تركت الحالة الفنية المتأرجحة التي يمر بها قطبا جدة الاتحاد والأهلي في هذا الموسم الكثير من علامات الاستفهام لدى النقاد والخبراء ومحبي الفريقين، وهو ما جعل مسيري الناديين في حرج كبير لإيجاد المبررات المقنعة لذلك التدني ولم أجد حرجاً ولا تردداً في أن أنقل وجهت نظري الخاصة للقراء الأعزاء، ولمعرفتي المسبقة أن ما سأتحدث عنه سيستقبل برحابة صدر المسؤولين والمنتمين لهذين الفريقين العريقين. ولتكن البداية مع العميد الذي استطاع استقطاب مجموعة كبيرة من نجوم الأندية المحلية ودعمهم بلاعبين أجانب ذوي سمعة دولية كبيرة, وصاحب ذلك التعاقد هالة إعلامية كبيرة لمكانتهم المرموق. ولكني أرى أن الخلل يقع في عدم التوفيق في عملية اختيار الجهاز الفني الملائم للقدرات العناصرية المتوافرة للفريق، والتي تحتاج لطريقة تكتيكية يتكيف معها اللاعبون ويتفاعلون معها بأسرع وقت، وهذا لا يعني أن المدربين المختارين غير جديرين بالإشراف على الفريق، بل ما ذكرته سابقاً في إيجاد المدرب المناسب للاعبي الاتحاد، وينطبق على اللاعب الأجنبي ما ينطبق على المدربين، حيث تميز العميد في إيجاد لاعبين أجانب مميزين في سمعتهم قبل التعاقد, لكن المفاجأة تكمن في المطالبات الجماهيرية بعد فترة وجيزة بتسريح هؤلاء اللاعبين لعدم اقتناعهم بالمردود الفني. وتبقى مسالة إيجاد لجنة متخصصة وتفعيلها لاختيار الأجهزة الفنية واللاعبين المحليين والأجانب وتتكون من لاعبين سابقين لديهم الخبرة الكافية لتقديم النظرة الصائبة لعملية الاختيار، ودعمها ببعض إداريي الفريق أو من ترى الإدارة الاتحادية جدارتهم في عملية الاختيار. وبالانتقال إلى المنافس التقليدي الأهلي, أرى أنه وفق بنسبة جيدة في عملية الاختيار، سواء للأجهزة الفنية أو للاعبيه الأجانب وذلك برغبته في استمرار الثلاثي البرازيلي والأجهزة الفنية، إلا أن هذه الرغبة وجدت خذلاناً ممن وقع الاختيار عليهم, وهناك بعض الخلل في تركيبة بعض لاعبيه الفنية والانضباطية التي سببت قصوراً في أداء الواجبات التكتيكية، والتي عرضت الفريق لبعض الصعوبات في مبارياته، وخصوصاً الانضباط داخل الملعب, مما أسهم في تراجع نتائج ومستويات الفريق المهيأ لتحقيق أحد الألقاب المحلية والخارجية. وقفات - يثبت رئيس الهلال الشاب الأمير محمد بن فيصل أنه مكسب للوسط الرياضي السعودي وذلك بما يملكه من فكر وقبول وخلق عال، ولعل إسهاماته الأخيرة في علاج المشجع الهلالي المصاب أكبر دليل على أن هذا الرئيس أتى بما لم يأت به غيره. - يأمل المتابعون أن تشهد المرحلة المقبلة تعاوناً كبيراً من لاعبي الفرق في المنافسات المحلية مع الحكام, حيث أصبح الكل ينتقد الحكام بمبرر وبغيره, لذلك يتطلب المستقبل إعطاء الحكام كامل الفرصة لتقديم ما لديهم من دون تعريضهم للضغوط, لأن نجاحهم نجاح للكرة المحلية. [email protected]