أوقفت قوات الأمن السعودي، صباح أمس مطلوباً مسلحاً يدعى إبراهيم اليوبي في مدينة جدة. وقتلت شقيقه صاحب المنزل الذي تحصن به وأثنين من أقاربه فجر أمس. وأصيب أكثر من تسعة من رجال الأمن إصابات متفاوتة، بشظايا قنبلة ألقاها اليوبي خلال دهمهم المنزل، بينما تسبب تبادل إطلاق الرصاص بمقتل سيدة تقطن منزلاً قريباً وإصابة زوجها. وكانت قوات الأمن طوقت منزل اليوبي فجر الأحد ودعته وأقاربه عبر مكبر صوت إلى تسليم أنفسهم من دون مقاومة، بيد أنه بادر بإطلاق نيران سلاحه الرشاش، قبل أن يلقي قنبلة يدوية على رجال الأمن الذين دهموا المنزل. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن قوات الأمن رصدت تحركات اليوبي حتى لحظة وصوله إلى مسكن شقيقه سعد في حي البوادي شمال جدة، الذي اشتبك مع قوات الأمن وقتلته. وأضافت المصادر أن"أحد أخوال اليوبي وصهره كانوا بين مرافقيه الذين جاؤوا معه من أطراف محافظة ينبع". يذكر أن اليوبي مطلوب أمنياً، على خلفية اشتراكه في التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية. وقالت مصادر أمنية إن"له علاقة وثيقة بالخلايا النائمة"، لكنها لم تنف أو تؤكد علاقته بالتحذير الذي وجهته القنصلية الأميركية في جدة إلى رعاياها الأسبوع الماضي، من"هجوم إرهابي محتمل على مجمع سكني يقطنه أميركيون". وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن"قوات الأمن تمكنت من رصد أحد المطلوبين من المنتمين إلى الفئة الضالة داخل احدى البنايات السكنية في حي الربوة البوادي في محافظة جدة، في ساعة مبكرة من صباح الأحد أمس". وأضاف:"عند وصول قوات الأمن إلى الموقع، حدث إطلاق نار كثيف، فتم التعامل مع الموقف بما يقتضيه، وتمكنت قوات الأمن من اقتحام الموقع والقبض على الشخص المطلوب بعد إصابته ... واثنين من مرافقيه، وقتل في الحادث أحد الموجودين معه في الموقع". وفي تصريح لاحق أوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية"ان المصابين في هذا الحادث نتيجة لاطلاق النار والشظايا المرتدة من مواد البناء هم اثنان من المواطنين أحدهما امرأة انتقلت الى رحمة الله في وقت لاحق وثلاثة عشر من رجال الأمن اصاباتهم ما بين خفيفة ومتوسطة وقد أخضع جميع المصابين للعلاج حيث غادر بعضهم المستشفى". ويخضع اليوبي لجراحة عاجلة في مستشفى الملك فهد العام في جدة، بعد إصابته خلال اشتباكه مع رجال الأمن. ولاحظت"الحياة"أن المتهم يخضع لحراسة أمنية مشددة، لدى تفقدها جناح غرف العمليات. وتعرض رجال الأمن المصابين إلى شظايا القنبلة التي ألقاها اليوبي، نقل بعضهم إلى أحد المستشفيات، حيث زارهم محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز. وتسبب تبادل إطلاق الرصاص بين الطرفين في إصابة عفاف الجهني 27 عاماً، سعودية وزوجها يوسف الجهني. ونقلا إلى مستشفى عرفان، حيث توفيت السيدة بعد ثلاث ساعات،"نتيجة رصاصة في الدماغ، وكان زوجها مصاباً برصاصة في يده اليمنى ونقل إلى مستشفى الملك فهد"، بحسب مصدر طبي. وقالت شقيقة القتيلة إنها كانت"أماً لطفلة رضيعة في شهرها العاشر، وطفل عمره ستة أعوام، نجيا من الحادث". وأضافت أن شقيقتها وزوجها الذي يعمل معلماً في احدى مدارس جدة،"كانوا يقطنون الشقة المقابلة لشقة سعد اليوبي الذي يعمل في أمن ميناء جدة الإسلامي برتبة عسكرية صغيرة". وقال مواطن سعودي يقطن بناية مجاورة لمخبأ اليوبي، أنه ساعد في نقل خمسة مصابين بينهم أربعة من رجال الأمن، إثر مباغتتهم بقنبلة يدوية، فيما نقلت سيارات الإسعاف بقية المصابين إلى مستشفى خاص، ومستشفى الملك فهد.