كان جالساً على غير عادته، مرتبكاً، قلقاً، وكنت أشعر بدقات قلبه بعد أن وضعت يدي عليه، وقلت له:"هل أنت خائف"؟ بدأ يتمتم، ورغم ذلك قال:"لا... لست بخائف، أشعر بشعور غريب الآن، لم يقابلني أحد ما من قبل". المبدع عبد الله صالح الداود في الصف الرابع الابتدائي يحرص على مشاهدة برامج الأطفال التلفزيونية خصوصاً الأفلام الكرتونية بطريقة مختلفة جداً،"لقد مللت عرض الأفلام في المنزل، لم أعد أشعر بطعمها!". ظل يفكر عبد الله معنا بفكرة وجود سينما خاصة للأطفال تعرض فيها جميع الأفلام الكرتونية والترفيهية الموجهة في شكل خاص للطفل."شيء حلو لو صارت حقيقة"، سأذهب إليها يومي الأربعاء والخميس لأنهما فترة الإجازة المدرسية". يتمنى عبد الله عرض أفلام توم وجيري، وباباي، وأبطال الديجيتال، أما شكل السينما فيريدها"تروع"عندما يدخل من بوابة السينما،"أحب أن يكون فيها أكشن، مع مهرجين"ينطنطون"يميناً ويساراً، ويرحبون في الأطفال"، وسيغير لون الكراسي في الصالة إلى اللون البني أو الأسود، وسيضع شاشة عرض على كل مقعد،"مثل الطيار يوم ألعب وأنا جالس". وعن عدد ساعات التواجد في السينما"سأخصص ساعة أو ساعتين، وسيصطحب شقيقة فهد وجميع أقاربه،"أحلى شيء يوم أروح مع عماتي وخالاتي عشان ما أقعد لحالي وأطفش، مو بس أنا كل الأطفال لازم يحضرون أقاربهم". يفضل السينما عن المتنزهات الترفيهية بمليون مرة، وينتظر تواجد سينما الأطفال بأقرب وقت قبل أن يشعر بالملل بسرعة. ويدخل شقيقه فهد صالح الداود أولى تمهيدي في الحوار معنا، ويتخيل لون جدران السينما أزرق"مثل باص مدرستي الأزرق"، وسيذهب للسينما متى شاء"إذا ضاق صدري بروح للسينما"، ولكنه يفضل زيارة سينما الأطفال يوم الخميس"بس لو نشوف توم وجيري، وتويتي اللي أحبها". فهد يحب جميع الألوان، لذلك سيضع لون المقاعد في السينما"بني عشان مثل لون سريري". أسماك ودلافين اتصلنا على أحد المبدعن الذي خجل من التحدث معي، ولكنه كتب لي عن رأيه بكل صراحة، وأثبت أنه قادر على تصميم وتنفيذ كل ما يريد الصغار. ناصر محمد البديع طالب في الصف السادس، سأرسم على جدران مبنى السينما من الداخل والخارج بحراً، وسأضع أنوار قوية جداً، وملونه لتجذب الصغار، وسأفتح أبواب السينما من الرابعة عصرا من كل أسبوع وفي يومي الأربعاء والخميس. يحب ناصر اللون الأزرق، الذي يشعر خلال بالهدوء والراحة، وسيصطحب معه خالته خلود، وأخته مشاعل وهناء وسديم وأبناء عمته، ويفضل عرض مسلسل الأطفال سابق ولاحق، وفيلم سوبرمان،"سأضع المقاعد في أشكال أسماك ودلافين ونجوم، ولن أنسى مقاعد خاصة للمعوقين"، أما شاشة العرض ستكون وسط الصالة، وسأمنع المشروبات الغازية، وأوزع العصيرات. دانة يعقوب المغربي طالبة في الصف الثاني ابتدائي، ستأخذ شقيقتها أروى معها للسينما يوم الأربعاء"عشان ما يكون عند الصغار دراسة"، وستكون من بعد صلاة المغرب إلى الساعة 11 ليلاً. ستعرض دانة أفلام توم وجيري وفتيات، والأولاد المضحكين، ولأنها تحب لون"البيج"فهي ستختاره لوناً للمقاعد،"لأنه لون زين"وستوزع حلوى"بازيتلز"،"عشان فيه بسكويت"،"سيكون الدخول مجانياً في بداية الافتتاح. ماتركس اعتاد الذهاب للسينما كثيراً، حينما يسافر مع أسرته،"ذهبت قبل شهرين لمملكة البحرين، ودخل سينما الأطفال، وكنت أجول في صالات السينما التي تستوعب أكثر من 1000 طفل. ركان إبراهيم السنيد طالب في الصف السادس في المنطقة الشرقية،"سأهتم بوضع كل ما يريده الأطفال في السينما من شاشات عرض كبيرة ومسارح وعرض أحدث الأفلام الكرتونية، وسيذهب معي أصدقائي عاصم، وفيصل، وبدر، لأنهم أعز أصدقائي،"لأنهم حبوبون"وصادقون معي، ويساعدوني. يرغب راكان في فتح السينما طوال أيام الأسبوع من 8 إلى 11 ليلاً،"لو فتحت في أيام محدده لن يستطيع جميع الأطفال الحضور والأفضلية تكون على فترتين صباحية ومسائية، حتى تقل نسبة الازدحام"، وسأعرض فيلم - ماتركس- لأني أحب أسلوب القتال، وتعجبني حركات الفيلم، ولا أشعر بالخوف فهي تجعلني رجلاً قوياً.