تترقب الأوساط الاجتماعية في محافظة جدة ما ستسفر عنه الجولة المقبلة نتيجة تحرك مؤثر تقوده مجموعة من المرشحين المعترضين من أصل 570 مرشحاً، فاز منهم سبعة فقط بمقاعد المجلس البلدي المحلي للمحافظة. ومن المرجح أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تطورات لافتة، في الوقت الذي حصلت"الحياة"على نسخة طبق الأصل من القرص المدمج المصنف"سري"بمعلوماته الخاصة والدقيقة عن أسماء وأرقام جوالات وهواتف نحو 55 ألف ناخب قيدوا أسماءهم في 54 مركزاً انتخابياً في جدة. وفي حين شهدت الانتخابات البلدية في مناطق المرحلتين الأولى والثانية جولات من الجدل والاعتراض، إلا انها لم تصل في تحركها إلى ما يخوضه المرشحون المعترضون في جدة حالياً. وهم الذين سارعوا برفع برقيات نداء إلى القيادة السعودية تطلب فيها التدخل لإنصافهم وتحقيق العدالة والشفافية في نتائج الانتخابات، التي تطابقت نتائج الفائزين فيها مع قائمة مزكاة من رجال الدين، وزعت عبر رسائل الهاتف الجوال. فيما أعلن المحامي السعودي الشهير صلاح الحجيلان أول من أمس في حديث إلى"الحياة"قبوله الترافع عن المرشحين المعترضين في جدة أمام ديوان المظالم. ويطالب المرشحون المعترضون بإبطال النتائج المعلنة بفوز ما أطلق عليه"القائمة الذهبية"، وإعادة الانتخابات بما يكفل لهم خوض الاستحقاق الوطني في أجواء انتخابية عادلة ومنصفة ونزيهة. بل ان المرشحين المعترضين صعدوا مطالبهم في برقية إلى وزير الشؤون البلدية والقروية الجهاز الحكومي لتطبيق تجربة الانتخابات البلدية الأمير متعب بن عبدالعزيز. وإثر حصول"الحياة"على نسخة من القرص الذي سبق أن حذر من وجوده وتداوله مرشحون خاسرون، قال عضو اللجنة الإدارية للمرشحين المعترضين المهندس إيهاب سليماني:"هذا القرص دليل فاضح لما كانت تسير عليه العملية الانتخابية في جدة من أنماط وإجراءات ملتبسة تسببت في فوز القائمة الذهبية". وأضاف"كنا نحذر من الإهمال والتلاعب الذي يفسد جو التجربة الانتخابية برمتها ويصيبنا والمجتمع بخيبة أمل تجاه نزاهة العملية الانتخابية في جدة". واعتبر إيهاب السليماني أن مرشحي القائمة الذهبية استفادوا بطريقة ما من تسرب القرص. وقال:"رصدنا التحرك المثير للشك من أعضاء القائمة الذهبية بما في ذلك ان رسائل قائمة التزكية لم تصل إلى أكثر من 500 مرشح ولم تصل إلى أجهزة جوال ستة ملايين هاتف متحرك، فقط كانت تصل إلى الناخبين المقيدين". وفي ظل وجود هذا الدليل المادي ضد اللجنة العامة للانتخابات المحلية في جدة، فإن قضية مطالب المرشحين المعترضين بإسقاط النتائج المعلنة في طريقها إلى منعطف قضائي مثير. وكانت"الحياة"نشرت في 20 نيسان أبريل الماضي أولى المعلومات عن اعتزام مرشحين معترضين رفع دعوى تؤكد تداول قرص CD بين صفوف مرشحين استفادوا من البيانات السرية فيه للوصول إلى الناخبين الفعليين مباشرة، من خلال رسائل الجوال الدعائية لحملاتهم وبرامجهم الانتخابية. بيد أن رئيس اللجنة العامة للانتخابات البلدية المحلية في جدة المهندس عادل فقيه عقب برسالة خطية أرسلت بجهاز الفاكس على النبأ بما يفيد النفي القطعي لتسرب القرص الذي يحمل"أسماء وأرقام هواتف الجوال لنحو 55 ألف ناخب في جدة". بدوره، كان المرشح رقم 20 عن الدائرة الثانية مساعد بن عبدالله الخميس ادعى في تصريحات إلى"الحياة"في حينه وجود القرص، وأنه عرض عليه بمبالغ خيالية تتجاوز 60 ألف ريال. والقرص الذي في حوزة"الحياة"عبارة عن ملف رئيس Floder بداخله سبع ملفات أخرى مماثلة، والملف الفرعي في داخله أكثر من ورقة عمل ExceL تمثل كل ورقة عمل مركزاً انتخابياً من بين 45 مركزاً انتخابياً منتشرة في الدوائر الانتخابية السبع لمحافظة جدة. أما في داخل ورقة العمل فهناك"الصيد الثمين"إذ يوجد اسم الناخب رباعياً ورقم قيده الانتخابي ورقم هاتفه الجوال. ويرى المرشح المعترض عادل محمد عبده أن التزكية من خلال"القوائم الذهبية"أفسدت العملية الانتخابية، ويضيف:"أعتقد أنها بمثابة اغتصاب لحق وفكر المواطن، وعلى بعض المشايخ الذين صرحوا بأن التزكية معمول بها في انتخابات الولاياتالمتحدة فإني أرفض المقارنة بأميركا فهي ليست معياراً لنا ولا قدوة نتبعها". وقال:"ثم انني اتساءل ألم يفطن من يصرح بهذا القول إلى أن أميركا فيها ديانات مختلفة ومذاهب متعددة بينما نحن في السعودية كلنا مسلمون؟". وأشار إلى اعتقاده بأن"ما نراه في القوائم"المزكاة"أو"الذهبية"يماثل تشكيل حزب سياسي ما يعني ان هذا الأمر يتناقض مع أنظمة البلاد". المتحدث الإعلامي للمرشحين المعترضين: نملك شواهد وأدلة غير"القرص" قال المتحدث الإعلامي المعين من اللجنة الإدارية للمرشحين المعترضين مساعد الخميس إنه:"بقدر سعادتي بالعملية الانتخابية في السعودية وبغض النظر عن الحوادث التي صاحبتها وتحديداً في جدة، إلا أن ما يحز في نفسي مسارعة بعض المسؤولين إلى إطلاق تكذيبات على شاكلة ما يصرح به عضو لجنة الطعون الدكتور عمر الخولي". وقال الخميس إن شعوراً طاغياً يسود أوساط المرشحين المعترضين بسبب ما يعتقدون أنه تحيز مكشوف في صف من أُعلنوا مرشحين فائزين. وكانت اللجنة الانتخابية في جدة أعلنت نتائج صناديق الاقتراع يوم السبت 23 نيسان إبريل الماضي، بفوز ما يسمى القائمة"الذهبية"، بيد أن النتائج المعلنة تتطلب مصادقة من المؤسسات الحكومية المسؤولة عن تطبيق الاستحقاق الانتخابي. وشدد الخميس على أن جميع المرشحين المعترضين لا يطعنون في شخوص من أعلنوا فائزين. وقال:"نحن نملك الشواهد والأدلة والقرائن التي تثبت حقنا في الطعن الصريح في عدالة ونزاهة العملية الانتخابية في جدة".