حال من الذهول أصابت الكثيرين في الوسط الرياضي وأنا أولهم حول الانتقادات التي طاولت البطولات العربية وتحديداً دوري أبطال العرب في نسخته الثانية التي وجدت النجاح والقبول بكل المقاييس عطفاً على النقلة التي شهدتها من النواحي التنظيمية والتشجيعية. وتسابق الأندية العربية على تقديم طلبات المشاركة في هذه البطولة الكبرى كان دليلاً قاطعاً على تميزها ومكانتها المرموقة لدى مسيري هذه الأندية وأنها أصبحت مطمعاً فنياً ومادياً لها. ولو عدنا بالذاكرة للخلف قليلاً حول الحالة المتردية للبطولات العربية لربما أطلقنا عليها لقباً يناسب وضعيتها ومكانتها"بطولة التهرب والانسحاب"والشواهد كثيرة وعديدة على هذا المبدأ لدى إدارات الأندية العربية التي أصبحت وربما وجدت نفسها ملزمة بالتعويض في المشاركة في البطولات الآسيوية والأفريقية أو البطولات الودية التي تعتبرها داعماً كبيراً لمسيرتها التنافسية ولخزانتها ماديا.ً وأشد المتفائلين لم يكن يتوقع أن يرى بطولة بهذا الحجم والنجاح في هذه الفترة القصيرة لاعتبارات عدة يأتي في مقدمها التكاليف المالية الباهظة التي تعتبر الركيزة الأساسية لمواصلة التميز والقبول. وبنظرة ثاقبة معتادة من القيادات الرياضية في وطننا العربي وحرصهم الكبير على إنجاح أي تجمع عربي وإظهاره بالشكل اللائق والمناسب جاءت الموافقة السريعة والمشجعة من الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل اللذين يتحملان على عاتقهما مسؤولية لمّ شمل الرياضيين العرب وتحت مظلة الاتحاد العربي لكرة القدم الذي يترأسانه ويتحملان عبأه الكبير، ليصدرا التوجيهات الفورية والسريعة على قبول العرض المقدم من راديو وتلفزيون العرب لتتكفل بتكاليف وأعباء البطولة مالياً للثقة المسبقة في نجاحها من الناحيتين التنظيمية والتشجيعية مع الإبقاء على دور الاتحاد العربي في عملية إدارة البطولة وتحت مظلته، وليكون النجاح والرضا عنواناً لأهم المسابقات العربية في كرة القدم. وخروج أصحاب الرأي المعاكس والمشاكس في وقت النجاح هذا لم يكن هناك ما يبرره سوى بحثهم عن الأهواء الشخصية على حساب بطولة وجدت لتبقى وتستمر، ولن تكون هذه البطولة حجر عثرة في مسيرة الأندية المشاركة لأنها وباختصار شديد أصبح الجميع يبحث عنها لا هي تبحث عنهم. وسترى البطولات العربية المقبلة الكثير من الإثارة والندية وارتفاعاً في المستوى الفني وستترك بصماتها الإيجابية على مستوى المنتخبات الوطنية ولسان كل عربي يقول شكراً من القلب إلى سلطان ونواف. الحزم وأبها وتركيز الممتاز حجز فريقا الحزم وأبها مقعدين لهما بين الأندية الممتازة في الموسم المقبل، جاء بعد جهد وتعب وكفاح نالا بموجبه هذا الشرف الكبير. وكثير من الأندية الصاعدة والموجودة في أكبر البطولات المحلية، لم تحسب للفوارق الشاسعة بين هذه البطولة ومنافسات دوري الدرجة الأولى لتجد نفسها عائدة وبسرعة لدوري المظاليم. إذاً الوضع الصعب الذي ينتظر فريقي الحزم وأبها يتطلب التركيز فقط على البقاء بين الكبار كأولى الخطوات وأهمها وليكن ثقلها مرمياً على بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، لأن هذا التحدي يحتاج التخطيط المسبق والمنظم والتركيز ليكتسب الفريق خبرة هذا الدوري القوي. [email protected]