"الأسماء واختيارها محصور بعدد معين ومعروف منها، فالاختيار أو التجديد محدود جداً، كما أن مسايرة موجة الأسماء الحديثة للأولاد أو البنات، تبقى صعبة في حدود القبيلة وعاداتها". هذا ما يقوله عبد الله التميمي من الرياض، ويعلل بأن"القبيلة لها ارتباطات تاريخية وتقاليد يجب أن تحترم. فالأسماء تعكس بأي حال من الأحوال، مستوى القبيلة ووعيها وقوتها بين القبائل. إضافة إلى أن رفض الجديد من الأسماء، ليس بسبب عدم شرعيتها، بل لأن المولود صاحب الاسم الجديد سيكون شاذاً بين أفراد القبيلة، باسمه المستغرب متى ما ناداه أحدهم". ويرى أن"أسماء اليوم المستخدمة، لها قوة في المعنى وحضور عند آخرين، وليست غريبة جداً مثل تركي وفيصل وسلمان وغيرها". ربما تختلف المنطقة الغربية عن غيرها من مناطق المملكة، بسبب تعدد الأطياف الاجتماعية، ما يلغي الارتباط بأسماء محددة سلفاً، أو متعارف عليها، بين كثير من العائلات. بل إن الوالدين يجتمعان قبل أشهر من الولادة، كي يختاران الاسم الأحدث والأجمل للأنثى أو الذكر، ما سمح بحضور أسماء حديثة، لها مدلولات عربية مهمة، مثل: تالة ويارا وسولافة للإناث. في حين تجد رغبة في استرجاع الأسماء القديمة، التي ترتبط تاريخياً بحدث أو فكر معين، واختفت مع المدنية الحديثة، في حال الذكور، مثل: يزيد وسيف ومهند.. كما أن تلك الأسماء تعكس بين عائلات المنطقة تنافساً غير معلن على الاسم الأحدث والمميز في ما بينها. ومن شمال المملكة إلى جنوبها تلعب العادات والتقاليد دوراً كبيراً. إضافة إلى أن الأسماء تتشابه في بعض المناطق إلى الاسم الرابع، فمن الممكن أن تجد مئات من قبيلة واحدة يحملون اسم"علي سعيد محمد"، ومن السهل أن تجد عشرة أو أكثر بالاسم نفسه في مدرسة واحدة، من دون أي اختلاف. يقول محمد الزهراني:"إن التسميات في الجنوب تأخذ بعداً اجتماعياً بين الإخوة وأبناء العموم، في محبتهم وتكريمهم الآخر. فالأخ يقدر أخاه الأكبر منه سناً بتسميته ابنه باسم أخيه، ما يوجد أسماء متشابهة في شكل ملحوظ". يستدرك الزهراني:"بدأت بعض العائلات الانتقال إلى مناطق خارج حدود جغرافية القبيلة، فأصبحت تكسر تلك العادات وتنوع في الأسماء، خصوصاً أسماء الفتيات، اللاتي يحظين بأسماء باتت أكثر جمالاً وجاذبية". أما في شرق السعودية، فالارتباط بالاسم القبلي أقل منه في أي منطقة في السعودية، وكان من الطبيعي أن للنسيج الاجتماعي الذي ارتبط بالعديد من الجاليات العربية والأوروبية والأميركية، تأثير مباشر في الأسماء، سوى أن بعض المذاهب الدينية مثل الشيعة، انتشرت فيها أسماء مثل علي وحسن وحسين، فطاولت تلك الأسماء عائلات كثيرة في تلك المنطقة. الشرع والقانون ويبقى للفتاوى الدينية في تحريم بعض الأسماء ورفضها في السعودية دور في فرض رقابة، إذ تعمل إدارة الأحوال المدنية ووزارة الصحة، بتلك الفتاوى وتطبيقها، حينما يتقدم إليها ذوو الطفل، كي يصدروا وثيقة رسمية تثب ميلاده، فأسماء مثل سوزان وديانا أصبحت ممنوعة سياسياً. وعلى مستوى الدين فهناك بعض الأسماء الممنوعة في السعودية، خصوصاً تلك التي ترتبط بمصطلحات مثل ملك وإيلاف وجبريل، إذ لا يمكن تسميتها بسبب حرمتها الدينية، بحسب الفتوى في هذا الجانب. وتسمح الحكومة بحسب الأنظمة والقوانين، استبدال اسم الشخص متى ما كان في سن قانونية"تتجاوز 20 عاماً"، خصوصاً الأسماء التي تحمل من الصعوبة والتعقيد الشيء الكثير، ومنها: شارع، فداح، شارخ، صنيتان وغيرها من الأسماء، التي يترك أمر تغييرها إلى صاحب الاسم نفسه، الذي يبادر بدوره إلى تحمل إجراءات حكومية طويلة وكثيرة، كي يظهر في شكل واسم جديدين، بدلاً من تحمل نظرات الآخرين وتعليقاتهم في حال سماعهم بعض الأسماء الغريبة.