عين منخطرو الحزب الاشتراكي الفرنسي الليلة قبل الماضية مارتين أوبري عمدة مدينة ليل الفرنسية وابنة جاك دولور رئيس المفوضية الأوروبية السابق في منصب الأمين الأول على رأس الحزب الاشتراكي الفرنسي المعارض قاطرة أحزاب اليسار الفرنسية. وهي المرة الأولى التي تصل فيها امرأة إلى هذا المنصب في تاريخ الحزب الاشتراكي الفرنسي. وتنافست أوبري مع سيغولين روايال مرشحة الحزب الاشتراكي واليسار بشكل عام للانتخابات الرئاسية الماضية. ولكن اختيار السيدة أوبري في هذا المنصب لم ينه الأزمة الحادة التي يمر بها هذا الحزب منذ الانتخابات الرئاسية الماضية التي أبقت على اليمين في السلطة وانهزم فيها اليسار للمرة الثانية. بل إن اختيار أوبري في منصبها الجديد من قبل منخرطي الحزب فتح أزمة جديدة في صفوفه لتشكيك مؤيدي السيدة روايال بنتائج الاقتراع. فقد حصلت السيدة أوبري على خمسين فاصل صفر اثنين بالمائة من أصوات الناخبين مقابل تسعة وأربعين فاصل ثمانية وتسعين بالمائة من الأصوات. ولم تتجاوز أوبري منافستها في أعقاب نتيجة الاقتراع إلا باثنين وأربعين صوتا. ولذلك فإن أنصار سيغولين روايال يطالبون اليوم بالرجوع من جديد إلى صناديق الاقتراع واتخاذ إجراءات حازمة لجعل الاقتراع يتم في كنف الشفافية الأمر الذي يرفضه أنصار سيغولين روايال. وقد وعد فرانسوا هولاند أمين الحزب الأول المنتهية ولايته بدعوة المجلس الوطني الذي يشكل الهيئة العليا في الحزب لعقد اجتماع في الأيام المقبلة للنظر في الشكاوى التي تقدم بها أنصار السيدة روايال وحث مختلف التيارات التي تغذي الحزب على لم صفوفها للحيلولة دون تصدع الحزب. وفي حال تجاوز الأزمة الجديدة التي تردى فيها الحزب الاشتراكي منذ يومين وإقرار نتائج الاقتراع فإن المهمة الأساسية الملقاة على عاتق السيدة مارتين أوبري هي العمل على إيجاد مخرج مؤقت على الأقل لحرب الزعامة التي أنهكت الحزب.