في أن للسبحة دوراً مساعداً في القيام ببعض السنن الدينية، وتحديداً سنّة الاستغفار والتسبيح، الأمر الذي يجعل الإقبال عليها يمتدّ حتى إلى فئة النساء، وهذا ما يعزّز من وجود بعض الألوان التي تكون أقرب إلى كونها نسائية، بل إن بعض المحال باتت تبتكر أنواعاً من السبح لتكون مخصصة لتلك السنن، في حين يُعتبر دافع الاستعداد المبكّر لعيد الفطر المبارك وشراء جميع لوازمه، أحد العوامل التي تسهم في انتعاش حركة البيع، إضافة إلى حرص البعض على شرائها لتقديمها كهدايا للأسرة والأرحام والأصدقاء عند زيارتهم في هذا الشهر الكريم. ولا يخفي المهتم بجمع السبح والذي يملك مئات منها عبدالله المانع، أن شهر رمضان يشكّل فترة ذروة في شراء السبح، مؤكداً أن السعوديين من سن ال15 عاماً وما فوق يتّجهون إليها، مشيراً إلى أن الكثيرين لا يهتمون بنوعيتها، فالمهم لديهم هو الحصول على السبحة وحسب. ويقول في حديث إلى «الحياة»: «المجتمع المحلي بمجمله يحرص على اقتناء السبح، فهي بالنسبة إلى الكثيرين تمثّل إحدى الضروريات وليست إحدى الكماليات، وفي شهر رمضان يكون الإقبال على السبح أكثر مما هو معتاد، وهذا قد يرجع لأسباب عدة، فعدا الدافع الديني أو دافع تجهيز لوازم عيد الفطر، فإن محال السبح في الرياض وغيرها تحرص على عرض أنواع جديدة في هذا الشهر، الأمر الذي يعزّز من جذب الزبائن، فالبعض لا يتعامل مع السبحة بوصفها مجرّد شكل فقط، وإنما يعطيها من الاهتمام ما يدفعه إلى شراء ما يعجبه منها بأي ثمن، فالسبح لها من يعشقها ومن يدرك ماهيّة أنواعها ومزاياها، كالكهرمان والمسكي والفيروز وغيرها، في حين أن هناك من لا يحرص على ذلك، ويكتفي باقتناء أية «سبحة». ويعتبر المانع الذي يحرص على السفر لعدد من الدول لاقتناء الأنواع النادرة من السبح، أن إمكانية البيع لم تعد تقتصر على المحال التجارية وحدها، وإنما وصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يوضّح أن موقع «انستغرام» أصبح بوابة مهمّة لبيع وشراء السبح، من خلال تسويق المهتمين بهذا الشأن لما لديهم من سبح، وإيضاح وسائل التواصل معهم في حال الرغبة بالشراء.